أحمد الجوماري

في بداية التسعينيات من القرن الماضي، كنت أقيم في مدينة الرباط، اكتريت بيتا واسعا يمتد على مساحة طابق أرضي كامل من فيلا بحي النهضة، حي بعيد يقع على أطراف العاصمة، خلف أحياء السويسي والتقدم ومابيلا واليوسفية. لكني لم أكن سعيدا بإقامتي الرباطية. ومثل المنتمين إلى الدارالبيضاء، كنت في خصام موروث مع...
ما أصدق قول الشاعر المجيد أحمد الجوماري الذي ختمت به تدوينتك ،صديقي الشاعر محمد الشيخي ، وما أحرص الشاعر على أن يقول قوله بجمالية وشاعرية بعيدة عن المباشرة .. وحقا من غاب ، غاب حقه في هذا البلد .. لماذا لم تجمع أعماله الشعرية في مجلد واحد ( الأعمال الكاملة ) من لدن الوزارة الموكول إليها الشأن...
لمن تزغرد الحياةُ يا رفاقْ لمن تزفّ أغنياتِها،، قُبلاتِها،، لمنْ،، ونحن نزرع الدموعَ في دروب عمرنا ونحصد الأحزانَ، والسأمْ ونلعق الهزائمَ المريره لنا،، لنا،، فلنوقدِ الشموعَ في كهوف ليلنا ولنطوِ أمسَنا المجرّحَ اللهاثْ: أمسَ التشرّدِ الطويلِ، في دروبٍ لا تُحدْ أمسَ الكآبةِ، الجنونِ، والليالْ...
غير بعيد عن هذا المكان الذي يحمل اليوم اسمه بعد رحيله، كان الشاعر أحمد المجاطي يتردد على الأماكن القريبة، ليلتقي بأصدقائه، وعلى رأسهم توأمه الروحي الشاعر الراحل أحمد الجوماري، والقاص والروائي محمد زفزاف، هذا الأخير كانت له مكانة خاصة لدى المجاطي، بل كان صاحب "الفروسية" لما يكون في أحسن أوقاته...
دعوة إلى الاحتراق! حكاية صديق قديم أذكره من ندبةٍ سوداء،َ كانت كالوسامْ على جبينه تُضيءْ! تذهلني رؤيتُها، كانت تهزّ خافقي فيولد الربيعُ في عينيَّ، يُومض البريقْ، وفي دمي يعربد الحريقْ، وفي حقول روحي كانت تنضج عناقيدُ الغضب! كان الجبينُ ما أزال أذكرُ يطاول السحابَ، يرنو للنجوم، كانت فيه كبرياءْ،...
إلى روح الشاعر أحمد الجوماري فوق الصخر كان عبدُ الرحيمِ وئيدًا يمشي على وقع الجمر، يمشي وحيدا من دون احتياطيّ.. عند أوّل منعطف، أو ممرّ، يغرس رأسه في الرمل، مثل أيّ حصان عاثر خانته فطرة الفجر، ثمّ يُشهر في وجه العابرين التباساته البيضاءْ، يتنكّب ذلّ الأشياء وهْي تقاسمه حيّزا ضيّقا في ردهات...
ـ هذا المساءْ رأيتُني أبصق من فمي خميرةَ المراره أسعُلُ فجأةً على الأسفلت، شيئاً راكداً يضيءْ ! كأنه بقعةُ دمٍ، خاثرٍ، أعقبَ سعلتي العجوزْ، هذا المساء رأيتُني أخنقُ نفسيَ، في زنزانةٍ منفرده أقضم لحميَ كالجرذان، قطعةً فقطعه، يسيلُ من فمي دمٌ، ألعقُهُ في نشوةٍ لعينه، وفجأةً أركض، كالمجنون، في...
يداك أوكتا.. وفوك قد نفخ * خُدعت يا أبا العلاء ! طُعنتُ في الصّميم يا شيخ المعرّة الحكيم نصحتني، فلم أعر كلامك اهتمام حذّرتني، وقلت لي : إيّاك والفرار لكنّي يا معلّمي جبُنت ! سقطتُ في القرار نكّستُ رايتي الممزّقه سلّمتُ سيفي للعدوّ، واستسلمتُ مقيّد ها أنذا ـ منسحق يا شيخي الجليل أسيرُ منحني...
’ فيروز شاه’ مالك الرقاب، حاكم الأمصار، قدوة الرجال، أتاه الحاجب الرعديد يوماً، راكعاً، وقال: مولاي شاعر، مشرّد، بالباب لعلّه مجنون يقول أيضاً إنه عرّاف يستنبئ الحظوظ، والسعود، فهل يرَ سيدي، ومولاي أن يسلّي نفسه الممجدة هنيهة بهذا الشاعر المشرد الفقير؟ إشارةٌ بالسيف وغمزةٌ بالعين -مولاي أعطني...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى