شريف عابدين

تقطن جارتنا الطيبة في شقة بالدور الأرضي من البناية التي تقع خلف مبنى الرقابة وتطل من نافذتها على الشارع الجانبي بينهما. كل صباح تصطف القطط تحت الشباك في انتظار السيدة؛ حيث اعتادت أن تلقي لهم بالطعام. تتعجب حين تلمح آثار قضاء حاجتهم في نفس الموضع، تتأفف وتقرر في قرارة نفسها أن تتراجع. كيف تقبل أن...
ذلك الصبي الهادئ الخجول المتلعثم كان مملوكًا لشاهبندر التجار حين أهداه لكبير العسس في البلدة.. وحين عهد إليه الكبير بقيادة الدابة التي تحمل ابنته إلى كُتَّاب الشيخ، كان يؤكد ثقته العمياء.. والحقيقة أن أحدًا لم يختلف على ولائه وأمانته.. أشاد به الجميع وأثنوا على وداعته ودماثته * لكم كانت جميلة...
البرد كان قارسا وموجعا. على الرصيف ظل قابعا طيلة ذاك اليوم. ملابس ممزقه تكسو جسده النحيل. ومن بين الثقوب في الثوب الداكن يطل لون بشرته القمحي الأفتح نسبيا. تتسلل من خلالها أنياب البرد الثلجيه تتغلغل حتى عظامه ظل يفرك ركبتيه راعه منظر جلد فخذيه مطلا بين الفتحات في بنطاله الممزق كأنها بشرة طائر...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى