نزار حسين راشد

أنت لست الشيوعي الأخير وكيف يرضى المشاع من كان مثلك عربي الهوى والشجى والضمير كيف تكون شيوعياً وقد أوجعتك المنافي فاعتنقت العراق وحين أصبح العربي في خراسان "غريب الوجه واليد واللسان" سمعتك تنشد: ولْـتَـدَعْ مَـن خاننا يأكلْ طويلاً شـجرَ الزقّــومِ واثبُـتْ … لا تحاورْ : هذه الأرضُ لنا هذه...
كانت قادمة من القدس،محملة بالحقائب، قالت بتودد: -هل أفتح حقائبي؟ قلت: -ماذا معك غير الكعك؟ ضحِكتْ طويلاً قبل أن تقول : - كيف عرفت أن معي كعك؟ قلت:وفلافل كمان، هذا أول ما يوصيك عليه الحبايب! دمعت عيناها هذه المرّة: -تصور! لم يعد لدينا غير الكعك! هذا كل ما تبقى!نمسك به وكأنه جزء من أرواحنا...
في عينيها نظرة امتنان مرهقة، حاولت تثبيت نظرتها علي دون جدوى، هذا ما يحدث عادة، عقب ان تنقذ امرأة من الموت،مشهد إنساني، ربما تكرر في الواقع، وفي القصص والروايات، عدداً لا يحصى من المرات. حاولت الإنتحار بابتلاع حفنة من الحبوب المنومة، أظنكم ألفتم هذا المشهد، في كثير من أفلام السينما،الطريقة...
النظرة التي شيعني بها الرئيس السادات في آخر لقائنا معه، تركت لدي انطباعاً بأن كلماتي مست وتراً في أعماقه عندما حذرته من غدر اليهود بعد ان سألني عن رأيي في اتفاقية السلام وعن زيارته للبرلمان الإسرائيلي. وبالفعل فلم تمض أيام قليلة حنى تمت دعوتي للقائه. انفرد بي في غرفة خاصة يبدو أنها معزولة...
دعونا نتجاوز الفواصل والتسميات فأنا عاشق متهورٌ وغيور وغيرتي المجنونة جعلتني ألعن السياسيين قبل المحتلين فمن يفاوض على حبيبته في دين العاشقين؟ وعمّاذا سيتنازل منها: عن شاطيءٍ أم نخيل عن وجهها المتألق في الكرمل أم رأسها المرفوع في الجليل؟ عن البحر أم عن البرتقال؟ عن السهل أم الوعر؟...
"كلام في الحُب" تزورين قلبي كوعدٍ بعيد تمُرّين كسائحة تُجدّد زيارتها كُلّ موسم ولا تفقدين بهاء الحضور وقلبي على هيأته قائمٌ مثل وقفٍ قديم وكُلّما تلمّستِ أحجارهُ بُعِثَتْ حيّةً وشاع فيها الحُبور فلا أنت تفقدين الجمال ولا هوَ تأكُلُ منه الدهور ويحدث أن تقيم عاشقةٌ في مداهُ الصلاة وتدعو وتُنذرَ...
لو لم يقُل الله كُن لما كان هذا الجمال ولما كان لي أن أشُدّ إليك الرحال ولما استوى العشق في القلب بدراً أو غادر منزله في المحال... لو لم يقل الله كن لما كان وما كنت لأقرا بعينيك سحراً وألتمسَ النور خلف الخيال وما كان ليُحيي وجودُك روحي وكان قد مرّ مرور الزّوال أكانت لتأسُرني البراءة فيك وتزكو...
اليوم موعد العيادة المتنقلة، تجمعت النساء قبل حضور السيّارة، فرصة للاستراحة من العمل الذي لا ينتهي في البيت والحقل، والتنفيس عن حنقهن المكبوت على الرجال وظلمهم وتسلطهم وبث شكواهن بين بعضهنّ بلا تحفظ، أما النميمة فيوفرنها للجلسات الثنائية الخاصة، حيث أنها لا بُدّ أن تطال إحداهن، أخيراً فتح باب...
نمر سعدي شاعر من فلسطين، الأرض المحتلة، من " بسمة طبعون" شرقي مدينة حيفا مواليد سنة ١٩٧٧ّ. نمر سعدي سجّل موقفاً من ثورات الربيع العربي، أعلى صوته مع الشعوب وضدّ الطغاة، لم يقرأ شعارات الطغاة، بل قرأ معاناة الإنسان، فوقف ضدّه المفتونون بالشعار والمنحازون للعنوان دون الإنسان. في أرضنا المحتلة...
خيالك الرقيق وطيفك الأنيق يغشى فضاء وحدتي على استحياء يهيم في الهواء يضمُّني إليه يقفل ذراعيه حول خصر وحشتي يؤنس هذا الانقطاع ينشلني من الضياع يريقُ طين شهوتي يغسلها بالماء يرسلها في حلقةٍ للذكر خفيفةَ الخطى ترفُّ كالأنفاس في فضاءِ رئتي تخفق خفق الطير بين أجنحي يحكي لسانُها بلغتي يكشفُ عن معاني...
اليوم موعد العيادة المتنقلة، تجمعت النساء قبل حضور السيّارة، فرصة للاستراحة من العمل الذي لا ينتهي في البيت والحقل، والتنفيس عن حنقهن المكبوت على الرجال وظلمهم وتسلطهم وبث شكواهن بين بعضهنّ بلا تحفظ، أما النميمة فيوفرنها للجلسات الثنائية الخاصة، حيث أنها لا بُدّ أن تطال إحداهن، أخيراً فتح باب...
طريق الحياة":إلى كورونا" إرحل أنت أولاً فلا يزال لدي كلماتٌ لأقولها حاجاتٌ لأقضيها ورسائلُ لأوصلَها أنت تواصل طوافك المحموم لتشبع نهمك للموت أما أنا ّفلا تزال تتقدُّ في شهوتي للحياة ورغبتي أن أعُبّ المزيد من أنفاسها أن أشّمّ أعرافها في رؤوس الأزهار وفي عبق التراب لا يزال بي رغبةٌ أن أتسلّق...
"كمال" اسمك مرقوم على كل صفحة من دفتر مذكراتي أما صورتك فهي اشتقاق للإسم فلا داعي أن اتكلّف عناء رسمها مغبّة أن أخطيء في تفصيلٍ من التفاصيل وأجرح روعة الحقيقة لا أخفيك انني حاولت واجترحت هذه الخطيئة ولم يعترني الندم فأنا أتحسسك بكل الطرق المتاحة حتى لو رسمت ابتسامة أكثر نحولاً أو قصّة وجهٍ أكثر...
"صفحة من كتاب الحكمة" حين أخرج لتفقد العالم بعد غيبتي الشتوية متنسّماً جدّة الحياة! تتكامل على مهل خطوط الصورة في مدى بصري السماء المُرخية ذراعيها على خاصرة الأفق والقمر ذلك الغجري القديم الذي يواصل الإرتحال بعربته الفضّية في بحر النهار الأشجار عاقدة جلستها السرّية برؤوسها المنغضة وفي مدى النظر...
كان عطا زميل دراسة، الشخصية المنبوذة من زملاء الصف، لم يكن أحد يحرص على رفقته، بل كانوا يتجنبونه قدر الإمكان، ويعللون ذلك بأنه كذّاب، وأنك بالكاد ستعثر في فرط كلامه على كلمة واحدة صادقة، بل أسهل من ذلك العثور على حبة قمح، في كومة من التبن، هكذا عبّر باسم، أكثرهم تنصّلاً منه، وجفاءّ له، وأبدى...

هذا الملف

نصوص
202
آخر تحديث
أعلى