سنية صالح

أنا المراة الرهينة. السلف يطالب بي والخلف. وأنا أنتزع نفسي من فم الفراغين. أحلم بآخر الكون، عَلّ المجدَ البشري يشهد النهاية ينتظر طويلاً حتى تنتهي الحضارات العشاق والشعوب، أو ربما تهاجر، وتبقى الأرض لي، لي وحدي، لأكون حواء الرائعة. لكنني صحوت، فوجدت الحراب تطوقني. لقد كان حلماً أيها القضاة. ...
.. لا صوتَ لي ولا أغاني خلعت صوتي على وطن الرياح والشجر. الظلال أكثر تعانقاً من الأهداب. وما من أغنية تضيء ظلمات الأعماق. لكن الأصداء تدق صدر الليل، فأنام في صدري.. .... وحيدة رجعت، وبلا صوت، أبيع نعاس الغابات المهجورة، فَتَصِيدني حبالُ الضحك، وتهرب أجراسي. أعود وحدي أجمع ريش الأحلام المنسية...
لوحوش أفريقيا ولأعشابها النحيلة أمنح حقائب السفر الأخير ثم أرفع مناديل الحبر ورسائل المحبين وأرميها إلى الغرف السفلى من نهر السفر حيث لا شيء يغسل سأم الفراشات الزرقاء، لا شيء يغسل أوراق الغابات أوراق "الصعتر" والزعفران لا شيء يغسل دموعك يا صغيرتي ولا أملك سوى النحيب حين أرحل في نهر التعب في نهر...
1 كان الشعراء يفكرون في الثلوج على قمم كلمنجارو في الرياح على ضفاف البحيرات يحلمون بالأميرات النائمات مع قيثارتهن تحت أشجار الأضاليا أيها الشعراء يا سائسي أعمارنا النار الأولى تمنح من جديد لآليات العصر ومواقده، الكشف البدائي رامبو الألف وبودلير العشرون جميعهم يجرون في دمائنا ونهجم في اتجاهات...
نعيش فصل الحب كالحشائش، نبحث عن أرض صغيرة وعن حلم صغير. وحين يأتي المساء ننهض كالضباب فوق الأعشاب نبحث عن أشعارنا وعن دموعنا الذابلة. إطْوِني كما تَطوي أوراق الشِّعر، كما تطوي الفراشات ذكرياتها من أجل سفر طويل. وارحلْ إلى قمم البحار حيث يكون الحُبُّ والبكاءُ مُقَدَّسَين. *** أبداًَ نحمل فوانيس...
خرجت تقود قطيعاً من اللعب والأطفال العراة إلى النوم 'ماريا، أرى أطفالاً يتضوَّرون تريّثي ها هو خبز الله ولا تنسي سيخرج القمر ليباركهم' فيا له من قمر يبدد ليل الولادة أيتها اللؤلؤة نمتِ في جوفي عصوراً استمعت إلى ضجيج الأحشاء وهدير الدماء حجبتك طويلاً.. طويلاً ريثما يُنهي المحاربون العظماء حروبهم...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث
أعلى