محمد محي الدين عبد المجيد

ثم يقول بعد ذلك في شأن سيف الدولة: رأيتكم لا يصون العرض جاركم ... ولا يدر على مرعاكم اللبن جزاء كل قريب منكم ملل ... وحظ كل محب منكم ضغن وتغضبون على من نال رفدكم ... حتى يعاقبه التنغيص والمنن فغادر الهجر ما بيني وبينكم ... بهماء تكذب فيها العين والأذن وكان كلما نازعته نفسه إلى سيف الدولة...
ومما يتصل بالكلام على دين أبي الطيب أنه لم يشرب الخمر إلا في القليل النادر، فليس هو من المدمنين الماجنين، ولذلك لا تجد في شعره شيئاً من المجون إلا أن يهجو فيقذع في هجائه. وما لأبي الطيب والخمر، وهي إنما يشربها الغواة وذوو البطالة، ومن لا مطمع لهم في الحياة يسعون لتحقيقه، فأما الرجل الذي يفكر في...
وبعد فلقد فكرت طويلاً فيما عسى أن يكون موضوع كلمتي التي أتشرف بإلقائها بين يديكم من مناحي المتنبي، وعرضت مسائل البحث على خاطري، فكنت كلما فكرت في أمر وجدت له ما يبرر التوجه إليه، ووجدت مع ذلك من الشبهات ما يذودني عنه ويقطعني عن الاسترسال فيه، ولكني استطعت في آخر الأمر أن أقنع نفسي بأنني وافد...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى