عبدالرحيم جيران

سؤال يفتح أفقا آخر لفهم الحاجة إلى الحكي بالنسبة إلى الأفراد والجماعات. أكيد أن هناك ضرورات وجودية وأنثروبولوجية وراء فعل الحكي وصناعة الحكاية. لكن تبقى هناك أسئلة مؤرقة تتصل بالسحر الذي يمارسه فعل الحكي على الإنسان، في كل العصور والمجتمعات على اختلاف حظها من الحضارة: هل لأن مرض الزمان غير قابل...
ما استقر في جل الأدبيات الجمالية التي تتناول الشعر بالتنظير- في هيئة مسلمة تكاد تكُون محسومة- أن أفلاطون قد طرد من مدينته الفاضلة الشعراء، لكن ظنا من هذا القبيل يحتاج إلى إعادة النظر. أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا الأمر معرفة ما إذا كان أفلاطون قد طرد كل الشعراء، أم البعض منهم؟ وإذا كان قد طرد...
لزيرافا قول مهم في تحديد الرواية، إنها كانت تتطور في حدود المساحة الحرة التي تركت لها من قبل الفنون الشعرية المكرسة، ويرى بأن أصالتها تكمن في في هذا التطور الهامشي، وأنها كانت تؤسس قواعدها انطلاقا من متاح تلك الحرية الظاهرية، ونظن أن الرواية تنتج فنها انطلاقا من الحرية المعيارية التي لا تتقيد...
لا استذكر مصر إلا من خلال صورة جمال عبد الناصر بإنفته التي كنت أُصادفها في الصحف، وأنا طفل يُكلِّفه أبوه بقراءة جريدة العلم وهو يُجالس رفاقه للاطلاع على أخبار حرب 1967. مذّاك صارت مصر سؤالًا يطرق الرأس ويهتز له وجيب القلب، سؤالًا يلحّ عليّ حين أعود إلى لحظة مؤلمة من حياتي، وصارت جزءًا من مسار...
هذا الرجل أعرفُه. أعرفُه مُذ يفاعةٍ طلابيةٍ في كلية آداب الرباط. أعرفُه هادئا متأملا، ولا سبيلَ ينفذُ منها اللغوُ إليه، ثمَّ لا عديلَ له إلا الانضباط الصارم، والجدية الفاعلة، وإصاخة السَّمع إلى الآخر، فالإنصات الجلي إلى الخطاب أكان من زميل أم من أستاذ، ( حين كان بالجامعة أساتيذ مبرزون )، فالعكوف...
ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ كانت مصادفةً أَن أكونْ ذَكَراً … ومصادفةً أَن أَرى قمراً شاحباً مثلَ ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات ولم أَجتهدْ كي أَجدْ شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً ! (محمود درويش) كان مصادفة أن ولدنا في أجسادنا. الجسد غلافنا الذي يقدمنا إلى العالم بهويات يحددها المجتمع. كيف...
نعيش اليوم توها لا ضفاف قارة له، نكاد نضيع في حساء العابر، ولا نعدو إلا خلف الشبه الذي يبعث فينا الاطمئنان بأننا في مأمن من المربك، حتى الأشياء تفقد سمكها حين تتلع أمامنا، بفعل عمى أصابعنا، وارتعاش عيوننا. لا نملك القدرة على الاهتداء إلى المعنى، ومحله نضع كل رصيدنا من اليقين الذي يمنحنا...
أيّها الخيّاطُ..! أناملُك الحيرى صدئتْ، خانتها بصيرةُ الإبرهْ.. فكيف تحاول لَمَّ الفكرهْ، ولمّا تنضجْ فيك الأسرارُ بعدُ ....... أين الثوب حتى يتّسع الرقعُ عليك؟ وأيّ ستار تخيطه كيلا تُرى أسمالُ الحقيقهْ؟ ................. اليوم عهد الصِّغارْ فمتى موعدُ الأنبياءْ؟ .............. خان المكان...
أريج ظَنُّ الخزامى لحظةَ مساءٍ..! أنا هنا قرب الموقد أُرتِّق غدا لا يأتي، لا تبحثي عن ظلّي، الشمس تخطئ قامتي دوما، أقبلي فحسب، من هناك ..! عنواني- هنا- محطات ارتحال دائم لا أغيره إلا لكي يظل كما هو.. أما ساعتي فضبطتها على وميضٍ من عطرك يتسلَّل من كوّة في جدارٍ لم يُبْنَ أبدا.. أقبلي كما أنت...
أزقَّةٌ ترتدي الموتَ القديمَ، يدا السماء فوقُ تُحيك وجهةً لغد لا يستبينُ خطاهْ، كما الصدى من غير حائطٍ، أو كما وشم قديم اندثرْ... مثل السراب يُجلّل الرؤى تأتين خلسة، ثمّ ترحلين قبل الأوان وراءك اللصوص وغيرهمْ مِنَ السوقة، كأنّما ليلُنا استطاب منّا ذلّنا وصمت القبورْ، والجهل يروي عنّا قصص العقم...
ليس من المستبعد ألّا يكون الكاتب- مهما بلغت تجربته من شأن رفيع- بمنأى عن العثرات التي قد تُربك حساباته الفنية، فالممارسة الإبداعية – خاصة التجريبية منها- معرضة دوما إلى ما يحتمله الإنجاز من تكلفة على مستوى الإتقان. وإذا كان الأمر كذلك فمن الخطأ عدُّ كل ما ينتهي إلينا من إنتاج المشاهير جيدا،...
أزقَّةٌ ترتدي الموتَ القديمَ، يدا السماء فوقُ تُحيك وجهةً لغد لا يستبينُ خطاهْ، كما الصدى من غير حائطٍ، أو كما وشم قديم اندثرْ... مثل السراب يُجلّل الرؤى تأتين خلسة، ثمّ ترحلين قبل الأوان وراءك اللصوص وغيرهمْ مِنَ السوقة، كأنّما ليلُنا استطاب منّا ذلّنا وصمت القبورْ، والجهل يروي عنّا قصص العقم...
نعيش اليوم توها لا ضفاف قارة له، نكاد نضيع في حساء العابر، ولا نعدو إلا خلف الشبه الذي يبعث فينا الاطمئنان بأننا في مأمن من المربك، حتى الأشياء تفقد سمكها حين تتلع أمامنا، بفعل عمى أصابعنا، وارتعاش عيوننا. لا نملك القدرة على الاهتداء إلى المعنى، ومحله نضع كل رصيدنا من اليقين الذي يمنحنا إياه...
إن أخطر ما صنعته البشرية هو الغد، هذا المفهوم الذي له صلة بتولد الزمن، وظهور الهم من حيث هو قلق، بما يصطحبه معه من انتظار وتوقعات. ربما كان نصيبٌ وافر من المشكلة النفسية واجدًا علته في المسافة التي تفصل بين الحدود التي يتحرك بينها الغد. وحين أفكر في الغد على هذا النحو فلكي أفهم من جهة الحياة في...
كان من المفروض أن يكون نشر هذا الكتاب سابقا على إصدار كتاب "في النظرية السردية "، نظرا لكونه يتضمّن مجمل العناصر الرئيسة التي ينهض عليها مشروعنا النظري في مجال السرديات، والذي يشكِّل الاطّلاع عليه ضرورة ملحّة لفهم الأسس النظرية والإجرائية التي تسعف القارئ في تلمس الخطوط الكبرى والتفاصيل الصغرى...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى