محمد عباس اللامي

وقف راني وهو ابن اربع سنوات في شباك غرفته في الطابق العلوي.. وهو يراقب الاطفال يلعبون كرة القدم.. في الحديقة المواجهة لدارهم.. التي يفصلها الشارع العام عنهم والبعض من الاطفال يتسابقون بدراجاتهم الهوائية ذات الالوان الفسفورية وهم يتضاحكون وفي الطرف الاخر من الساحة وجد بعض البنات وهن يلعبن...
كاي زوجة ايام زمان.. قالوا لها ان ابن عمها سيكون من نصيبها.. وكانت هي ما تزال في الرابعة عشرة من العمر كل ما فيها حيوية الشباب واندفاعهم فكانت كالالة تعمل في الزرع مع اهلها ثم تعود الى البيت لتحمل الماء من النهر على راسها.. ثم تحلب البقر وبعدها تعمل اقراصا من روث البقر وتجففها لاستعمالها...
كانت وفاء حريصة على ان توفر لماهر كل ما يحتاجه في المكتب من الحمام حتى المطبخ.. حتى انها عمدت على شراء سرير سفري ليستعمله ان اراد ان يرتاح قليلا.. وكان موضوعا في غرفة صغيرة.. جعلت منها وفاء غرفة خاصة لماهر.. فيما اذا اراد البقاء في المكتب في غير ساعات العمل.. وكان ماهر يعول على هذا المكتب الشيء...
ارتبط بها بعلاقة حب كبيرة.. وكان قد صادفها وهي بانتظار سيارة الدائرة.. وما ان شاهدها احس وكانه يعرفها طيلة حياته التي قاربت على الخامسة والعشرين. سمراء رشيقة متوسطة القامة ذات شعر قصير عينان واسعتان وشفتان غليظتان قد زادتها جمالا واثارة وكانت معانيها حادة كما وجدها انيقة جدا وعطرها قد ملأ رئتيه...
واخذ العصير وقدمه لامي كما قدم لي علبة منه واخذ ايضا واحدة من ذات العصير وقال لنا: اشربوا العصير وانطوني رأيكم.. فقالت امي: فعلا طيب وكذلك انا حيث وجدت طعمه جيدا.. وبعد انتهاء العشاء طلب مني ان اعمل له شايا ونهضت ودخلت المطبخ وقلت في سري لعله يريد الاختلاء بأمي لمحادثتها او لاشياء اخرى.. وانا في...
قبل ايام اكملت العشرين من عمري وتركت الدراسة بعد ان حصلت على الشهادة الثانوية.. ورغم رغبتي الشديدة في اكمال دراستي الا ان امي رفضت ذلك وكانت تقول ان الكلية مختلطة وتخاف علي من هذا الاختلاط.. كما انها غير قادرة على تأمين مصاريف الكلية ولاسيما ان والدي متوف وما اتقاضاه من راتب تقاعدي بالكاد يغطي...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث
أعلى