محمد علي الرباوي

ألف وردة للشاعر الالمعي محمد علي الرباوي الذي عرفناه شاعرا مجيدا عبر روائعه التي دأب على نشرها بصفحات الملاحق الثقافية والمجلات الادبية المعروفة التي كنا نتصيد أصدق أنبائها بشغف وشوق عظيمين، والتي تمنحك احساسا عميقا بأنك إزاء شاعر حقيقي، مسكون بهم لغة وقضية وبلد ، أشعار تحمل الوطن بكامل تضاريسه...
الشِّعْرُ فِي هذا الديوان سيرةٌ ذاتية، وتَأْريخٌ للقصيدةِ، وهي تُمارِسُنِي منذ طفولتِي الْمُبَكِّرَة، إلى أن اشْتَعَلَ العُمْرُ جَمْراً وعذابا. ولكي تَتَحَقَّقَ هذه السيرةُ، وهذا التأْريخُ، رَتَّبْتُ قصائدَ الديوان ترتيبا زمنيا، مُبْقِيا على تَجاربي الشعريةِ الأولى التي يَضُمُّ أكثرَها الجزءُ...
جَسَدِي قَطْرَةً قَطْرَةً يَتَسَاقَطُ. آهْ . أيُّ عَاتِيَةٍ قَدْ رَمَتْهُ عَلَى بُعْدِ شِبْرَيْنِ مِنْ مِخْلَبِ الشَّمْسِ كَيْفَ ٱسْتَطَعْتَ عُبُورَ ٱلْفَيَافِي وَلَمْ تَتَوَقَّفْ أَمَامَ الْمَحَطَّاتِ بِضْعَ دَقَائِقَ كَيْفَ ٱسْتَطَعْتَ التَّوَغُّلَ فِي جَوْفِ ذَاتِي الَّتِي نَسَجَتْ...
(إلى الصديق حسن الأمرانِي الذي كتب إِلَيَّ يقول: أخِي مُحَمَّد، سَلَامٌ عليك. هل أكونُ حافظًا وتقف أنت مِنِّي موقف شوقي؟ ) (1) اِجْعَلْ يَا قَلْبِ رِثَاءَكَ لِلطَّيْرِ جَـزَاءَا ثُمَّ ابْعَثْهُ/ لِلشَّـجَرِ الْمَكْسُورِ عَزَاءَا (2) وَيْحِي.. يَـا هَذَا الطَّائِرُ بَيْنَ جَدَائِلِ أَرْوَى...
مُرَّاكُشُ تَسْتَيْقِظُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ؛ لِتُصْغِي لِدَبِيبِ النَّمْلِ يَهُزُّ عِظَامِي الْهَشَّةَ هَزًّا. هَذِي النَّارُ اشْتَعَلَتْ فِي كُلِّ شَوَارِعِهَا الْقَاحِلَةِ الْمَجْرُوحَةِ، وَانْتَشَرَتْ فِي سَعَفِ النَّخْلِ الأَزْرَقِ، وَهْوَ يَفِرُّ إِلَى قَلْبِي الْمَكْسُورِ، يُحَدِّثُهُ...
أُقْسِمُ بِالنَّحْلِ وَبَاِلنَّمْلِ وَبَاِلْبَقَرْه يَا أهْلَ فِلَسْطينَ الْبَرَرَهْ مَا قَتَلَتْكُمْ إِسْرَائِيلُ وَمَا شَرَّدَتِ الْأَهْلَ وَلَا أَشْعَلَتِ اللَّيْلَ الْفَاجِرَ فِي الْقُدْسِ وَلَا فِي نابُلْسِ وَلَا فِي رَامَ اللهِ.. أُقْسِمُ يَا أَهْلَ فِلَسْطينَ الْبَرَرَهْ مَا قَتَلَتْكُمْ...
مَا أَضْيَقَ هَذَا الْعَالَمْ! مَا أَضْيَقَهُ يَاقَلْبِي!.. مَا أَضْيَقَهُ.. *** حُلْمٌ أَنْ تَدْخُلَ قَصْرَ السُلْطَانِ وَأَنْتَ مِنَ الْغُرَبَاءْ. حُلْمٌ فِي وَطَنِي أَنْ تُفْتَحَ فِي وَجْهِكَ أَبْوَابُ الْوُزَرَاءْ. بَابُ البَاشَا فِي قَرْيَتِكَ الشَّهْبَاءْ، تَدْخُلُهُ حِينَ تُفَتِّحُهُ...
جَاءَتْ عَاصِفَةٌ مِنْ نَارٍ فَـﭑقْتَحَمَتْنِي فِي وَضَحِ اللَّيْلِ وَلَمْ تَكُ تَدْرِي أَنِّي أَنَا أَيْضاً عَاصِفَةٌ مِنْ نَارٍ تَسْكُنُ كَالآهِ بِهَذَا النَّهْرِ ﭐلظَّمَآنِ. تَدَاخَلَتِ العَاصِفَتَانِ فَهَبَّ عَلَى الأَرْضِ الزِّلْزَالُ ﭐحْتَرَقَ ﭐلْمَوَّالُ بِعَيْنَيَّ التَّائِهَتَيْنِ...
