محمد علاء الدين عبد المولى

أنادي على نادي النّدى أين مريمي؟ فيخضرُّ حمّامُ القصائد في دمي * ويهدلُ نهدٌ مرمريٌّ مدلّلٌ لأطعمه قمحي ويكبرَ في فمي * وأستدرجُ المعنى إلى رقصة الغوى فأقطف مجدَ المجدليّةِ نعمةً وتشعلني الألوانُ في مهدِ مرسمي * وأرسم وشماً فوق ساق حبيبتي لأصطاد أنفاسَ الغوايةِ حولها * أنادي عليها: أين أرضُ...
هو اليأسُ من واحدٍ واحدٍ واثنتينِ اثنتينِ هو اليأسُ من جسدي المتسرّبِ كالرّملِ من جرّةٍ شمّستْها حرائقُ تمّوز في الأغنيةْ هو اليأسُ من أن أعود إلى الامتثالِ لسلطةِ نهدينِ في الزمنِ الرّعويّ فكيف أنظّفُ ما غبّرتْه السنينُ على جسدي ؟ كيف أعزلُ قلبيَ عن كومةٍ من حطامِ النّجومِ الصّريعةْ؟ وكيف أعيدُ...
دودٌ نوويٌّ ينخُـرُني يأكلُ خبزَ الرّوحِ، ترابَ الذكرى الغالي وتذيبُ الوحشةُ أحوالي قهرٌ يصنعُ سلسةَ جبالٍ يرميني ما بين جبالي يربطني من جبلٍ للجبلِ التالي يطلقُ فوقي عرباتِ النار تهشّمُ عظمي وتشدّ تشدّ شظايا اللحمِ هنا وهنا وأنا، أنتَ، ونحنُ هنا قمحٌ لطواحين القتل العبثيّ البالي وأنا نحنُ...
إلى كل امرأة سورية كسرت حرب الطوائف العالمية روحها: بعيداً عن الحرب قربَ سماءِ دمشقَ، أرى امرأةً تتكسّر في دمعها تتساءلُ عن نفعها في الحياةِ الشّحيحةْ أرى امرأةً حرّةً وحدها، لا تبالي بموعظةِ البطريركِ ولا الشّافعيّ ولا المالكيّ، وتسخر من حارة المالكيّ، وتبكي من الوجدِ في حضرة الوردِ يدفقُ...
ميريام ... والقلبُ الثقيلُ مع الغيابِ يئنّ مثل الذئبِ مقصوفاً بصوّانِ الحنينْ ميريام... يا بنتَ القصيدة في تجلّيها الأخير كأنّها دمعٌ يهرّ على صدور الياسمينْ ميريامُ ... سيدةُ البهاء وروحها الخضراءُ تولد كلّ حينْ ولها أصابعها الشفيفةُ تنحت الزمنَ المقطّع في شرايين السنينْ ولها اسمها القدسيّ ...
سأهدأُ حين تمرّين كالعاصفةْ وأعصفُ عند انسدالِ السّماءِ على كتفيكِ... وأكتبُ بالماءِ فوق الزجاجِ: أحبّكِ، ثمّ أرى الماءَ نهراً على الطاولةْ. سأدفَعُ في النّهرِ جسمَ المساء ألوّحُ للفجرِ كن دافئاً كشفاهِ حبيبي إذا احتاجَ هذا النّسيمُ إلى وردةٍ سأدلّ عليكِ وإنْ ملّ من صوته وترٌ سأدلّ عليكِ...
زيّنوا المرجة... بالأعشابِ أم بالنّار؟ بالذّكرى وقد أدّت قرابينَ الألوهةْ زيّنوا المرجةَ فالمرجةُ والشّام لنا حتّى ولو ظلّ من الحلمِ جرارٌ خمرُها ليست لنا زيّنوا المرجةَ...يا حرّاسَ أبوابِ المدينةْ افتحوها وارشقوا أقواسها بالفلّ والنّارنجِ والكبّادِ والضوءِ الذي يغسلُ نهدَ الياسمينةْ راقِصوها...
في الوعر حيث بقيّةٌ ممّن يرشّون الغناء على الجراحِ في الوعر حيث الليل معتقلُ الصباحِ كأنّما أرضٌ ميتّمةٌ ومنسيّةْ أرضٌ تباعُ وتشترى بالسرّ في أسواق حريّةْ في الوعر مهجورون خلف رمادهم يتناوبون على ابتكارِ الحلمِ هذا يزرع الأيامَ نعناعا وفجلاً ذاك يهدي جاره مما لديه من بذورِ الوردْ هذا يكنّس...
1 فرانكفورت: خوارزمية المال، مع ذلك يمكن أن يكون معرضُ الكتاب فيها، عرسا بأكاليل من قصائد، وكتبٍ تخبىءُ كمنجاتٍ ومسارح. 2 أمام تمثال غوته، رفعتُ قدح نبيذ، فخرج الشاعر من الحجر، وجلس في غيمة تلعب في سماء الشرق... 3 في "بيت غوته" نسي الكرديّ موسيقاهُ، قلنا له اتركها هناك تطيرُ نحو النوافذ،...
"إلى الشاعر أشرف فياض" المعتقل في عيد ميلاده *** اقطعوا صوته وادفنوه في بئر العظام. صرخ السلطانُ الغارس رجله في العصر الأمويّ، ورجله الأخرى في عصرِ التقنيات النفطية. راح الحراس يبحثون عن صوت الشاعر، ملئوا رعباً وهم يحاصرون بأصواتٍ طالعة من الشجرِ، من الحجر، من الأيتامِ، من بطانةِ ماءٍ تسقي...
... ولأمِّ الغيثِ سلالَتُها من شرق الأرض تجيءْ تتقَّمص أعضاءَ الشّجر النّاهضْ وتسافر خلف شتات الأشياءِ الغامضْ تعلو في الريح بنهدَيْها وتلوّح للأسرار بفخذَيْها وتمرّ كما الطَّيف القدسيّ على ذاكرة الآفاقِ جسداً يتلو عسلاً تتدفَّقُ منهُ جموعُ العشَّاقِ يستلقون على عتبات الطِّين مناراً لم يُرْفَعْ...

هذا الملف

نصوص
11
آخر تحديث
أعلى