جلس قبالتها مدحوراً، تملى وجهها المستدير، شيء ما صاعق ومستفز في ملامح هذا الوجه، تقاسيمه مألوفة لديه أكثر من بقية كل الوجوه التي صادفها، يعرفها وتعرفه، بل إذا قُدر لها وله أن ينسيا كل الأسماء، فاسم وهيبة ومختار، تحديداً، يحرنان كحمارين تركب الذاكرة ظهريْهما.. ولأنها تعرف أنه يشتهي فمها كما هو مسطور في كتاب حبهما "ألف قبلة وقبلة وواحدة أخرى"، كانت تزم شفتيها بشهوة، تحركهما، كاشفة عن شنب، تبسم بمقاس، وبدون صوت كانت تتملاه هي الأخرى، عيناها تثرثران، لكن لا يُسمع صوتهما، عيناه هو صامتتان.. في...
يا نفس ماذا يخبئ لك الغد"؟ كررت "ريف" العبارة بهمس أكثر من مرة حين عجزت عن فهم حقيقة الذي حصل لبلدتها الصغيرة التي حولتها الأمطار إلى مجرد دمار، وإلى مدينة غارقة في الوحل والماء، الأشغال التي راكمتها في الأشهر الأخيرة، وبسرعة فائقة، لم تكن سوى نَقْط عروس ليس إلا، استفاقت ، بعدها ، فإذا دنياها كما يعرفها أهلها .لا جديد تحت شمس الريف. رنت إلى جسدها و رازته بعينين ناعستين .. جسد ناحل ..فارغ من الداخل كقصبة إلا من عاطفة جياشة تسع كل بلدتها.. أحست جسدها ينوء بحمل رأس يبدو أنه ليس لها..حزرت كم...