إدريس الهراس

" وردية " تصغر زوجها " قدور" كثيرا ، رابضت و إياه في خنادق الحقل و البيت .. خرود ولود .. شمرت عن ساعديها ، و بنت و إياه على أنقاض جُحر التابوت المتهالك منزلا حديثا من ثلاثة طوابق ، و دكانا نذرت نفسها فيه بائعة حاذقة ! حازت نصيبها من الإرث و الكراهية من إخوة أشداء ، و أفلحت في تحقيق حلم زوجها ،...
كل مرة تعاتب عليه وصوله المتأخر إلى الفصل ، يتضرج وجهه خجلا ، و تشع من عينيه الصافيتين المتلألئتين نظرات خاطفة مغشاة بالأسى و الالتباس ، كمن تتعاقب عليه بلا انقطاع ومضات النشوة و الألم ، يفرج عن ابتسامة ، و يتعلل بمساعدة والده المريض في أعمال الحقل.. تسعى جاهدة أن تفحمه بأن الحياة زاهية و زاخرة...
المستقبل و الماضي متماثلان ، كما لعبة الشطرنج التي قيل عنها إنها تشبه الحياة ! ثم قيل عنها إنها الحياة بعينها !! السفر في ردهات الزمن مشاكسة ، و الحلم به عناد ، و المشاكسة و العناد أول خطوة في الوجود !! القمر و أفنان النعنع و زهر الرمان رفاق السفر في الذاكرة .. بين الحب و الكراهية خطوة واحدة ،...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى