تمهيد في أنواع التعبير الإنساني للتعبير الإنساني طرق كثيرة يرجع أهمها إلى قسمين رئيسيين القسم الأول: التعبير الطبيعي عن الأنفعالات، ويشمل جميع الأمور الفطرية غير المقصودة التي تصحب مختلف الانفعالات السارة والأليمة: كالصراخ، والضحك، والبكاء وتفتح الأسارير وانقباضها، واتساع الحدقة، وإغماض العينين، واحمرار الوجه واصفراره، ووقوف شعر الرأس، وارتعاد الجسم. . . وما إلى ذلك من الظواهر الفطرية التي تبدو بشكل غير إرادي في حالات الفرح والحزن والألم والخوف والخجل والاشمئزاز. . . وما إليها، والتي تعبر...
تختلف اللغات الإنسانية في مبلغ انتشارها اختلافاً كبيراً فمنها ما تتاح له فرص مواتية، فينتشر في مناطق شاسعة من الأرض، ويتكلم به عدد كبير من الأمم الإنسانية؛ كما حدث للاتينية والعربية في العصور القديمة والوسطى؛ وللإنجليزية، والأسبانية، والبرتغالية، والفرنسية، والألمانية في العصور الحديثة. ومنها ما تسد أمامه المسالك، فيقضي عليه أن يظل حبيساً في منطقة ضيقة من الأرض، وفئة قليلة من الناس؛ كما حدث للأبنو والبسكية والليتونية، ومنها ما يكون حاله وسطاً بين هذا وذاك، فلا تتسع مناطقه كل السعة، ولا تضيق...
ذكرنا في المقالين السابقين أن عوامل الصراع بين اللغات يرجع أهمها إلى عاملين: أحدهما أن ينزح إلى البلد عناصر أجنبية تنطق بلغة غير لغة أهله، وثانيهما أن يتجاور شعبان مختلفا اللغة فيتبادلا المنافع، ويتاح لأفرادهما فرص للاحتكاك المادي والثقافي. وقلنا إن نتائج هذا الصراع تختلف باختلاف الأحوال: فتارة ترجح كفة إحدى اللغتين المتنازعتين فتصرع اللغة الأخرى؛ وتارة تتكافأ قواهما أو تكاد فتعيشان معاً جنباً لجنب ثم عرضنا للحالات التي يحدث فيها تغلب إحدى اللغتين على الأخرى. فذكرنا أنها ترجع إلى أربع...
ذكرنا في مقال سابق أن الصراع بين اللغات ينشأ عن عوامل كثيرة أهمها عاملان: أحدهما أن ينزح إلى البلد عناصر أجنبية تنطق بلغة غير لغة أهله؛ وثانيهما أن يتجاور شعبان مختلفا اللغة، فيتبادلا المنافع، ويتاح لأفرادهما فرص للاحتكاك المادي والثقافي. ثم تكلمنا عن الحالات التي يؤدي فيها العامل الأول إلى تغلب إحدى اللغتين على الأخرى وما يمتاز به هذا التغلب من خصائص وما يتصل به من شؤون وسنعرض في هذه الكلمة للحالات التي يؤدي فيها العامل الثاني إلى مثل هذه النتيجة يتيح تجاور شعبين مختلفي اللغة فرصاً كثيرة...
يحدث بين اللغات ما يحدث بين أفراد الكائنات الحية وجماعاتها من احتكار وصراع وتنازع على البقاء وسعي وراء الغلب والسيطرة. وتختلف نتائج هذا الصراع باختلاف الأحوال: فتارة ترجح كفة أحد المتنازعين، فيسارع إلى القضاء على الآخر مستخدماً في ذلك وسائل القسوة والعنف، ويتعقب فلوله فلا يكاد يبقي على أثر من آثاره؛ وتارة ترجح كفة أحدهما كذلك، ولكنه يمهل الآخر، وينتقص بالتدريج من قوته ونفوذه، ويعمل على خضد شوكته شيئاً فشيئاً حتى يتم له النصر؛ وأحياناً تتكافأ قواهما أو تكاد، فتظل الحرب بينهما سجالاً، ويظل كل...