معتصم الإزيرق

-1- رُويدَكمْ، إِذا تعثّرتْ رَواحِلي علي مَفَارقِ الطُّرقْ، وإِنْ تَلَكّأَتْ، وأَثْقلَ الحنينُ خَطْوَها، وغابَ تحتَ خيمةِ الظّلامِ أُفُقُ نَجمِها، وقامِ دونَها الحرَّاسُ في مخافِرِ الحُدودْ، يُعَاظِلُونَها عنِ الوصولِ و المُنَي، ويُوثِقونَ في الحديدِ ذِكرياتِها، ويُغرقونَ في غيابةِ الكُحولِ و...
حينما يجثمُ الهمُّ في الهمٍّ تلتمسُ الروحُ أوتارَها، و يطيرُ النغمْ في المتاهِ البعيدْ لبلادٍ تعذَّر ميلادُها وهي لمَّا تزلْ في مخاضِ الألمْ، ينزفُ القلبْ تُمْ تُم تُمْ تُم قلبُ دارفورَ يَنزِفُ تُمْ تُم تُمْ تُم النواقيسُ .. و الركضُ و الغمْ الكوابيسٌ و الخوفُ و الدمْ! و المكانُ الفقيدْ! ينزِفُ...
حينما كنتُ صبياً نائماً في المهدِ كانتْ مَدني تفتحُ عينيَّ على أعيُنِها و تُناغيني بلطفٍ و تُغنيني..تهدهدُني على أُرحوجةِ الإيناسِ و الدفئِ مليا، ثم تدعوني إلى الرقصِ على إيقاعِ هُدْبيها على غمازةِ البنتِ الغريرةْ التي كانَ لها وقعٌ ربيعيٌ بقلبي وهي تُدعَى لتعاطي تلكُمُ (الكيكةْ) الشهيةْ،...
قلبِي عَلَى بَلَدِي و قلبُ بلاديَّ المثقوبُ ليسَ لهُ طبيبُ، :أنا الطبيبٌ لهُ..إذا بخلَ الزمانُ أنا الحبيبُ، يَرِنُ صوتٌ في البعيدِ أقولُ: فلْتَهوِي إليهِ إذنْ يرُدُّ القولَ في صوتٍ شجيٍّ: إنَّ ما بينِي و ما بينَ الوُصُولِ إليهِ لو تدرِي سُدىَ يتمدَدّ الماضِي، سدىً تتبَخَرُ الأحلامْ من مَنفىً إلى...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى