محمد المهدي السقال

حضنتُ البُنَيَّة كما يحضن مُودِّعُُ أمَّهُ في لحظة فراقٍ غير مأمون العودة , لم تكن أكثر من قطعة خشب بين ذراعيَّ , هل بدأت تكبر !؟ تواصل التحديق في السقف , لعل العناكب العالقة تتحرك , نظرتُ إلى عينيها مُتَجَرِّعاً لامبالاة طفولة بريئة , وحدها في البيت لا تعرف وجهة سفري إلى بلاد بعيدة , تحاشينا...
سألتِـني مرّة , كيف أصرِف حاجتي إلى رائحة المرأة , كلما اشتدّتْ بي رغبة في جسدها, ظننتكِ تلمحين إلى مقدار وفائي لك , فقلتُ بأن شهوة الجنس لا تؤرق بالي, لكنك لم تصدقي مقالتي , وبقيتِ تُلِحين عليَّ في السؤال. ليتكِ كنتِ تتصورين حالي , في هذا الركن القصيِّ من الشمال, بين الفصل التعليمي اليتيم , و...
ولم تجد حاشية الملك بدا من التفكير جديا في تنفيذ وصيته بممارسة كل طقوس توديع الميت من الغسل إلى الدفن، أوحى حاجب القصر لخليفة الفقيد، بأن هيبة المملكة في الميزان،وهو يسر لنفسه عبارة على المحك. أعلن في آخر خطبة ألقاها بنفسه قبيل وفاته، عن رغبته في الحشر بين قبور العامة في ضاحية المدينة، لم تكن...
يثور غاضباً في وجه سحنته المُتجعِّدة أمام المرآة، تكاد سباته المعقوفة إلى الجهة اليمنى أن تلامس أنفه: أنا من أنا، أقف عاجزاً لحد الهزء بين حُثالة هؤلاء القرويين. يَرتدُّ إليه صوته المنحبس في جوف محاصر بحموضة مقززة، كم نصحته زوجته بقلع أسنانه: هذه الرائحة الكريهة، لن تزول إلا بتغيير الفم...
في غرفة عمي ذات خريف : لا تخفي عيناه كلّما تحسَّستا ظِلَّ صاعدٍ إليه، ما يُضمرُهُ بسبب التناوُب عليه في تفَقّدِ أحواله بين الساعة والساعة، في مواجهة تساؤل أصحابي عن اعتكافه الذي طال أكثر من عشر سنوات،لا أجد أشبهَ بِعمِّي المعتزل في غرفة السطح، غير أبي العلاء المعري رهين المحبسين، أقتربُ من...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى