جمال الغيطاني

في عام 2008 زرت الصين بدعوة من أكاديمية العلوم الاجتماعية، إحدي مؤسسات النظام الشيوعي والتي لا تزال قائمة حتي الآن رغم سياسة الانفتاح الاقتصادي الواسعة التي قادها دنج هيساوبنج بعد رحيل ماوتسي تونج عام 1978 وأقرها الحزب الشيوعي في المؤتمر الثالث عشر والذي قال فيه دنج هيساوبنج من وحي تراث الصين...
أجهل المكان.. لا أعرف إلي أين يؤدي ولا دليل ينصحني بالاتجاه، البلاد غريبة واللسان صعب، سبعون يوما لم أمد جسرا متصلا مستمرا بإنسان، منذ وصولي لاقتني المدينة بصد، ملامح الناس لا تنطق حزنا أو فرح، وعبارات الحديثة محددة غير متجددة، منذ ثمانية وسنين يوما قابلت رجلا من بلادي. يقيم منذ زمن هنا، جئت...
أطلعت على هذ المخطوط في خزانة كتب أحد الجوامع القديمة بالجمالية، وأثارني بغرابة موضوعه، إذ لايمت إلى أي من المسائل المتعلقة بالفقه أو الشرع، حيث تضم هذه الصفحات ذكريات آمر السجن الذي عرف في عصور المماليك الغابرة بالمقشرة، وكثير من صفحات المخطوط مفقودة، غير أنني آثرت نشر ما وجدته لندرة مادته...
لحظة فاصلة يتوق إليها كل من يعمل مثله، لحظة نادرة، قد لا تتكرر وربما لا يعرفها معظم الباحثين، لحظة جرى تمهيد لها، عمل دؤوب، وأيام صعبة فى هذه المنطقة النائية أخيرا.. لا يفصلهم عنها إلا الباب الموصد منذ قرون سحيقة، أختام بادية، غبرة القدم، وتوقع صامت يسرى من قطعة الخشب المنحوتة بدقة، المستوية،...
نزل الصمت فجأة منذ أن أسال اللون الرمادي في الخارج وأغرق الدنيا حتي توغل الليل بظلمته وسكونه. أرهف أذنيه محاولا أن يعرف في أي مكان يوجد زميلاه. لا يدري هل أخذوهما إلي المكتب أم لا.. خطر له أن يصيح ليناديهما لكن الصمت الليلي العميق سيفضح نداءه. هذه الجدران ت فوح منها رائحة التراب والجفاف وتفصله...
إذ أفرغ من قراءة كتاب ضخم، أو موسوعة كبرى... فإنني أقيم ما يشبه الحفل، أكون صاحبه وحاضره وشاهده الوحيد، وها أنذا أبدأ التدوين، فلا أستطيع أن أخفي انبهاري بموسوعة الجاحظ الشهيرة «الحيوان». منذ سنوات والنية عندي معقودة لقراءة الجاحظ، أو بمعنى أدق لدخول عالمه، وهذا شأني مع الناثرين العظام في أدبنا...
المقاهي يبهجني ويثير عندي التوقع والرغبة الحميمة في القربى مرأى المقاهي لحظة الشروق, ما قبلها أو بعدها, بداية النهار, إنها البداية, حتى في تلك المقاهي التي لا تغلق أبوابها على مدار الأربع والعشرين ساعة, مقاه عدة الآن في القاهرة تعمل بلا توقف, وقبل ربع قرن من بدء الألفية الثالثة, كان مقهى...
أخيراً تخلو إلي نفسها ، تغلق باب غرفتها منهكة متعبة تصغي إلي الليل الذي انتصف منذ حوالي نصف ساعة إلي الطريق الذي تطل إليه من ارتفاع خمسة طوابق ، بعض الأصوات كانت تسمعها أثناء انتظارها عودته من الليالي التي يتأخر خلالها ، إذ يعرج على أسرته ، يزور أشقاءه أو يسهر مع صحبة في المقهى . إغلاق باب ،...
لا أعرف متى بدأ ذلك؟ أحيانا ننتبه إلى العرض غير المألوف بمجرد وقوعه، تظل المرة الأولى محددة، جلية، نستعيد نشوءها، بزوغها المفاجئ، تعجبنا، تفحصنا، غير أن الغالب، الأعم انتباهنا بعد التكرار، لا يمكن تعيين لحظة، أو تحديد يوم، بالقياس إلى كافة ما عرفته هذا مستجد على ذلك إن نومي عسر، لا ألجه إلا بعد...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى