محمد بشكار

عجباً كيف مع هذا القاموس الذي يُضاهي لغوياً بسِعته الأوقيانوس، تَفرُّ كل الكلمات ولا أجد مُفردةً واحدة تصلح مُنطَلقاً لجملة مفيدة، عِلماً أنَّ تجربة الأديب الشاعر محمد الأشعري من الخِصب الذي يَفي باسْتنبات الكلام في أكثر من حقل، فهو الإعلامي الذي صنع بعمُوده "عين العقل" الامتداد للخطِّ التحريري...
ما أشْبه اليوم بالأمس، كما طبخت الأم لولدها البطاطس في النص الذي كتبه أحمد بوكماخ، طبخت بعض السُّلطات الصناديق، وبنفْس النَّبرة الآمرة قالت للمواطن الفقير: الشوارع امتلأت بالأوراق من كل الألوان فعليك بالمكانس، قال الفقير: أنا لا آكل البطاطس بعد أن ضاق حزام السروال الأخضر المُخطَّط حول البطون،...
كان صيف هذه السنة قائظاً بشمسين، شمسٌ من صنيع الطبيعة لا تمَلُّ من عَوْدها البدئي الذي يُكرِّر عمليَّتَيْ الشُّروق والغروب، ورغم أنَّ رياح الخريف تُحاول أن تُبعْثِرها بما تدفعه من غيوم، إلا أنَّها تُقاوم لتَمُدَّ في عمر الصيف ببعض الأشعَّة تغزلها على نول البحر، ولأنِّي أعلم أنَّ بعض الخيال...
1 البوعزيزي.. هذا البائع المتجول الشاب الذي أحرق نفسه احتجاجا على الظلم، مازال يتجول ليس بعربة الخضار والفواكه، ولكن بنيرانه التي انقلبت لثورة ياسمين لم تنطفىء في تونس، بل اندلعتْ بلهيبها لِتنْشُب في كراسي بعض الأنظمة العربية وتُسقِطها، وها هي تونس تُقدِّم مرة أخرى بثورة رئيسها على الحاشية أبلغ...
1 أحترم هيئة التحرير حين تشْترِط أنْ يكون النَّصُّ الوافد من الكاتب غير منشور ورقياً أو إلكترونياً، فالصحيفة ليست آلة لتدوير المُتلاشيات أو مصنعاً لتكرير البترول ! 2 أشَدُّ النِّساء فِداءً تلك التي تُضحِّي بعُمْرها وهي تركب خلف زوجها وبينهما ثلاثة أبناء على دراجة نارية ! 3 كادَ لشدَّة تعصُّبه...
البَحْرُ أعْمَقَُ فِي كَأْسِهَا كُلَّمَا لَوَّحَتْ يَدُهَا فِي الهَوَاءْ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرِ، رَكِبْتُ التِّيَارَ لِأقْصَى العِنَاقِ وَكُنْتُ الغَرِيقْ الكَأْسُ أعْمَقَُ فِي يَدِهَا كَيْفَ بَيْنَ الأصَابِعِ تَخْتَزِلُ الكَوْنَ فِي قَبْضَةٍ مِنْ بَرِيقْ أمْ تُرَى البَحْرُ ضَيَّعَ عُمْقَهُ...
1 إذا كانت عيِّنةٌ من الدم أو بِضْعةٌ من الجسم تُسافر في قوارير لِتخضَع لتحاليل في مختبرات طبية بفرنسا وأمريكا، أليس الأجدر أن تجعل الدولة الأديب والناقد إبراهيم الحجري يُسافر كُلياً للعلاج على نفقتها عوض تضييع الوقت والروح في الحلقوم، أعرف أنَّ الدولة لا تحفل بخطابات من مثل إن المثقف ثروة...
(الجزء التاسع عشر) 1 يغيبُ بعضُ الشُّعراء وتصِلُ رسائلهم ليس إلى التابوت في صندوق البريد ولكن لتستقرَّ في القلب المشدود بحبل الوريد، ومنها هذه الرسالة التي ربما بِعُمر ابنتي "روان" وها قد تجاوز عمرها العقد بسنتين حول جِيد الزمن، وصلتْني من الشاعر العزيز إدريس عيسى، وكنتُ افتقدْتُهُ بعد أنْ...
اسمُه "مْسَلَّكْ لِيَّامْ" ولكن في فترة من القهْر وليس فقط من العُمْر، أصبحوا ينادونه : حَمْرا.. بَيْضا بعد أن تعقَّد نفْسياً من اللونين الأحمر والأبيض وأصابه من رؤيتهما ما يشبه الرُّهاب، ليس لأنَّ الأحمر لون الدم والأبيض لون الجِير الذي ينطلي على القبر، ولكن لأنَّ شظف العيش اضطرَّه للاشتغال على...
المَسَاءُ تَأخَّرَ هَذَا المَسَاءْ رُبَّمَا اصْطَحَبَتْهُ إلَى قَلْبِهَا امرأةٌ لِتَصُوغَ بِأوَّلِ لَيْلِهِ نَجْمَتَهَا وتَغِيظ النِّسَاءْ وَأنَا بَيْنَ مَيْلٍ وَآخَرَ أُشْبِهُ لُؤْلُؤةً تَتَدَلَّى عَلَى صَدْرِهَا فِي انتِظَارْ وَاقِفاً فِي الحَرِيقِ عَلَى حَافَّةِ النَّاهِدَيْنْ كُلَّمَا...
الجزء الثامن عشر 1 المُواطِن المغربي مُحتقرٌ في قطار "تي جي في" رغم أنَّه مُجرَّد خُردة مُسْتَوردة من العُهود الغابِرة للعجوز المتصابية اللعوب خالتهم فرنسا، والدليل واقعة الرجل الذي ركب بجانبي لأول مرة في البُراق، سَرقَتْهُ المسكين غفوةٌ وتجاوز في الحلم محطَّته التي دفع ثمنها تذكرة باهظة،...
كُلَّما هفوتُ للاسْتِمْتاع بما تبقَّى مِنْ رومانسِيَّتي، فكَّرتُ في النِّضال الذي تختلف أضْرُبُه في زمننا كما تختلف أشكال ضرْب المُناضِلين بين السِّجن والاضطهاد في الشَّوارع، ثمَّة من يُناضل لأجْل قَلْبِه لِيظْفَر بِودِّ الحبيب، وهناك من يَتسمَّر مُعْتصِماً أمام أكبر مُؤسَّسات الدَّوْلة، عسى...
1 الأكيد أنَّ لكُلٍّ مِنَّا روتينه اليومي ولوْ لم يفتح الكاميرا، أسأل الله أنْ يتوب على الجميع، ولكن من يَنكُر أنَّ آفة البطالة قد تقلَّصت بنسبة عالية بفضل اليوتيوب ! 2 مَنْ يتَّخذُ من الماضي وسادةً ناعمة لنومه السَّحيق، قد لا ينتبه لِمنْ يَسرقون من تحته الحاضر والمُستقبل، وليس بعيداً أن...
كُلَّما خالجتْني الكتابة عن فلسطين شعرتُ بالذَّنب، وما ذلك إلا لكوني هنا مكتوف اليدين وكونَها هناك على شفا برزخ لا أملك لأضمِّد جراحاتها إلا مواساةً لا تُجْدي دمعا، ولكنْ مهلا.. ثمة أملٌ لاح هذه المرة في الأفق محمولا على صهوات صواريخ انطلقت من غزة مباشرة لكبد العدو ليس فقط لتحرقه كمدا، ولكن...
1 كلما حل فاتح ماي بِعيد العمال، يَخيب ظنِّي في أجْهزة البلد السياسية التي أجهزت على كل الآمال، فبينما أجورهم تسمن بما يُفَبْرِكونَه للريع من مخارج ليكتسب مصداقية المداخيل، مازالت أجور الغالبية المَسْحُوقة من المجتمع جامدةً مُنذ عقود، ولأنَّهم قد يئسوا من المُطالبة بالزِّيادة، فقد رضخوا أخيرا...

هذا الملف

نصوص
192
آخر تحديث
أعلى