لا تَكنْ بليغا .. كنْ شاعرًا
هكذا قال البلاغيُّ القديمُ: " .. وإنك لتنظر في البيت دهرا طويلا وتفسره ولا ترى أن فيه شيئا لم تعلمه ثم يبدو لك فيه أمر خفيٌّ لم تكن قد علمته .. " .
ليس بدعا أن يصدر، ما تقدم، عن فقيه بلاغيٍّ أخذ به الشعرُ أخذا جميلا حتَّى أقاصي التجلي في أسرار بلاغةٍ أنيط بها...
أتصوَّرُ أنَّ المكانَ هنا
يُشبهُ الخيمةَ العَربيَّةَ في وقتِها
وقتُها أخذته البَريَّةُ إلى عُريها اللُّغويِّ
وكانَ حديثُ البَريَّةِ أنْ هاتِ بيتا من الشِّعر
واسكنْ إليه فإنَّ العبارةَ نائمةٌ في سمَر اللَّيل واللَّيل
لا تأخُذنَّ بما قمرٌ قد ينمُّ به. ما رأى شبحان يلوذان بالحذر
شبحان يلوحان جُرحا...
تلثّمَ
لا يدري إذا كانَ يُسفرُ
وكيفَ، إذا يدْري، السَّتائرُ تُؤثِرُ
تلعثَمَ
حتَّى لا مقالةُ صاعدٍ
إلى حرفِه، أو نازل حيثُ يُسفِرُ
تكتَّمَ
أخْذًا ما التَّردُّدُ يَرتوي
من اليدِ سُؤلا، والتَّردُّدُ مُقْفِرُ
وكانَ حَثا
غيمًا تأثَّمَ لا يني
قيامًا، سوى أنَّ الغرابةَ تُمطرُ
على حذر
إلا جَثا، فكأنّه...
ادخلوها .. مساكنَكمْ
ودخلنا، وللجند ريحٌ تهبّ
مساكننا
تشبه الإبرة اللغوية
أو جسدا يشبه الشعر
أو صورةً
شبهَ شعريَّةٍ
أو هيَ الشيءُ حين يدبّ
دخلنا مساكننا
وخرجنا إلى غابةٍ ما
يصدقها الشعراء
ونحن نحبْ...