محمد عبدالدايم

في محطة الحافلات، هكذا أسميها تجاوزا، وقفت أنتظر علبة متهالكة، أنحشر فيها وصولا إلى البيت، بينما أفكر في استراتيجية الدخول للحاق طرف كرسي لا يبرز منه مسمار يقطع سروالي، تطلعت فيما حولي، لم ألمح رجلا خمسينيا في هيئة موظف جهة حكومية يحمل بطيخة ويعتمر منديله القماش، لم أجد سيدة وقور تحمل حقيبة...
تنهدت وهي تغلق حقيبته بعد أن وضعت فيها متعلقاته، التفتت إليه وقد أعطاها ظهره وهو متكئ على جانب السرير ينتقل من قناة لأخرى في التلفاز، اقتربت الساعة من منتصف الليل، ولم يتبق سوى سويعات قبل أن يحمل الحقيبة ويتجه للمطار في رحلة عمل قصيرة كما أخبرها، هي الأولى له. ليس جديدا أن يغيب يومًا أو اثنين،...
أمْسَيْنا سنينًا نُعاقرُ السَّهرَ.. ولمْ نثملْ حتى إذا صادَفنَا صباحٌ خبأْنا ذكْرياتٍ تحتَ الحَشايا طيورًا ذبحناها لنريقَ دماءَها طُقوسًا أفْتُوا بِنجَاعَتِها في اسْتجلابِ الأمَلِ ولمْ يفْتوا بأن نرقبَ أجنِحَتَها في السَّماءِ صوبَ الحُريةِ لم يُذَكِرونا بأن القطاراتِ لا ترى طريقَ القُضبانِ حينَ...
في نهاية النهار، وبعيد آذان المغرب، قبلما تظلم السماء إلا من نجومها وقمرها؛ استعدت الأمهات للرحيل، وجهزت كل منهن أطفالها، أخيرا بعد عناء مع الأشقياء منهم والباكين، والمتسللين تحت الأسرة وفي الشرفة، المتشبثين بالبقاء؛ وقف الجميع استعدادا لمغادرة البيت، قبَّل كلٌ منهم، الكبير والصغير، الأب والأم...
بموازاة صخب العالم؛ ضجيج التلاطم البشري الذي لا يحجزه الجدار الشفاف؛ ورغما عن العيون المتطفلة التي تسترق نظرات سريعة حينا؛ حالمة ربما، مندهشة أو ساخطة؛ ومع إحساس بالشفقة على قطة صهباء أو مرقطة وجدت بقعة ماء راكد، فتسللت من خلف صندوق قمامة لتلعق متوجسة قطرات عكرة، ومع ألفة معتادة لرؤية عامل...
لم يمر شهر على تولي صادق خان منصب عمدة لندن، وقرر منع أحد الإعلانات من وسائل النقل العامة، لأن فحوى إعلان ” Are you Beach body ready” قد اعتبره الكثيرون يروج لمقاييس جسد “غير واقعية” مما يروج لإمكانية خجل بعض الأفراد – ولاسيما النساء- من أجسامهم. هل تتذكرين عزيزتي أغنية”الفور إم” “دبدوبة...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث
أعلى