ماجد سليمان

هناك كُتب أعتبرها رفيقة درب، تُقرأ باستمرار لثراء مادتها، وإخلاص ضبط كاتبها، وحسن تناولها لموضوعاتها، ومرونة أفكارها، فدائماً تبقى العبرة في جودة المقروء. * الكتب، خمر العزلة، وجليس السّهر، وليتني أعرف كيف يعيش من لا يقرأ، ومن لا تربطه بالكتب علاقة مهما كانت صغيرة، الكتب، الصوت العالي الذي يضج...
أَيُّهَا الأَمِيرْ، دُونَكَ نَـجْدِيُّونْ سَهِرُوا مُنْصِتِينَ إِلَـى القَمَرْ يُرَاقِبُونَ لُعَابَ الفَجْرِ فِـي فَمِ الغَدْ يَشْهَدُونَ سَاعَةَ تَدَلَّـى الضَّوءُ عَلَى حُزْنِ الرَّمَادْ ظِلَالُـهُمْ فِـي ضَوءِ نَارِهِمْ تَرْسِمُ عَزَاءَهُمْ الـحَجَرِيّ. نَـجْدِيُّونْ يُدَحْرِجُونَ...
يَا لِلنَّجْدِيِّينْ! سَاعَةَ انْـحَدَرُوا آفِلِينَ مَعَ عَتْمَةٍ تَذُوبُ فِـي يَدِ النَّهَارْ، سَقَطَ الصُّوَاعُ مِن يَدِ الـمَلِكِ، وَتَدَحْرَجَ تَاجُهُ إِلَى بَابِ الـحَاجِبْ. فَيَا أَيَّتُهَا القِلَاعُ الـمُدَجَّجَةُ بِصَيْحَاتِ الفُرْسَانْ، وَالـمُحَاطَةُ بِأَحْلَامِ الـمُلُوكِ...
يَومُ العَلَم السُّعُودي (11 مـارس) قَبْلَ الرُّوَاةْ رَأَوْكَ مُرَفْرِفَاً لِلعَادِيَاتْ وَتَـحْتكَ نَشْوَةُ السُّرَى وَالسُّرَاةْ وَخَلْفكَ رَفَّ سِرْبُ الأُمْنِيَاتْ. قَبْلَ الـحُدَاةْ رَأَوْكَ وِشَاحَاً عَلَى أَكْتَافِ النَّهَارْ رَأَوْكَ ظِلَالَاً عَلَى لَـهْفَةِ الأَرْضِ نِدَاءً عَلَى...
نحن أمة بيان قبل أي شيء، أمة مفتونة بفنون القَول من شعر ونثر، أمة لغتها مدارات واسعة شاهقة المعاني، مصقولة تبهر من طالعها على الدوام، فقد أدركنا ذلك مبكرا مذ أنشد امرؤ القيس واصفاً الزمان ومؤرخاً للمكان: قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ...
حَكَى النَّجْدِيّ: تَاجِرُ حِنْطَةٍ هِيَ مِهْنَتِي في طَرِيْقِ القُفُولْ غَرَسَ الفِتْيَانُ عِظَتي عَلَى رَابِيَةْ سُوقُ حَجْرٍ(1) نَاعِسَةْ أَبْوابُ حَوَانِيْتِهَا تَتَثَاءَبْ قَدَ لا أَرْى بَاعَةً يَهْذُرُونَ بِالأرْبَاحْ وَلَا هَسِيْسَ عَرَبَاتٍ تَـجُـرُّهَا حُـمُرُ الإبِلْ لَيْسَتْ دَمْعَةَ...
ظهيرةُ يومٍ مُشْمِس (سَــرْدِيَّــة) شاهدت مـحطة فضائية إخبارية، أَطَلَّت منها الـمذيعة ترتدي بزّة صفراء مُنطفئة، شعرها أسود لامع، فأبطأت غارقاً في تَـمَلّيها، مُتلمّساً حسنها، ثـمّ تَسَلَّقت عيناي على جيدها الـمرمريّ الـمرتشف للضوء، أشرب فنجاني وَأُكملُ مُتأمِّلاً خدَّيها الـمُتورِّدين...
I قبل الليل صادفتني أجساد هائمة، بعضها لا يقف عن الـحركة، والآخر يدهشني سكونه، في الناحية الأخرى فتاتان تنظران إليَّ وتتبادلان النظرات الـباسـمة. II أوَّلُ الليل سَقَطتُ نائماً دون غطاء، فرأيت في الـمنام: ثعباناً أصفرَ يزحف إلى فراشي، رافعاً رأسه كاشفاً عن نابين لامِعَين، يقترب مني مُتهيئاً...
1- وَرَقَةٌ مِن ذِكْرَيَاتِ سِكِّير حِينَ أُنْـهِي زُجَاجَتِي سَآوي إِلَى النَّوْمِ لِأَحلُمَ بِـحَانَةٍ أَمْلُكُهَا. حِينَ أُنْـهِي زُجَاجَتِي سَأَرْسُمُ عَلَى جُدْرَانِ عُمُري وُجُوهَاً مُتَعَدِّدَةُ لِلضَّيَاعْ. حِينَ أُنْـهِي زُجَاجَتِي سَأَكُونُ مِثَالَاً فَرِيدَاً فِـي عَمَلِي اللَّيْلِي...
نَكَتَتْ الرَّمْلَ بِسَبَّابَتِهَا اليُمْنَى ضَمَّتْ فَخِذَيْهَا إِلى صَدْرِهَا كَانَت الأطْوَلُ بَيْنَ رَفِيقَاتـِهَا الـجَالِسَاتْ تَبَادَلْنَ النَّظَرَاتِ الـمُنْكَسِرَةْ حَاسِرَاتٍ شَارِدَاتْ عَاجَلَتْ حُرْقَةٌ حَنَاجِرَهُنّ وَبـِحَرَكَةٍ يَائِسَةْ مَسَحْنَ أَحلَامَهُنّ بِأَطْرَافِ...
خطوطٌ على حائط الـمغيب أَطْيَافُ غَائِبِينْ تَقِفُ عَلَى أَهْدَابِ الـمَاضِي يَـمْسَحُونَ أَعْيُنَهُم الضَّرِيرَةْ دُونَـهُم تُـحْجَبُ الطُّرُقَاتْ وَأَعْيُنٌ مُعَلَّقَةٌ فِي أَسْقُفِ العَتَمَةِ يُغَازِلُـهَا فَرَح ضَامِرٌ فِي الصُّدُورْ يَتَحَسَّسُ جَفَافَ الـمَرَاقِدْ يَبْقُرُونَ بَطْنَ...
(إلى الـهاربين والـمهاجرين بـحراً) سُحُبٌ مُتَجَهِّمَةْ تَصْحَبُهَا عَوَاصِفُ غَاضِبَةْ تَتَهَارَشُ، وَأَمْوَاجٌ شَرِهَةْ تَرْكُلُ دُونَ هَوَادَةْ الـخَوفُ يـَجْلِبُ نَفْسَهُ بِلا كَلَلْ وَالـجُوعُ يـُحصِي ضَحَايَاهْ. قَوَارِبُ تَغْرَقُ تِبَاعِاً جُثَثٌ تُرْمَى في فَمِ القَاعْ وَأُخْرَى...
ظهيرةٌ ترتجف يَسْتَنِدُ بِكَتِفِهِ إِلَى عَمُودِ الصَّالَةْ لِيَخْلَعَ حِذَاءَهْ رَأى الظَّهِيرَةَ الـمُرتـَجِفَةَ كَطَرِيدَةٍ أَمَامَ سُعَارِ السِّبَاعْ يَتَأَمَّلُ دَبِيبَ الـجَمْرِ عَلَى الصَّفِيحِ الـمُكَعَّبْ يُبْهِرُهُ ظِلَّهُ الذي خَلَقَتهُ النَّارُ عَلَى خُشُونَةِ الـحَائِطْ مَدَّ...
الكُرّاسةُ الأولى: يَدُ الـموت تَتَحَسَّسُ الأحياء I أَفَقتُ فجراً، وجدتني قد تَوَسّدت حذائي وفانيلتي القطن، وكأنّ حشرةً أكلت أجفاني، ملامحي وكأنّني خارجٌ من قبرٍ قديم، فطنت للرفاق، وحديث أحدهم: ـــ لم أنتسب لبلاط، وعلاوةً على نكد حظّي وحقي المبخوس، عِشتُ مُنتقصاً مَحروماً، لكن حاشا أن أكون...
I فَوقَ قَنَاطِرِ الأبْوَابِ الأُولَى قَنَادِيلُ تُلَوِّحُ في العَتْمَةِ البَارِدَةِ بـِمَائِعِ ضَوْئِهَا. II صَوتُ جَلَبةٍ لُـهَاثٌ يَتَقَطَّعُ فَوقَ طَقْطَقَاتِ الـحَصَى خَشْخَشَاتٌ فَوقَ العُشْبْ لِأَقْدَامٍ دَامِيَةْ خَلْفَ الفَرَاشَاتْ تَصْعَدُ نَارُ الـمُتَسَامِرِينَ تَطْرُقُ النَّوَافِذَ...

هذا الملف

نصوص
65
آخر تحديث
أعلى