اِشْتَدّي أَحْزَانِي... اِشْتَدّي.. لاَ تَنْفَرِجِي. لَيْتَ اللَّيْلَ يَظَلُّ بَطِيءَ الأَنْجُمِ لَيْتَ اللَّيْلَ الْمُتَوَتِّرَ يُرْدِفُ أَعْجَازاً وَيَنُوءُ بْكَلْكَلِهِ العَلِجِ لَيْتَ خَمَائِلَهُ الزَّرْقَاءَ بِكُلِّ مُغَارِ الْفَتْلِ تُشَدُّ بِكُلِّ هِضَابِ الْقَلْبِ الْمُعْتَلِجِ لَيْتَ...
مَا زَالَتْ يَا رَبَّاوِي أَقْدَامُكَ فِي هَذَا الْغِـيسِ تَسُوخُ. كَأَنِّي بِكَ لاَ تُبْـصِرُ فِي هَذَا الْحَيَّ الْمَسْكُونِ بِأَنْفَاسِ الصَّحْرَا فَرَساً مُسْرَجَةً تَلْتَهِمُ الأَرْضَ حَوَافِرُهَا ﭐلسَّبْعَةُ. تـَدْنُو مِنْ هَذَا الْبَابِ الْمُغْلَقِ. يَفْتَحُهُ مَنْ جُمِعَتْ كُلُّ...
ضَاعَتْ فِي الْبَيْدَاءِ/الْبَيْضَاءِ ﭐبْنَ دُرَيْدٍ أَوْرَاقُكْ عِنْدَ حَمَامِ السَّاحَةِ ضَاعَ حِصَانُكْ خَدَمَتْكَ أَصَابِعُ أَهْلِ الْحَالِ وَدَاسَتْ حَافِلَةُ الْخَطِّ الثَّانِي أَخْلاَفَكْ وَابْنُ حَبِيبٍ فِي الْقَاعَةِ عَيْنَاهُ عَلَى سَاعَتِهِ الْعَطْشَى عَلَّ تَجِيءُ الْأَشْجَارُ وَلَمْ...
اِقْتَرِبِي.. يَارَاقِدَةً فِي جَوْفِ ﭐلصَّحْرَاءِ أَيَا رَابَغُ.. اِقتَرِبِي... حَتَّى أَتَجَرَّدَ مِنْ حَجَرِي وَأَحُطَّ عَلَى جَسَدِي إِكْلِيلَ ﭐلْعِشْقِ.. فَأَمْشِي لاَ يَسْنُدُنِي عُكَّازٌ.. أَمْشِي لاَ يَحْمِلُنِي كُرْسِيٌّ. أَمْشِي.. حِينَ يَلُوحُ البَيْتُ أَحُطُّ بِهِ قَلْبِي...
يَا عَبْدَ الْقَادِرِ، قُلْتُ لَكَ الدُّنْيَا صَعْبَهْ مَا صَدَّقْتَ كَلَامِي. قُلْتُ لَكَ الدُّنْيَا امْرَأَةٌ ذِئْبَهْ مَا صَدَّقْتَ كَلَامِي. قُلْتُ لَكَ الْأَرْضُ الصُّلْبَه مَا دَارَتْ حَوْلَ الشَّمْسِ وَأَنَّ الشَّمْسَ تَدُورُ حَوَالَيْنَا، تُحْرِقُنَا بِغَلَائِلِهَا الْعَذْبَهْ مَا...
[إلى أبي في أرض الغربة] ها أَنْتَ تُوَدِّعُ وَجْدَةَ تَتْرُكُهَا تَتَثَاءَبُ عِنْدَ طُلُوعِ ﭐلغَبَشِ السَّاقِطِ مِنْ تَنْهِيدَةِ إِيسْلِي التَّائِهِ تَتْرُكُ بَوَّابَتَهَا خَلْفَكَ/ يَتَفَجَّرُ ظِلُّكَ قُدَّامَكَ/ يَرْكَلُ طَنْجَةَ/ بِحَوَافِرِهِ يَلْحَسُ فِي رَفَّةِ عَيْنٍ أَحْجَارَ...
أُمِّي.. حِينَ تَصَدَّرَ أَوْرَاقِي ذَاتَ خَرِيفٍ رَقْمُ التَّأْجِيرِ وَأَمْسَى - إِمَّا ٱتَّسَقَ القَمَرُ الْعَاشِقُ إِمَّا غَبِشَ اللَّيْلُ الْمَعْشُوقُ- يُزَاحِمُ كُلَّ حُرُوفِ ٱسْمِي الْمَكْسُورِ وَأَصْبَحْتُ أُنَاقِشُ جَهْراً مَا تَحْمِلُهُ أَعْمِدَةُ الصُّحُفِ الْيَوْمِيَّةِ قُلْتُ- وَلَوْ...

هذا الملف

نصوص
55
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى