البقع الصغيرة من الحزن التي قد يكون مبعثها الوحدة والتي يقطعها تتر صغير لشريط الذكريات، يشبه مقطع صغير لبضع دقائق من فيلم، لكنه ليس فيلما، هو حب، هو وله من نوع خاص، ذلك الذي يشبه أربع بيضات يضاف إليها ملعقتان من السمن واثنان أو ثلاثة أكياس صغيرة من الفانيليا، ثم كوب ونص لبن، وكوب ونصف سكر، مع التغيير في كل مرة، ووضع خطة جديدة، لإضافة أو تقليل شيء من هذه الأشياء. ويختلط هذا كله في الخلاط مع بعضه بسرعة وقفز متوالي لبعض قطع الخوخ أو الموز أحيانًا، متشابكة مع يديه التي تأتي لتتلمس برهافة فراشة...
يضع الرجل رأسه على الوسادة والصداع ينشب أظافره الحادة في أنسجة مخه المسكين، التفكير التفكير، اللعنة على الحياة والدنيا والناس والعمل والبشر وكل شيء، ألا توجد هناك فرصة، أي فرصة للعيش بهدوء، والبعد عن كل تلك الصراعات، الذهاب للعمل بهدوء وأداء متطلبات الوظيفة في هدوء، والعودة للمنزل وتناول الغداء في هدوء، كل ما يتمناه الهدوء، العودة لعصر الكهف، تناول أطعمة لذيذة وطبيعية وهادئة، إن حتى الأكل الذي يتناوله هو وأسرته تشعر كأنه مصنوع من دقات الثواني، يهرع إليه في الصباح، ويهرع هو في المعدة بعد...
هاتفى لا يرن مطلقا فى هذا الوقت من الليل، فقط أتفحص الرسائل المرسلة، وأجدها كلها لشخص واحد، طالما نبض قلبى باسمه، أجدنى وبطريقة تلقائية أطلب الرقم الذى يسجله الهاتف باسم"حبيبى". - الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح من فضلك............ أنتظر كالعادة لساعات وساعات أفكر بك، وأتمنى أن أطلب الرقم، فلا أجد الرد الذى اعتدت عليه حتى أصبح عاديًا جدا، وغيره هو الغريب. منذ شهور قليلة كنت أجلس بنفس القلب المضطرم بالغضب والحزن، قلب امرأة تنتظر وهى تبكى ولا تعلم ماذا يحدث بعد؟ الآن أجدنى اعتدت الأمر، وراجعت...