محمد بشكار

أنَا فِي الزُّجَاجَةِ أَمْلَأُهَا بِفَرَاغِي إلَى النِّصْفْ الزُّجَاجَةُ فِي حَانَةٍ فَرَغَتْ بِامْتِلَائِي وَمَا عُدْتُ وَحْدِيَ حِينَ مَدَدْتُ يَدَيَّ وأدْنَيْتُ مِنِّي المَدَى .. الحَانَةُ الصَّدَفِيَّةُ فِي قَعْرِ بَحْرٍ عَلَى حَافَّةِ الشَّارِعِ المُتَآكِلِ بِالمِلْحِ، وَالبَحْرُ...
كمَا يصْنع اليمام الزَّاجل حين يطوي جناحيه ليختصر السماء في خفْقة، ثم يحُط على أقرب شُرْفة ليلقي عليك التَّحية بلُغة الهديل، زارني أخيراً بِمقر الجريدة أحد رُواد الزَّجل المغربي الشاعر أحمد لمسيح، ولمْ يكن وحيداً بل ترافقه زوجته الكاتبة والباحثة أمينة أوشلح، هل ثمة لغةٌ أبْلغ من دَارِجتنا...
يبقى أهم شِعار ما زال يرفع ألْويته تُجّار التقنية وهم يبيعون السراب هو: التَّبْسيط عوض التعقيد والعكس صحيح، لذلك يبْتكرون كل يوم خدمات إلكترونية جديدة، مسْبوقة على سبيل الإشهار، بالغيطة والطَّبل، والحقيقة أنهم يذرون بكل هذا الضجيج الرماد في العيون، ويُدارون ما هُم مقبلون عليه من إخْلال مُجْحِف...
رسائل الكفران (الجزء السابع والعشرون) محمد بشكار 1 بينما ثلَّة تتحلَّق حول مائدة المقهى، تُناقش بصخبٍ الزِّيادة المُهْولة في أسْعار الغاز، انهمرتِ السَّماء دفعةً واحدة بسيل عارم من الأمطار، ولم أشْعر إلا ورجلٌ لا تخلو ملامحه من سيماء البلاهة، يميل إلى كتفي قريبا من أذني وهو يهمس مشيراً للمطر...
أجمل الروايات تلك التي تدُسُّ بخفَّة في نفْس القارىء مع اللغم، شيْئاً من حتَّى، ولا يهُم وأنتَ تقرأ، أن يتطاير العقل كباقي الشَّظايا مع كل تفجير لغوي، أجمل الروايات تلك التي تقْلِب الماضي حاضرا أو العكس لتصير عِوض الزمن أنتَ المفقود، هل أحتاج أن أنشِّط الذاكرة بما صنعتهُ بالمُخيِّلات رواية...
السَّنة التي لم نعِشْها لا تستحق أن نُقيِّم أحْداثها في حصيلة أو حوْصلة، لا تسْتحقُّ أن نزيد بموتها رقماً جديداً في أعمارنا ونُقْحِمه في شهادة الازدياد، السَّنة التي لم نعْشْها لا تستحقُّ أن نَتبادل من أجلها التَّهاني ونَعْتبرها سعيدة، ولا أعجب إلا مِمَّن ينتظر بفارغ الخمر وبشوق واقفٍ على الجمر،...
يُسابِق بالعَجَل الأرْغِفة محمد بشكار البَائعُ المُتجوِّلُ يَحْيَا بِأكْثَرِ مِنْ جُثَّةٍ، كُلَّمَا طَارَدَتْ خُبْزَهُ الغَثَّ دَوْرِيَّةٌ لِمُكَافَحَةِ الفُقَرَاءِ، تُعِيدُ القِيَامَةُ بَعْثَهُ مِنْ أقْرِبِ الأرْصِفَةْ لا يَهُمُّهُ أنْ يَتَكَرَّرَ مَوْتُهُ أوْ يَتَكَاثَرَ لَحْدُهُ مَا دَامَ...
اليوم جاء الدَّوْر على إسرائيل لتخْتار للعالم أجْمل امرأة، وأتوقَّع على غير العادة، أنْ تكون المِنصَّة حيث ستُبْرِز المُتسابِقاتُ أنوثتَهُنَّ العالية الجودة والخالية من الدهون، قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، وتحديداً في أمِّ الرشراش بالتَّسمية الفلسطينية العريقة، لكن الاحتلال الذي يبني وجوده على...
