يحيى حقي

1 كان جدي الشيخ رجب عبد الله إذا قدم القاهرة وهو صبي مع رجال الأسرة ونسائها للتبرك بزيارة أهل البيت, دفعه أبوه إذا أشرفوا على مدخل مسجد السيدة زينب - وغريزة التقليد تغني عن الدفع - فيهوي معهم على عتبته الرخامية يرشقها بقبلاته, وأقدام الداخلين والخارجين تكاد تصدم رأسه. وإذا شاهد فعلتهم أحد رجال...
من أماني أن لا يغفل النقد الأدبي عندنا أو يتعالى عن هذا النوع من فنون القول الذي نجعله يقف – رغم خيلائه لاعتزازه بحب الجماهير – وقفة التابع المقصي في طرف الحاشية المحيطة بعرش يقتعده الأدب الرسمي إن غفرت لي أن أصف الأدب بهذا الوصف الميري العجيب، وأعني الأغنية المنظومة – من الإنصاف أن نقر أن كتابة...
كم من مرة قطعت فيها هذا الطريق معك! ذراعك في ذراعي, فما شعرت أطويل طريقنا أم قصير? أفي يومنا المسير أم في غد لم يأت بعد? أم هو في ماض من العمر قد ولى وفات. كان الطريق هو الذي يقبل إليّ. يأخذ بيدي, ويريني اتصاله بالأفق, بالسماء, بالأفلاك... على جانبيه دور هادئة المأوى كصدور الحاضنات, ويمر بنا...
تحلل القديس من قيود الوطن والأهل والأصدقاء ورحل يبلِّغ رسالته للناس، يبين لهم باطل الدنيا ودنس المال، ويدعوهم إلى اللحاق به في هجرته إلى الله وحده، لا يملك شيئاً ولا يستقر بمكان. وسار وراءه نفر من أتباعه. رجال جاوزوا سن الثورة والاستهتار، خشنوا الجلد والملبس، إذا نزلوا بلداً سهل إيواؤهم...
خرج حسين من الجو المكتوم المفعم بالأدخنة والضجيج, وانطلق إلى الطريق. فوقه سماء القاهرة تكاد الروح ترشفها من فرح صفائها. تناثرت فيها نجوم لامعة وأخرى خابية, لا يكاد النظر يستوعبها في مواقعها, حتى تجد الأذن أن هذه النجوم المبعثرة مختلفات الألوان ينظمها نغم حلو جميل. لكل لون منها نصيب في إيقاعه...
لم يكن يحيى حقي أديبًا عاديًا, كان قارورة من عطر الأدب وشجن الكلمات. لمساته الإبداعية والنقدية والإنسانية عبقة. تبقى بعد أن يرحل كل شيء. لم يمارس فن الكتابة فقط ولكنه كشف كل أسرار موهبته وصناعته. وأمسك باللغة الدارجة التي نتحدث بها جميعًا وحوّلها فيضًا شعريًا بالغ الرقي. إن العالم العربي...
عندما مات يحيي حقي ، كان قد ترك لنا ثمانية وعشرين عملاً ، وهو رقم غير كبير بالنسبة لحياة طويلة لأديب متفجر الموهبة ومثقف متعدد الاتجاهات والثقافات ، تعكس كتاباته هذا التعدد الذي نادراً مل يتوفر لكاتب ، فغير الذي كتبه في الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي ، كتب المقال والخاطرة القصصية والصورة...
1 «عندما كان الأديب يحيى حقى يفيق من غيبوبته الأخيرة عام 1992، كان يردد شعرا لأبى فراس الحمدانى، ثم يذهب إلى الغيبوبة من جديد، وقد كتب نعيه بيده، واشترط ألا ينشر إلا بعد دفنه، لذلك لم يمش فى جنازته إلا بضعة أفراد، والنعى الذى كتبه عبارة عن جملتين: «توفى أمس الكاتب يحيى حقى، من يقرأ هذا النعى...
في الشهور الأخيرة من حياة يحيي حقي‏1905‏ ـ‏1992‏ اشتد المرض علي الأديب الكبير‏,‏ وأصدر رئيس الوزراء في ذلك الوقت الدكتور عاطف صدقي ـ رحمه الله ـ قرارا بعلاجه علي نفقة الدولة‏,‏ ودخل يحيي حقي المستشفي بناء علي هذا القرار‏,‏ وبعد أيام قليلة وقع زلزال مصر الشهير في‏12‏ أكتوبر سنة‏1992,‏ فأصر يحيي...
الأديب العربيّ المصريّ الكبير يحيى حقّي(١٩٠٥-١٩٩٢م) كاتب بليغ ، وقاصّ رائد قدير، وناقد حصيف، وصحفيّ متمرّس، وديبلوماسيّ أريب .وُلِد في القاهرة لأب ذي أصول تركية، وبها نشأ وتعلّم ، فدرس القانون ، وعمل لفترة وجيزة في سلك القضاء والمحاماة، بيد أنّه لم يُحرز نجاحاً يُذكَر، ثمّ ساقته الأقدار إلى...
تركنا يحيي حقي في التاسع من ديسمبر عام 1992 وانقضى على رحيله ثمانية وعشرون عاما، ومازال دوره الحقيقي في الأدب والفكر بحاجة إلى ضوء قوي. وقد يطول الحديث إذا تكلمنا عن شخصية حقي النادرة المثال، يكفي أن نتذكر أن أديبا شابا مغمورا تقدم بقصة إلى "مجلة المجلة" التي كان حقي رئيس تحريرها، فطلب من معاونه...
( القاهرة - 1992) فى يوم الأربعاء 9 ديسمبر[ مثل هذا اليوم] من ذلك العام. مات صاحب "قنديل أم هاشم".. مات يحيي حقي.. بعدما عاش الحياة بجمالها، وحلوها، ومرها، وحزنها، وفرحها. لقد عاش الرجل وهو يدرك سر البقاء - بعد رحلة عمر وصلت إلى 87 عاماً - والسر عرفه وأراد أن نعرفه.. وهو أن الحياة أبسط من أن...
عندما كان يفيق من غيبوبته العام ١٩٩٢ كان يردد شِعرا لأبي فراس الحمداني ثم يذهب إلى الغيبوية من جديد .. وهو كتب نعيه بيده و اشترط أن لا يُنشر هذا النعي إلا بعد دفنه.. لذلك لم يمش في جنازته إلا بضعة أفراد والنعي الذي كتبه كان عبارة عن جملتين : " توفي أمس الكاتب الكبير يحيى حقي .. من يقرأ هذا النعي...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث
أعلى