الأخضر بركة

قد يسحب الصيّادُ من ماء البحيرةِ في الضحى سمكة. فيعيدُها للماءِ محتفظا فقط منها بغبطتهِ أمام الماءِ. /// قد تجتثّ ريحٌ ريشةً من أيّ طيرٍ في سماء، ليجيء طير آخرٌ ويضيفها للعشِّ. /// قد يتعثّر الإيقاعُ بي وأنا أحاول أن أركّب جملةً ليهبَّ معنى آخرٌ منها عليّ مبعثراً لغتي إلى قطعٍ من الغيم...
الحافلةُ على أُهْبَةِ الانطلاق الاتّجاهُ: المَتَاهُ رقْم صِفْر. بإمكانِها المرأةُ الحاملُ أن تركب، المرأةُ التي لا تحملُ غير حقيبة الزِّينةِ أيضا، والمرأةُ التي تدفعُ أولادها الخمسَةَ أمامها كما تدفع اليدُ أصابعَهَا في قفّاز، العجوزُ المتأوّهةُ من الكونِ كلِّه، الرجلُ الذي يحملُ بطيخة وجريدة،...
وأنت تسافرُ لا تَنْسَ أن تملأَ العينَ ممّا تراه وأنت تسافرُ لا تَنْسَ أن تُفرغَ القلبَ ممّا رآه *** وأنت تسافرُ حَدِّقْ إلى لُحمةِ الرُّوحِ وهي تروحُ على ظهْر غيمَةْ وأنت تسافرُ ناوِلْ حواسّكَ خمرَ التحيّرِ في ضوءِ نجمَةْ *** وأنت تسافرُ خذْ معكَ الأرضَ قِيثارةً في حَقِيبَةْ خُذِ اللّيلَ...
كَبِدُ الشاعرِ ليست فندقًا للذكريات كبدُ الشاعر ليست لحاء شجرةٍ مجروحا بسكاكين عُشّاق الرياح كبد الشاعر تتخصّب بمكواة الرُؤَى قد تشبه كوخا مدلهمًّا في لوحات فان كونغ قد تشبه قريةً تنبتُ في خاصرة جبل صامتٍ، أو تشبه حضنَ أمٍّ مطلّقةٍ في الرصيف يلجأ الكون إليه هربا من يُتْمِ الدوران. كبدُ الشاعر...
قبضةُ اليدِ على كُلاّب لا تخلو من متعةٍ تُقْلِقُ المسامير *** ثلاثين سنة أحاول خلع المعاني القديمة من بطون الكلمات بكلاّبةِ الشّعر. *** مرّةً حاولتُ خلع مسمار خشنٍ يعرقلُ حركة باب المنزل، فاستعصى. بعد العَرِق وبعض الشتائم والسبّ تمّ سحبهُ، فتنفّستِ العتبةُ الصُّعَدَاء *** بعض الهواجس في...
بسجائرَ لا تنطفئ بأوراقٍ تولد صفراءَ مشتاقةً للرّياح بقلوبٍ شُرُوخُها أفصح من بلاغة الرَّتْق بأعينٍ هادئة كشواطئ لم يعد يفاجئها موج برمادٍ خذله انطفاءُ الجمر أو بجمرٍ حالم بالرّماد، يعبر اليائسون . *** يرمون الحصى في بحيرة كما لو كانوا يبادلون العدمَ التحيّةَ. صمتهم ذاك أم خازوقُ أحلامٍ؟ معذورون...
المكانُ السفَرُ على ظهرِ ورقةِ قيقبٍ يجرفُها ماءُ الرّصيف المكانُ الشجرةُ، يستظلُّ بها عابرون، المكانُ الفأسُ، يقطع شجرةً يستظلُّ بها عابرون، المكانُ الجريُ خلف كُرة القدم، بقماشة علمٍ لا تسترُ العورةَ. المكان الحقيبةُ مجرورةً في مطار المكان الحقيبةُ مهجورةً في مطار المكان الحدبةُ فوق ظهر...
* مُهْدى إلى أمّي، وإلى جميع أمّهات الأرض لا وسادةَ، بعد رُكْبَةِ الأمّ تستطيع تهدئةَ حَرْبَ المخاوفِ في الجُمْجُمَة لا وَصْفَ للجوهريّ وهو يمشي على قدمين سوى دهشةٍ من شهيق البُهوت لا مفاتيحَ لصندوقِ سرّ الأنوثةِ حتّى نرى زهرةً تتفتّح من َحَجَرِ الغُبن أو كواكبَ تتعثّرُ خجلانةً في مدار...
النّار ياقوتُ الكتابةِ، وردةٌ في الرّيح تنبتُ، ليس تقطفها الأصابعُ إثمد الإمكان في عين الخيالِ، حدائقٌ للاستعارةِ، عقربُ الشهوات، محبرةُ القريحة. *** لا تمتّ النّارُ إلاّ لانفلاتٍ خارجَ الأوصافِ، لا أكذوبةٌ بالنّارِ تأنسُ، ليس تولدُ، بل تكونُ بداهةً *** العريُ ثوبُ النّار *** عاشقةُ العلوِّ،...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى