محمد علي الطائي

( الذكرى رقم 1 ) كان في سجنه قابعا فوق سريره ، تدور في راسه ذكريات ايامه المنصرمة ، حلوها ومرها. وجد في ذكرياته مؤنسا له ، توكّأ على ماضيه الجميل ليجتاز عقبة الشقاء التي كانت تهوي به الى القاع في كل مرة اراد فيها القيام واستئناف سيره. مكث في زنزانة مشؤومة مع ذكرياته التي تأخذه على اكف الخيال...
أعطتني ألوانها أشرأبت في قميصي، أصباغ متناثرة، مابين صورة الجواد الجامح والاشجار المتناسقة خلفه خطوط تمتد بين الوان وظلال معتمة، في الفسحة البيضاء أسترخت ظنون الوهم في خاصرة الجدار، صمتت لم تعد تكلمني بيننا لم تنفع الايماءات، فقد تسرب من الحائط همس السكون، أغلق لغة الحوار اللوحة تسكن أمامي،...
سئمت المرآة وجهه الذي لم يبارحها منذ سنوات ، يمر اليوم في اثر اليوم وشغله الشاغل هو هيأته ومظهره الخارجي ، يقف ثابتا محملقا بوجهه القميء مقلبا البصر بكل تفاصيله يتلفت يمنة ويسرة ليتعرف على ادق تفاصيل وجهه ليزداد غرورا مع غروره ، ويوما ما وبعد انا اعتكف في احشاء مرآته قرر ان يخرج من صومعته ، من...
كان يغذ السير الى اللا مكان.. كطفل تعلم لتوه كيف يلقي خطاه، وبعد نزاع بينه وبين افكاره التي مافتئت تصارعه، استسلم لها ولانتصارها فوجد نفسه في حيرة من امره لا يدري اي وجهة يسلك، انحرف متخبطا يعثر داخلا الى مقهىً. جلس سارحا بأفكاره متأملا وهو ينظر الى سقف المقهى الخرب الذي تآكلت جدرانه حتى غدت...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى