ميلود خيزار

1 الـمُوقِظاتُ الفَجرَ كي يَتوضّأ في حسّ وجودهنّ الـمُدثِّراتُ أحلامَ الرِّجال بأرواحِهِـنِّ الـمَاكثاتُ في أبراج الأنوثةِ العاليةِ الطّائفاتُ بالدّفء على مَنافذِ بَردِ الوُجود. الـمُرضِعاتُ طفولةَ الوعي لُغةَ النُّضج المبكّر الـمُطعِماتُ مَواقدَهُنّ اللّيليّةَ حَطبَ انتظاراتِـهنّ المريرة...
1 قالتْ إحداهُنَّ: يا لهذا الشَّقيّْ، يُلاحِقُ الشَّمسَ مُتَحَرِّشًا بها، ما للمِسكِين، شاحبَ الوَجهِ كَمَنْ عَضَّتْهُ حَيَّةُ العِشقْ، و قَالتِ الأُخرَى: إنَّهُ يُراقِصُهَا التَّانغو. أمَّا أنا فكُنتُ أمنَـحُ ساقـيَ الوَحيدَةَ لرَقصَةِ الحُمَّى، و رأسِـي لِشَلَّالِ الضَّوءْ. 2 أنا مِـرآةُ...
1 لو كُنتُ أَعلَمُ بمَقدِمِك كنتُ جَعلتُ ذراعيَّ مِصراعيَّ البابِ و يَدِي مِقبضَه، و كلمةَ السرّ مِزلاجَه. ثمّ على مَفرَش روحي أعددتُ لك ما لذّ من شَهـيِّ الكلامْ. 2 لقدِ ابيَضَّ ليلُ رأسي حَفَرتْ مَخالبُ الوقتِ في وجهي و تَضاءلَ مصباحُ بَصَري حَدَّ نَفاذِ البَصيرة. لو أنّكَ أنبأتَـني كمْ...
أهمّ ما يمكن أن يتوفّر عليه بيتٌ يحمل سِمة الرقيّ، هو وجود "مكتبة بيت". ذلك الرّكن الحميميّ الذي يأوي إليه العقل و تسكن إليه الرّوح. و يمنح البيت "معنى السّكن الوجوديّ" (سكن الجسد، بوصفه منجزا رمزيا و مجرّدا). ربّما لهذا السّبب تتنافس الأسر في امتلاك "علامة الرقـيّ" هذه (و لو شكليّا)، و تمثّل...
الحلقة الأولى حيال "الواقعة التاريخيّة"، غالبا ما ينتهج "الكاتب" غير الـمؤرّخ، طريقين: إمّا أن يلتزم بعناصر و ملابسات "الواقعة" محاولا منحها "وجودا إبداعيّا" و هو، في محصّلة ذلك، يمنحها "روحا جديدة" لـمقاومة "فعل التاريخ" (كالنسيان و المحو و التزييف و الموت)، و يغلب على هذا العمل الأدبي طابع...
"المنظومة" هي مجموعة مركّبة من عناصر و أجهزة و أدوات و نظام و مرجعيات و أهداف شاملة تريد تحقيقها. أما "القراءة" فهي السلوك الذهني حيال نصّ يتضمّن رسالة لغوية. هذه المنظومة هي المتحكّم "الأبرز" بــ "مصير النصّ" و هي تسعى دائما إلى تسخير كلّ "أدواتها" بهدف "الترويج" لنصوصها المنتقاة (التي هي رسائل...
مَن فاتَهُ مَوسمُ جِلستكِ أمامَ الـمِرآةِ فَقدْ فاتَهُ مَوكبُ أيلول طالعًا بغِلالِهِ مِن بَساتينِ "الـمِتّيجة". ــــــــــــــ كلُّ عَرقِ الفلّاحين، على مَدار العامِ، يَتكدّسُ الآن بين عُنقُودَيْ "مُوسْكا" و جَمرةِ تِيـنْ. ـــــــــــــ مَن يَجرُؤْ و يُسمِّى النَّـهارَ بِغَيـرِ بَيادرِ القَمح...
كُنتُ في مُتّسَعِ النِّسيانِ كانتْ لي حَياةٌ كلُّها غَيبٌ، إلى أنْ كَشَفتْ عَنِّي غِطاءَ الموتِ كَفُّ البَعثِ، حتَـّى أنّنِـي أبصَرتُ شَعبًا كاملًا يَنـهَضُ مثلي... من غَياباتِ القبورْ. ... قَبضةٌ مّا خَطَفَـتْنِي. (مثلمَا يَخطِفُ سُكرُ الحُبِّ قَلبَينِ طَريّينِ، من اللّحظَةِ)، ألقَتْ بي إلى...
