عبير الماغوط

ﻏﻠﺒﺖ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻱ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ . ﻭﻛﺄﻥ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻇﻠﺖ ﺳﻴﺎﻃﻬﺎ ﺗﻠﺴﻊ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺳﻨﻴﻦ ﻣﺮﺕ. ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺣﺒﺎﺕ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺃﻋﻼﻡ. ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ . ﺃﻫﻤﺖ ﺗﻠﻚ...
قيم هذا النص إلغاء المتابعة وضع إشارة مرجعية ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻭﺗﻄﺎﻳﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮﺣﺎً ، ﺑﻌﻮﺩﺗﻲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﻟﺒﻠﺪﺗﻲ ﺯﻣﻠﻜﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦٍ ﻋﻨﻮﺓً … ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻵﺛﻤﺔ … ﺗﺒﺪﺩ ﻓﺮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻴّﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ …. ﺗﺤﻮّﻟﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺟﻤﻴﻠﺔٍ، ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻭﺗﺰﺩﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ، ﻭﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ...
ﻛُﻨْﺖُ ﺻﻐﻴﺮﺓً ﺟﺪﺍً ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻤﺖُ ﺁﺛﺎﺭﻩُ ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﺷﻲﺀٍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ . ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﺍﺛﻨﻪُ ﺗﺮﺑﻂ ﻣﺼﻴﺮﻱ ﺑِﺤﺒﺎﻝٍ ﻛﺒَّﻠﺖْ ﺃﻳﺎﻣﻲ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ . ﻛُﻨﺖُ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔً ﻣﻦ ﺗﺪﺧّﻞ ﺃﺟﻨﺒﻲٍّ ﻓﻲ ﺃﺩﻕِّ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﺮﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻُﺮﺍﺥُ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻨﺪَ ﻧﻴﻠﻲ ﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳّﺔِ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﺃﺭﺩْﺕُ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓِ ﻭﺷﻐﻒِ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞِ ﻟِﻘﺼﺮِ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤُﻀﻲﺀ...
_: ﺃﻫﻼً ﻭﺳﻬﻼً ﺑﻚْ ،ﻻ ﺃﻋﻠَﻢُ ﺇﻥْ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻖُّ ﻟﻲ ﺃﻥْ ﺃُﺭَﺣِﺐ ﺑﻚ ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﺘﻲ ... ﻫﻬﻬﻪ ... ﻭﺃﻇﻦُّ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻗﺒﻠﻲ ﻭُﺿِﻊَ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﻘﺎﻳﺎﻩُ ﺗﺤﺘﻲ ... ﻭﻟﻜﻦْ ﻣﺎﺩﻣْﺖُ ﺟِﺌﺖُ ﻗﺒﻠﻚ ﻋﻠﻲَّ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐُ ﺑﻚ .. _: ﺃﻫﻼً ﺑﻚ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺻﺎﻟﺢ .. ﺳﻤﻌﺘُﻬُﻢْ ﻭﻫﻢْ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺑﺄﻧّﻬﻢ ﺳﻴﻀﻌﻮﻧﻨﻲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻙ .. _: ﺃﺣﻠﻰ ﺟﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻪ...
ﺗﻔﺘﺤﺖ ﻭﺭﻭﺩ ﺧﺪﻭﺩﻫﺎ، ﻭﺗﺒﺴﻤﺖ ﺃﺯﺍﻫﻴﺮﻫﺎ ، ﺗﻸﻷ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻀﺎﺣﻚ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻲ ... ﻭﺍﻣﺘﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪّ، ﻭﺗﻤﺎﻳﻠﺖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻛﺘﻤﺎﻳﻞ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻣﺘﺮﺍﻗﺼﺔ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ... ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﺗﺪﻭﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﻻﻛﺘﻤﺎﻝ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ .... ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ": ﺃﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ؟؟ .. ﻫﻴﺎ ...
تعالت أصوات زوجة الابن في غابة ظلماء، البقاء فيها للأقوى، اصطدمت غيومها السوداء صانعة رعدا أصم المكان، ومابقي فيه سوى صوت متحشرج لعجوز فقدت القدرة على الحراك، سلبها الزمان قوتها على السير....تركها فريسة الألم...العجز، والحزن .... "فليغضب الله عليك وعلى ولدي...هذا الجدار الأسود الأصم" وخانتها...
كفراشات بيضاء جميلة، بدين وهن يلعبن أمام البيت. غنت معهن السماء لحن الفرح، ورقصت لهن الأشجار، والأطيار، وتماهى كل شيء حولهن بجمال.. إلى أن أحست بيد والدها تقبض بشدة على معصمها الصغير، ويشدها من يدها إلى البيت .... ألم أقل لك لاتخرجي للعب في الخارج؟؟ لم يعد ذلك يناسبك... تعجبت لقوله، وعيونها...

هذا الملف

نصوص
7
آخر تحديث
أعلى