عائشة عسيري

كان يذرع الممر جيئة وذهاباً كالمجنون، وقد أرجع شماغه للخلف قليلا ، وعينه ترقب الباب الموجود في نهاية الممر. لطالما حلم بلحظة كهذه. إنه ينتظرها منذ عشر سنوات، حتى خيل إليه أنها لن تأتي أبدا. تعب من المشي والوقوف، فقرر الجلوس ليلتقط أنفاسه ويرتاح. أخرج قنينة ماء بارد من الكيس الموضوع بجانبه،...
حاولت أن تتظاهر بأنها طبيعية جدا؛ وفي أفضل حال. صنعت لها كوباً من القهوة، وحملت بيدها الأخرى زجاجة ماءٍ شديد البرودة. شعرت بأن البرودة هي أكثر ماتحتاجه في تلك الحالة. جلست في الفناء الخلفي لمنزلها؛ حاولت الهروب من أفراد عائلتها ، والاختباء عن أعينهم ، لتواري سوءة خيبتها ، وتهل التراب على حُبٍ...
وفاء وفيصل زميلا مهنة واحدة ؛ يعملان في قسم الاستقبال في مستشفى للأسنان. متجاوران في مكان عملهما منذ سنتين. بدا فيصل مهتماً كثيراً بأمر وفاء، فهي فتاة ذكية ولبقة ونشيطة ومعظم مرتادي المستشفى من الرجال يفضلون الاتجاه نحوها للحجز عند الطبيب؛ لسرعتها في انجاز عملها. فيصل لايعرف عنها الكثير، سوى...
سرحت شعرها ، ثم ارتدت ملابسها بعدما وضعت بعضاً من مساحيق التجميل لتخفي آثار بثور أيام المراهقة والشباب الباقية في وجهها، ولتخفي معها؛ حزناً دفيناً تشعر بأنه ولد معها يوم ولدت؛ بالرغم من لطفها ورقتها ورهافة حسها . أخرجت زجاجة العطر المفضل لديها ، ورشت منه بسخاءٍ غير آبهةٍ لثمنه الباهض. ولوهلةٍ؛...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى