سيف شمس الدين الالوسي

كالمعتاد خرجت اليوم في الساعة السادسة صباحا الى عملي، ما زالت الشمس نائمة والليل في نوبة حراسته مازال مستيقظا، خرجت جارا وراءي ذيول ليلة مرهقة ، قضيتها ساهدا على وسادتي، وما زال وجه حبيبتي في أعماق عيوني، خرجت الى الشارع وحدي ليس هنالك احد فيه سوى برك مياه الأمطار الراكدة التي لم يكن احد قد عكر...
الرؤى تكاد أن تتلاشى، لا اعرف أين ومتى وكيف وقفت أمام موظفة استقبال اللاجئين بإحدى الدول المجهولة، ربما كانت خارج حدود كوكبنا الأم، المهم وقفت أمام امرأة جميلة، رغم أني لا أتذكر ملامحها لكن يخيل إلي بأنها كانت جميلة، ولا اعرف بأي لغة تكلمت معها، أكيد تكلمنا بلغة غير العربية. – مرحبا. – أهلا بك...
في لحظة ما نعيش حياة لم يسبق لنا إن عشناها من قبل ، حياة ربما ليس لها وجود إلا داخل جمجمتنا ، نعيشها بتفاصيلها الدقيقة ونتألم ونسعد بها ، وربما نغضب وننتقم من أناس ليس لهم وجود فقط كوننا ميالون للانتقام . ربما نصنع لنا أوهام سرعان ما نصدق بها أو ربما هي حقيقية ولشد ما هي مستحيلة التصديق نشعر...
في قرية نائية مهملة ، أنهكتها الحروب والاقتتال بين أبنائها، وجردت ممتلكاتها من لصوصها ، حتى أصبحت عديمة الحياة والروح ، قرية لم تعد كالسابق في أيام ازدهارها ، عندما كانت تنتج البلح والكروم والزيتون ، عندما كنت تزورها تجد عالما يدرس فيها ويحاول تطويرها، وهنالك شاعرا يتغنى بأفنانها وثمارها...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى