شيماء عبد الناصر

أوحشتني مريم الصغيرة،تزورني كل فترة في البيت،فتؤنس وحدتي،وتطرز بضع ابتسامات متعبة علي شفتي،ترسم بضحكاتها سنوات خضراء في صحراء قلبي الظمأي،آه منها تلك الشقية،تعشق اللعب،والنظر من البلكونة،وتدمن الشاي،إذا ما جاءت فهي تملأ البيت ضجيجًا،حلوًا،يزرع في أحشائي حنينًا إلي الأطفال أحاول تناسيه قدر...
أسخن اللبن، لونه الأبيض الصافي كسماء ملونة بالحب يشرق بكياني فأراك تبتسم لي من بين ألسنة اللهب وتخبرني أنني ثورية وعدوانية بطريقة تخيفك مني أحيانًا. لست بهذا القدر من العنف،لكن ما يزعجني أني أشتاق إليك فلا أجدك فأبدو ثائرة، بقلبي نثرات من بقع اللبن البيضاء ترطب وجداني الخائف عليك. أضع المج...
أخذت الوردة تتفتح شيئًا فشيئًا. بهدوء متناه يكاد لا أحد يشعر به إطلاقًا كأنه لا يحدث. أخرجت أطراف أصابعها. درجة اللون السمراء المخضبة بالأحمر القرمزي في الأظافر اللامعة. وهنا بدأت الحركة في الظهور ويستطيع أي أحد أن يرى ما يحدث. توقف الناس في الحديقة. فاتحين أفواههم لآخرها من كثرة الذهول. واتجهت...
ابتعدت قليلا كي أرى اللوحة بوضوح، لم تشر أي دلالات لي أنها انتهت، إنها صعبة ومليئة بالتفاصيل، لماذا أخاف هكذا من الفراغ، أعمد إلى ملأ كل مساحة في اللوحة، الخشب يكاد يئن. بالأمس جاءني هذا الحلم، كانت الألوان هادئة والرؤية مشعة وواضحة تمامًا، والألوان تكاد تكون ناطقة، إنها تتحدث بلغة خاصة، ابتسمت...
لم يعلم أحد من ساكني الدار ماهية وظيفتي على وجه التحديد ولكنهم كانوا لا يبدون أي شعور عدواني أو حتى منفر ناحيتي، فقط يعرفون أن المدير يجعلني أجلس في غرف الموتى من المسنين بعد موتهم في انتظار ذويهم ممن يبعدون عن الدار مسافة كبيرة، وأن أغلب قاطني هذه الدار كذلك، يبعدون عن ذويهم، أهالي أغلبهم من...
البقع الصغيرة من الحزن التي قد يكون مبعثها الوحدة والتي يقطعها تتر صغير لشريط الذكريات، يشبه مقطع صغير لبضع دقائق من فيلم، لكنه ليس فيلما، هو حب، هو وله من نوع خاص، ذلك الذي يشبه أربع بيضات يضاف إليها ملعقتان من السمن واثنان أو ثلاثة أكياس صغيرة من الفانيليا، ثم كوب ونص لبن، وكوب ونصف سكر، مع...
يضع الرجل رأسه على الوسادة والصداع ينشب أظافره الحادة في أنسجة مخه المسكين، التفكير التفكير، اللعنة على الحياة والدنيا والناس والعمل والبشر وكل شيء، ألا توجد هناك فرصة، أي فرصة للعيش بهدوء، والبعد عن كل تلك الصراعات، الذهاب للعمل بهدوء وأداء متطلبات الوظيفة في هدوء، والعودة للمنزل وتناول الغداء...
هاتفى لا يرن مطلقا فى هذا الوقت من الليل، فقط أتفحص الرسائل المرسلة، وأجدها كلها لشخص واحد، طالما نبض قلبى باسمه، أجدنى وبطريقة تلقائية أطلب الرقم الذى يسجله الهاتف باسم"حبيبى". - الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح من فضلك............ أنتظر كالعادة لساعات وساعات أفكر بك، وأتمنى أن أطلب الرقم، فلا...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى