ميلود بنباقي

ضيعت ملامحها… لا أعرف لم نسيت تفاصيل وجهها دون غيرها من الناس، رغم أن السنوات التي قضيناها معا في نفس البيت كأفراد عائلة واحدة، لم تكن قليلة. كدت أنسى صورتها وكاد شبحها يغيب عني ويمسح من ذاكرتي. هل لأن الصور أمامي تتزاحم وتتعارك مثل تماسيح المستنقعات الجائعة؟ أم أن ذاكرتي صارت متعبة؟ أعني جدتي...
أقتعد صخرة يتيمة و أرنو متعبا للعشب النامي فوق قبرها العريان... أقول لها: " ما مت يا حنة و ما قرب الموت ناحيتك! ". أسمع عظامها تطقطق بحرقة مخيفة. أمسح غبشا حط فوق جفوني المتورمة فأكاد- من فرط الشوق- أراها... تهش بيديها النحيفتين على نمل جسور يعبث بخصلاتها الحمراء و دود يخرج من الأرض الجافة بغير...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى