انتصار عابد بكري

ما رأت العين بعدك سوى ضرٍّ لا عدلِك قد كنت تزهو بوِدٍك والسماء تغيث أرضك حتى أصررت الرحيل وانقلب نهري على خدِك لا يموت الشوق فيني فيا ليته إعتذر بسعدك كل القطرات أسقيتني وقد أنست وعدَك بستان الذاكرون بحمده يدعونه هم من أحبوك في بلدك... يااااا ما عاد ينبت صدرك لا بأس فأنا قلتها يومًا إن لم تكن...
سبعة وعشرون حرفًا تجلت بصرخة عندما ذهب اسمك وَدُوِّن في سجل الراحلين. أوَ يحدث أن تشتاق إلى أحدهم؟ بصيرته تاهت بين حبات التراب وذابت بين زخات المطر ، وبقيتُ أحاول تدريب الذات على نسيان جروح الروح.... الضيوف القادمون يعاندون مدخل بيتك وفنجان القهوة ينطقُ صرخة الفؤاد مرة خلف مرة عندما تواريت خلف...
غلاية القهوةِ حَضَرت. ومعها سيجارةُ الخمسة وأربعين شهيقًا بلا زفير كانت ترقد في صندوق الذاكرة.. كل تفاصيل جنونه هناك خلف النافذة الزجاجية .. ذقنه غطاه شعرٌ غزير وأصبح الطفل الصغير يتحسسها كي ينام... كيف ينام ؟ من ليس له أب ونحلة تطن فوق رأسه، تتفقده إن تناول الطعام نام.... أو قام.. خمسة وأربعون...
يا ليت كل الكذبات كانت مثلها أني لا أجرؤ على البكاء، كما ذهبت يا أبي ذهبت علبة السجائر والكبريت "والجرنال" "والكشكول" والكلمات المتقاطعة وأتت الأشواق في كتابٍ تركتَهُ كتاب الله... أتذكر عندما أخبرتُك أن الصغير والكبير حزين وأنه بعد أيام سيعود الكل إلى عمله صدقتُ آنذاك.. فالحزن المتكرر أعتدنا...
ومن أحلامي قد تعبت فكيف يكون الحلم اذا ما نمت يتقلب الفِراش على جسدي ربما أتمكن من أن أضمه ان ارضيه إذا غَفوْت. ككل البشر أطمع بسرير أحلم ببيت... أطمع براحة إذا نمت وكتاب أتصفحه آنس به إذا استيقظت ومن أحلامي أخاف اذا جُننت أن أدرُز ثوبًا لشبحِ أنت، وان أزورك في الكتاب الذي قرأت.. لن نحلم سوية...
لا القلم يكتبُ لي ما كنت تكتبه ولا عينٌ تقرأ ما كُنْتَ تُلقنه.. كل ما فعلتَه بالحال، خرقت الأشياء وإختصرت إليَّ الآنَ حباً كُنت تملُكَهُ.. لو بات همسُك يزقزقُ والحسون ما نِلْتَ من القلب وردَهُ ولا حِنّه... وإن ما كان القرد أميراً في قلب أمه ما نال من جمال الغزال غزلٌ ولا جنة...
امرأة تتقن كل لغات العالم يفهمها رجل واحد تكتب على صفحات كتابه أنها ليست واقع . يحاول أن يرسمها أن يعطيها ابتسامة أن يلصق بها أحزانا مرت بمعظم نساء العالم تأبى سوى أن تكون شخصية ورقية "دونا" فالورق يذوب يذوب حتى النهاية ** لا تحزن فحواجز الألم نحتسيها كل يوم في زنازين الحرية والقهر في...
أخيرًا سأُكرم حبك وأدفنه... أيها الحنين غادر حنجرتي فلا متسع للّوم ... سأكرم صداقتك ببياض الثلج يشع دفئا حتى تصحو تصحو من النوم... لست على موعدٍ ولكن لا يعرف العوم إِلَّا شخص مثلك هجر الكون إلى داخلي... أخبروه أن السعادة رحلت معه وما تبقى من ابتسامات هي فقط للصورة... بضع زرعاتٍ ينمون على جدران...
لو ألقيت قلبك ودمك في كفي ما أكفيت إني كلي قد أعطيت ... لو أعطيت أوراق الشجر ما أكفيت فعني الجذر قد رويت لو أسقيتَ ما أكفيت لأني النهر الذي فيه اغتسلْت ومنه شربْت لو نورًا علينا أفضت ما أكفيت كل النجوم لك أنرت .. لو مددت الأرض حبا وبالياسمين فرشت ما أكفيت لأني كلي قد أعطيت لو صليت لو سجدت...
كنت قلقة جداً تلك الليلة ، لم يكن اتصالها عشوائيا بل قصدتني لأكون أذنٌ لها ، سعيدة بشهادتها لصداقتي حزينة على ما يمر بها ربما أنها تُذكرني بأيام الصبا التي يمرها المراهقون، كادت تفقد عقلها عندما أعلمها بانه سيرتبط بثانية رغم انه لا يفك عن مداعبة مشاعرها التي لم تشترى بكلمات حب... لقد عودَّها...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث
أعلى