ثمّة، في سلّم الحاجات، شيء يسمّى "تحقيق الذات". و لكن على هذه الذات أن تكون واعية بذاتها أولا (طبيعتها، إمكاناتها، استعداداتها) و بشروط و رهانات و تحديات "التحقيق". يخلط الكثير من الناس بين "الشّهرة"، كبناء ذاتي للكينونة (المؤسّسة، المستوعبة لحركة التاريخ و الفاعلة فيه و التي غالبا ما تملك...
1 أحدُهُم كان صَمتُهُ الأعزلُ مَلاذًا لِطائرِ الرّؤية، من مَخالبِ الثَـرثَرةِ العَمياء. و في الزّاويةِ الضَيّقةِ لنَظرتهِ العميقةِ ما يَكفي لِـمَبيتِ قافلَةِ النُّجوم. 2 بَعضُهُم، يُشعلُ الغابةَ عَساهُ يُجرّدُ الكلمةَ من بَعض عَباءةِ الحِداد. بَعضُهُم، بِقطعةِ حَرير ناريّةٍ، يُحاولُ أنْ يَستُـرَ...
إنّ أهمّ ما يميّـز المثقّف "العضوي" عن المثقّف "التّقني" (أو المتخصّص) هو "الموقف" و إنّ أهمّ ما يميّـز الموقف هو المرجع الأخلاقي (على اعتبار الأخلاق مبعث كلّ فكر نقيّ و إنساني، و أنّ أهمّ ما في الأخلاق هو الفضيلة و العدالة و الحرية) و لهذا السّبب بالذّات، تسعى الأنظمة المستبدّة إلى إفساد...
لم يكن ماركس مجرد "قارىء" لنظام اجتماعي فسحب بل كان فيلسوفا و مؤرخا و حقوقيا و عالم اجتماع و ناقدا كبيرا للاقتصاد السياسيّ و منظّرا لنظام جديد و من فكر منحدر من عمق ثقافـي و اجتماعي و اقتصادي بحجم "ألمانيا". تاريخيا، تَدين الماركسية الجزائريّة بوجودها، إلى "الـحضن" الفرنسيّ، أثناء حقبة الاحتلال...
يحدث أن تدخل شخصية، عموميّة ما أو مشهورة، في حوار مع إحدى موجودات أو ظواهر الطبيعة فتسبغ عليها حالتها التي كانت عليها أثناء ذلك (إن إيجابا أو سلبا)، فتتحوّل حالة الإسقاط هذه إلى "نموذج" تفاؤل أو تشاؤم لدى عموم الناس. إن الأسود الذي يرمز، لدى بعض الثقافات) إلى حالة الحزن أو النذير، هو، على العكس...
1 سَاقايَ بَاردَتانِ، صَوتِيَ ذابلٌ و رُوحِـيَ مُطفَأَة. أيُّ جَبلٍ يَنـهارُ عَليَّ ، طامرًا ما بَقِيَ من جَسدِي، حَتّـى أنّي لا أَرَى، أَبعدَ من نَجمَةِ كأسِ النَّبِيذ؟ 2 مَن راني مِنكُم فِـي الحانِ فَلَيَحتَفِظْ لِنَقاءِ عَينَيهِ بِنَظْرةِ الشّفَقَة، أنا هُنا لأنَّ صَباحًا أرْعَنَ كَسَرَ جرّة...
حديثُ بُستانيّ الـمَلكة. أنا ميّتٌ حتّـى أُسقَى نَبيذَ صَوتك و أعمَى، حتّـى أراك و ضائع، حتّـى أعثُـرَ عَليَّ فـي سَهوك يُوشكُ النَّـهارُ أن يَنامَ على كَتفَيك يُوشكُ الفَجرُ أن يَقفزَ من نَافورةِ ضِحكتك أوشكُ أن أموتَ، شوقا إلى جَنّةِ حُضنك. ....... تَنامُ القبابُ بين ملامس المواجيد تَتصدّعُ...

هذا الملف

نصوص
64
آخر تحديث
أعلى