(الجزء السادس والعشرون) 1 كان شِراء عُلْبة ثِقاب من بين ألعابنا في الصِّغر، ولا نرتاح حتى نحْرق كل أعْوادها المُتوَّجة بالكبريت، أعترف أنِّي اليوم أضحك بِملْء حيرتي مُتسائلا ما المُمْتع في هذه اللعبة الخطيرة، ربما كنا نطفئ بإضْرامها حُرقةً مكبوتة في النفس، ولكن حيْرتي لم تَطُل حين وجدتُ...
أفْظع من الخوف الذي كرَّسته تجربة كورونا في الأنفس بِشوْطيها قبل وبعد ظهور إبر اللقاح، هم أولئك الذين يتَّخذونه مطيَّة لخلْق مجتمع من النِّعاج، الذين يستغلُّون الضُّعف البشري في مرحلة الوباء للتباهي بممارسة السلطة، ولا نعرف قبل انْجلاء هذه الغُمَّة، كم سيُكلِّف الخوفُ المُصابين بِرُهابه، وكم...
1 تأكَّدْ أنه حين تُقرِّر أن تتعلَّم لعبة الغولف، لن يساعدك أحد بِفلْس واحد لشراء الكرات البيضاء، لكن سيَهُبُّ الجميع لمساعدتك بالحُفَر! 2 الكلماتُ صادِقة في معاجمها، نحن من يجعلها تكذب ! 3 نيتشه يقول بلسان امرأة: لا تَخَفْ من مشاعرك، وأنا أقول بلسان المُجرِّب: هذا النداء لا يعني أن آكل ما أريد...
الشَّعْب المغربي أذْكى من أن يَقَع تحْت طائلة الإكْراه، صحيح أنَّه مُسالِم ويَدْفع بالتي هي أحسن، ولكنَّه أيضاً مُقاومٌ عنيد بتاريخه المجيد، والويل لِمنْ يَلْوي ذراعه ولو من أجل دَقِّ إبر اللقاح، فما للبعض بعد أن تسلَّموا زمام السلطة، ظهروا على هيئة الذي شَطَح لأول مرة فنَطَح، ألا نذكر من هذا...
1 كلما تطوَّرتْ بلادي في أحد الحُقول، شَعرْتُ أني أجْني ثمرة انتقاداتي، لكن فرحتي لن تكتمل وأمدُّ يديَّ للتَّصْفيق، حتى تتضمَّن تشكيلة حكومية في المستقبل وزيراً للفقر، وإلا ما جدوى حكومة تنْتَفخ بكل الحقائب وتفتقر لحقيبةٍ مُهِمَّتها توزيع الثروات بالعدل ! 2 فرقٌ كبير بين الأعمال الأدبية التي...
تُعاكِسني بِنتُ أشْعاري محمد بشكار تُعَاكِسُنِي شَفَتَاهَا فَأفْقِدُ فِي شَفَتيَّ الكَلامْ يُعَاكِسُنِي هُدُبٌ.. غَمْزَةٌ مِنْهُ تَكْفِي لِتَسْطَعَ فِي كُحْلِ مُقْلَتِهَا نَجْمَتِي وَيَطِيرُ اليَمامْ يُعَاكِسُنِي الحَظُّ إذْ يَتعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا أُعَاكِسُ فِي حُضْنِهَا غَرَقِي لَا...
1 الابتسامة سلاحٌ ذو شفتين، شفةٌ تذبح وأخرى تُداوي ليلْتئِم الجُرح ! 2 صحيح أنَّ كورونا باعَد بين الناس وجعلهم يتخلَّوْن عنِ الحركات اليدوِيَّة المُعبِّرة عن الإحساس، ولكن الأصَح أنَّ البُرود العاطفي وباءٌ يُضاهي كورونا، وقد نَخَر حياتنا الموتورة بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وهذا هو السَّبب...

هذا الملف

نصوص
192
آخر تحديث
أعلى