خليل حاوي

ومتى يُمْهِلُنا الجَلاَّدُ والسَّوطُ المُدَمَّى? فنموتْ بين أيدٍ حانياتٍ, في سكوتٍ, في سكوتْ ومتى يَخْجَلُ مصباحُ الخفيرْ من مخازي العارِ والدمعِ المدوِّي من سريرٍ لسريرْ? ومتى يُحْتَضَرُ الضوءُ المقيتْ ويموتْ عن بقايا خِرَقٍ شوهاءَ, عنَّا, عن نُفاياتِ المقاهي والبيوتْ? حُشِرَت في مِصْهَرِ...
وَجْهانِ لَمْ تَرَ الغربةَ في وجهي ولي رسمٌ بِعَينَيْها طريٌّ ما تغَيَّرْ آمِنٌ في مَطْرحٍ لا يعْتريهْ ما اعترى وجهي الذي جارَتْ عليهِ دمغَةُ العُمرِ السفيهْ كيْفَ - ربي - لا تَرَى ما زَوَّرَ العُمرُ وحفَّر كيفَ مرَّ العُمرُ من بعْدي وما مرَّ فظلَّتْ طفلةُ الأمسِ وأَصغَرْ تغْزل الرسمَ على وجهي...
وكفاني أَنَّ لي أطفالَ أترابي ولي في حُبِّهم خمرٌ وزادْ مِن حصادِ الحَقلِ عندي ما كفاني وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ, أنَّ لي عيدًا وعيدْ كُلَّما ضَوَّأَ في القَريةِ مصباحٌ جديدْ, غَيرَ أَنِّي ما حملتُ الحب للموتى طيوبًا, ذهبًا, خمرًا, كنوزْ طفلُهُم يُولدُ خفَّاشًا عجوزْ أينَ مَنْ يُفني ويُحيي...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى