وداد سكاكيني

ذكرى قاصٍ عراقيفي الأدب آلام وفيه هموم وأشجان، ولقد تكون صفحاته السود مطوية منسية، حتى تنشرها الذكرى ويبعثها الحنين. من هذه الذكريات ما يهيج في نفسي كلما اطلعت على مقال يصور أدب العراق واتجاهه الحديث؛ ففي تلك الصفحات التي طواها الزمان ولفها النسيان، ذكرى قاص عراقي كان له أثر محمود في تجديد الأدب...
إذا كان لنا أنْ ننسبَ المرءَ إلى مسقط رأسه فإنّ وداد سكاكيني المولودةُ في مدينة ( صيدا ) اللبنانيّة عام ( ١٩١٣م ) تُعَدُّ لبنانيةً، دون ريب. أمّا إذا راعينا زواجها من الشاعر والأكاديميّ السوري الدكتور زكي المحاسني ( ١٩٠٩- ١٩٧٢م ) وانتقالها إلى دمشق عام ( ١٩٣٤م ) وإقامتها المديدة وثقافتها ونضجها...
منذ القدم اقتسمت بلاد العرب أدبها الأصيل، فكان لكل قطر شعراؤه وأدباؤه. وكان الشعر في آثار العرب الثقافية أول ما جاد به دهرهم وأطل من آفاقهم، فكان في الجاهلية موزعاً بين قبائل وعشائر لكل منها شاعرها الذي يحمي ذمارها ويروى أخبارها، وكان لنجد شعراؤها كما كان للحجاز أندادهم من أهل الفرائح والبيان...
عند كلامي على شاعرتنا المعاصرات تطوف بالخواطر ترانيم شاعرة الإغريق سافوا التي أنبتها لسيبوس بلدة الفن والأدب. ولقد كانت حياتها وآثارها نغما شرودا ولحنا غريبا. ويقتحم الفكر بعدها اسم الخنساء الذي شاع في دنيا العرب قديما، فقد ظهرت هذه النابغة الكريمة شاعرة عز مثلها في الرجال. ولما فجمها الموت في...
أمر من الرجل قد وقع، وقضاء قد حم على رأس المرأة. وكأن الدهر أبى منذ الأزل إلا أن يقطع أسباب المودة والصفاء بين الرجال والنساء، فسخر من غلاظ القلب والجسد من كاد لهن وتربص بهن، وزعم متلطفاً أنهن شر لا مفر منه ولا غناء عنه، فأساء الرجل إلى جنسه، والى من خلقت من نفسه؛ فكان كمن ضل وأضل. إذ كيف جاز في...
كان الفن القصصي في نهضة أدبنا الجديد أطيب ما أثمر وأينع في إنتاج الأدباء المحدثين؛ ولا ريب في أن القاص المصري المشهور محمود تيمور كان سباقاً لمغارس القصة ومجانيها، ولا يزال في طليعة أدبائها الذين توفروا على إنشائها وممارستها على ضوء القواعد التي اجمع على مراعاتها قادة الأدب وأهل الفن. إن في قصص...
قالت أَمُّونة لصديقتها هدى: أرأيت حسد الناس لصداقتنا، ولغطهم في تأويلها وإحاطتها بالأقاويل؟ إنهم لا يودون أن يرونا كالأختين فيغيظهم أن يشهدوا صديقتين ألفت بينهما براءة المودة وطول المصاحبة وتقارب السن وحسن الجوار، وإن شاؤا فبيننا وشائج القربى تحكم الصلة وتهون اللقاء. أليس زوجك ابن خالتي؟ أمي...
كان من حظ لبنان أن هبت عليه ريح الثقافة اللاتينية بعد الحرب الكبرى، فدبت في أرجائه حياة أدبية جديدة نفخت في أبنائه روحاً طوحاً، فذاق المتعلمون منهم أطيب ثمار الآداب الفرنسية؛ ومنها فن القصة الذي كان له في نهضة فرنسا الحديثة تأثير كبير سايرها في شتى مناحي الحياة. وليس بغريب أن يسمو فن القصة في...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث
أعلى