شيماء عبدالله

أتفرس في وجهها الجميل الذي ينبئ بعالم آخر مسكون بالوحدة، عالم لا نفهمه بقدر فهمها له ، ترى الأشياء التي لا نراها وتعرفها بقدر أكبر منا، تنود برأسها؛ تقلب أصابعها الرقيقة بأطرافها ممسكة ورقة؛ كمن يهش بأوراق سنين عجاف، تزم على شفّتها السفلى بنواجذ الألم تلوك المرارة ، أشعر بذلك أكاد ألمس أساها...
كل إناء بما فيه ينضح ، عبارة شغلتني منذ الطفولة، لم تكن عبثية ، أو هامشية، تناقلها الأجداد ضربا من الأمثال، كان خالي إنسانا ذا هيبة؛ حسن الخلق والخليقة فيه من دماثة الخلق ما يستقطب كل من حوله حبا به وتقربا إليه، لا تستهويه الحداثة ولا تجتذبه أدوات العصر الميّسرة، كلما قام للوضوء صاح : الإناء...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى