محمود البريكان

بالنسبة لقارئ لا يفهم المعنى الحقيقي لكلمة الخيال ستكون قصائد البريكان المتأخرة عبارة عن قصائد ساذجة جدا.وقد تكون القصائد الاولى اكثر جمالا عند ذلك القارئ بسبب طبيعة ذلك الشعر الذي كان يتطور بطريقة داخلية تصعد بالنص الشعري الى مرحلته النهائية التي لا اجد وصفا دقيقا لها الا قولي ان البريكان كتب...
لا ابالغ لو قلت ان البريكان شاعر لم ينل حظه من النقد وذلك بسبب قصور طريقة تفكيرنا وادواتنا النقدية..لذا اجد من الضروري عدم قراءته كشاعر منفرد يمثل حقبة فنية عاش البريكان كل تعقيدها وهواجسها،بل علينا ان نجد تفسيرا لنزعته الفنية الغريبة عن اتجاهات التفكير والكتابة لدينا.لذا سيكون شيئا بلا قيمة ان...
ببساطة شديدة يمكنني القول إنَّ البريكان كان أحد محاوري “بورخس” على الرغم من كل الاختلافات الشكليَّة التي خضع لها كلٌ من الشاعرين من حيث اللغة، المكان، طبيعة التجربة، العمى، الوضع السياسي، وغير ذلك. وما أعنيه بالحوار الشعري الإنساني بينهما، هو ذلك الشعور العفوي بحقيقة الحياة أو جوهرها الواضح الذي...
لا أدري مـن القائل : "بعض اللحظات ، لا نعرف قيمتهـا ، إلاّ عنـدما تعود لنـا على شكل ذكريات" ، تأتي تلك اللحظات ، أو طالما تكون دقائق أو ساعات ، وقـد تكون أياما" وشـهورا" ،الخ. الذكريات تفتح الأبواب التي طواها النســيان ، لكنـنــا قـد نعود إليهـا بحســــــرة وألم أو بفرح غامـر ، لندخل في عالم...
بعد عودتي من أبو ظبي تفرغت للاطلاع على ما وفره لي صديقي د. سلمان كاصد من نصوص عن الشعر والسرد في الإمارات العربية وكان الشاعر أحمد راشد ثاني أكثر حضوراً من بين العدد الكبير من الأدباء شاعراً وسارداً ، هذا بالإضافة للنهاية التراجيدية المتمثلة بموته المبكر. ولأنني قررت الكتابة عنه وتمجيد تجربته...
هو كرس تجربته الشعرية حول الانطولوجيا وربما تبدو هذه الخاصية التي لها انعكاس ظاهر جداً ، متأتية من تنوعات قراءاته وعلاقته بالموسيقى ، التي تقود الكائن الحساس نحو انشغالات ليست عامة ، بل هي خاصة جداً والولع الانطولوجي فيه رواسب التجارب عالمية . وطفر البريكان من الاهتمامات التي شاعت وتلبست ابناء...
وُلِدَ محمود البريكان عام 1931 بمدينة الزبير لأبوينْ نجدييْن. كان والده تاجرَ أقمشة، ومعروفاً بثرائه. امتلك بيتيْن فخميْن واحداً بالبصرة وآخر بالزبير. لمحمود ستة أخوة، وترتيبه الثاني بينهم، بعد الأخت الكبرى خاتون، وكانت أوّل معلمة زبيرية بالزبير. أُعْجِب محمود في صباه، بجدّه لأمّه، واسمه «أحمد...
شتاء 2002 كان النهار من فضة ٍ دفيئة، حين أوقفتْ عيناي قدميّ عند مكتبةٍ من مكتبات رصيف شارع الكويت في مدينتي البصرة، تسمرت العينان على كتاب ٍ يهمني (نصيّات بين الهرمنيوطيقا والتفكيكية) تأليف ج. هيوسلفرمان (ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم صالح) . كانت جيوبي شبه نظيفة، هرعت إلى أديب كانت دكانته خلف شارع...
مهرجان المصابيح لافتة المصنع الضخم ترسمها نبضات النيون الفراشة لا تستطيع القراءة رفت بكل رشاقتها دخلت و هي ترقص و انطلقت في رحاب المكان .. لمحت فجوة و انعكاسا من الضوء فانجذبت نحوه سقطت وسط هاوية معتمة و رأت سلما لولبيا و شيئا كبرج من الصلب ، لا قعر له و خيوط دخان كبخار الصهاريج و التقطت مدخلا...
حين تلاشت جثث الأموات واتضح المشهد تكشفت فظاعة المأساة عن إرثنا الأسود ميراثنا المشؤوم، جوع القبور عار ضحايانا ميراثنا، كل عقاب العصور عن كل ما كانا أنا تخليت أمام الضباع والوحش عن سهمي لا مجد للمجد فخذ يا ضياع حقيقتي واسمي. 1962
بين البروج يزيد طولك بالدقائق والثواني فتفرّ منك الكائنات، وتختفي وسط الدخان غولاً وحيدا. أيها الإنسان في غسق الزمان الدورة اكتملت. مجاعتك العميقة في الأغاني والصمت تجأر. والمخاوف في الخطوط من المباني حيث الزوايا كلّها تحتدّ، والكتل الثقيله تخفيك عن ضوء النجوم. حدّقتَ فابيضَّت عيونك، في عوالم...
ضائعٌ في الزمان ضائع في العوالم فاقد للبصيص من الذاكرة سادر في شوارع لا يتذكر أسماءها تائه في زحام المدن يتبعثر في حدقات العيون عسى أن يرى ذات يوم صديقاً قديماً سيعرفه ويعرفه باسمه ويساعده في الوصول إلى بيته والى أهله الشاحبين * * * إلهي . إذا كان هذا عقابك دعني اجتزْ عذاب الثواني سريعاً إذا كان...
قصيدة لم يسبق نشرها للشاعر محمود البريكان -1 تعالي فإن الظلام هنا يتكاثف والليل يسقط عبر الزجاج ببطء على الطرق العارية هنا عالم تتراكم فيه الثلوج، وتنطمر الأزمنة تعالي..وبعدك فليرسم الموت شارته، سأكون أقل اكتئابا ً... لأنك تحيين بعدي. -2 يمامة ليل مشردة في الرياح مبللة دخلت عبر نافذتي واستقرت...
لعلك يوماً سمعت عن البدوي العجيب الذي كتب الله أن لا يرى وجهه أحد وجهه الأول المستدير البرئ الذي غضّنته المهالك وافترسته الحروب وخطت عليه المآسي علاماتها. نمت طبقات الزمان على جلده.. فهو لا يتذكر صورته صورة البدء مستغرباً في مرايا المياه ملامحه الغامضة أنا هو ذاك أنا البدوي الغريب يجوب البوادي...
غياب شاشة مخزن الامتعة الأثاث القديم يتنفس فيه السكون يتساقط فيه الزمن كغبار هاهنا كانت الشاشة الساطعة وسط هذا الجدار وهناك كانت القاعة الواسعة قاعة العرض مكتظة في الظلام والشعاع الذي يتراقص بين الظلال يموج عوالم للحب والسحر والخوف والانتصار والمغامرة الرائعة ورجال الفروسية الاولين والنساء...

هذا الملف

نصوص
60
آخر تحديث
أعلى