غنوة فضة

بينما كانت الأناشيد تنسلُّ سحباً تومض وتختفي, والسموات تبتلع النور لتودعه ثقباً أسود حالكاً بلا بداية بلا أمد. في كوّةٍ ضائعة ضمن اتساع الوجود، و على سدنة المعبد. تبتعد الخطايا. تتسللُ خفيةً على أطراف أصابعها خلف أعمدته. تجفل أقدامها. تحترق لذةً وظمأ لماء الآلهة المقدسة. كان يضع رأسه على الوسادة...
شمعٌ أحمرٌ, وشريطٌ لاصقٌ , وقفل . خيبةٌ وغيمةُ غُبنٍ اجتاحت ملامحَ وجهِه , وصكُّ حَجْرٍ صِحِّيٍّ إلى جانبه اتّهامين؛ أحدهما بالاختلال و آخر بالجنون . لمْ يكن ليتوقّعَ أن تكون الخاتمةُ على ما آلتْ إليهِ , ولم يكنْ ليتصوّرَ أن تكون إلّا بين حبّات البنِّ المطحون , ورائحةِ الهيل والمسكة ؛ التي...
حَنَّا مينة : بوابةُ العالم المخمليّ إنّها , الرّواية , بقلم شيخِها , لذا سيكون لِزاماً على القارئ أن يُهيّئ نفسَه ُلدخول عالمِ اللغة المخمليّ من أوسع أقلامها , وأشدّها بذخاً و ثراء . عليه أن يخلع نعله , ويتطهّر , ويُنهِض عباءته حرصاً على ذلك القالب الروائي الغارق في الغرابة اللذيذة المتفردة ...
" أخيراً دوّنتكَ يا همَّ القلب وجرحه " . عبارة تسرح بالقارئ وتعود به إلى الورق الأبيض . إلى أصلِ الحكاية المأساوية التي كان الورق منقذها . فأن يقوم أديبٌ وباحثٌ بتدوين نهاية سيرة أديبة عبقرية مثل " مي زيادة " , و أن يكشف ما كان مستوراً ومخبوءاً ويقدمه للعالم , يعني أن يتمتع بقدرٍ عالٍ من...
هناك قاعدة ثابتة قائمة في هذا العالم تقول : “الكتّاب الرجال ينظر إليهم أولا على أنهم كتّاب، أما الكاتبات الإناث فيتمّ النظر إليهنّ كإناث أولاً، ثم كاتبات تالياً..!”. هكذا تبدأ الكاتبة التركية “إليف شافاق” ملحمتها الأمومية “حليب أسود” في رحلة تمخر فيها عباب الأنوثة بركونها وأعاصيرها، لتمور...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى