عثمان لوصيف

يُومضُ البرقُ فتنثال المرايا بين عينيَّ...شفيفاتٍ نديّة. يا رذاذاتِ السّماواتِ البهيّة يا غصون البرقِ... يا نبعَ التّجلّي.. ظَمِئتْ روحي و جُنّتْ شفتايا و المرايا..هيّجتْ بحرَ هوايا. و أنا جُرحٌ من الطّينِ أنا فلذةُ نبضٍ و خلايا أبجديهْ. صهرتْها النّارُ و الحُمّى النّبيّهْ. يُومضُ البرقُ فتَغوي...
عندما أمتُحن الفقيد الشاعر عثمان لوصيف بمحنة مرض ابنته، اضطرّ إلى قبول وساطة بعض الكتّاب الغيورين سعيا منهم إلى تدخّل الوزارة لإنقاذ فلذة كبده التي كانت تصارع الموت و الـمرض الخبيث. و التكفل بها للعلاج خارج البلد. و قبلها كان قد أصيب بفاجعة فقدان زوجته و رفيقة دربه، بالمرض ذاته. و كان سؤال...
أخي عثمان، إنها سنة أخرى بدونك. كنّا دائما قريبين من التّـراب و في كلّ لقاء حتّى أننا نكاد نفترش الأرض الرّحيمة، كنت كثيرا ما تبادرني، من عزلتك الشريفة"، بالسّؤال عمّن تحبّ تسميتهم بـ "الأصدقاء"، تسألني حتى عن الذين "نسوك" و "اذوك": "كيف هم" و ماذا يحدث في المشهد؟ و تختم بتلك العبارة/ العبرة ...
شفق.. ولعينيك تغريبةُ البحر يشتعل الأُرجوان المسائي يشتعل الموج بين يديك وأنت على ساحل المتوسط تغتسلين الغروب وأعراسه شذرات اللهيب على سوسن الماء والشمس تغرق.. من أهرق الزنجبيل على نمش الرمل? من فتت البرتقال على جمر نهديك? من غمس البحر في عسل الصبوات? ومن ساق نحوك هذا المتيم..? كانت مفاتن جسمك...
وقفت حورية الرمل تغني.. عاريةً فرشت وردتها قالت: تطهر بالخطيئه فطرة الرمل بريئه وهُراء ما رواه الراويه وتعريت تقدمت إلى ينبوعها الطهر بعين غاويه قلت: ماذا? وتنشقت حنين اللهب الأول ثم قدمت القرابين ومرغت دمي في الساقيه آه! يا كوثرها...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى