محمد مباركي

كان لا بدّ للقاصّة المغربيّة "آمال الحرفي" التي نشرت أعمالها القصصيّة في عدّة منابر ثقافيّة من "عبور" جسّدته في باكورة أعمالها التي جمعتها بين دفتي مجموعة قصصيّة من عشر قصص قصيرة أصدرتها أخيرًا ضمن منشورات "رونق" وقدّم لها القاصّ المغربي "محمد الشايب". اختارت لها "عبور" كعنوان جاء عن دراسة...
(قصةاونلاين) محمد مباركي هل سمعتم بروائيّ ندم على كتابة رواية؟ ربّما لم تسمعوا بذلك. إنّه أمامكم أنا العبد الفقير إلى رحمة ربّه. كتبتُ روايتي الأخيرة وندمتُ على كتابتها، لا لأنّها رواية دون المستوى، أبدًا. قد تناولها عدد مهمّ من النّقاد في الدّاخل والخارج بالدّراسة والتّحليل حتّى إنّها نالت...
عند قدم إحدى تلال الريف ، أين يركع التاريخ إجلالا لأقوام قالوا للطغيان في عنفوانه يوما، كلمة الرفض " لا " ، يبدأ سهل فقير ، ينتهي بخانق ضيّق لأحد الأودية السحيقة . هناك في مزرعة بدائية محاطة بسياج شوكي، بُني بيت ريفي معزول من الطوب و الحصى و التبن المسحوق ، صبغ بالجير الأبيض ،فبدا من بعيد كضريح...
أعياني المشي على الرصيف الطويل في ليل السعيدية الصيفي، بعد نهار قضّيته سابحا بين صفحات " مئة سنة من العزلة " . استهوتني رواية " غابرييل كارسيا ماركيز " . تمنيت أن تطول الرواية إلى ما لا نهاية. تموقعتْ قرية " ماكوندو " في داخلي ، تغلي fأحداثها وأبطالها كالمرجل. أعياني المشي، فجلست على الكورنيش...
قصّ عليّ صديقٌ وفيٌّ قصة "زفاف" كلب مدلل يملكه ثري في إحدى المدن السياحية الساحرة من وطني.. وسقطت من كلامه سهوا، هويةُ ذلك الثري.. كان يملك كلبا من فصيلة نادرة.. ومن حبّه له أقسم بأغلظ الأيمان أن "يُزوّجه" من كلبة جميلة من فصيلته، فجنّد خدّامه للبحث عن هذه "العروس" السعيدة، مستعملا تكنولوجيا...
قدمان رقيقتان كليلتان تحملان كبدا رطبا يستحقّ الإحسان، انغرستا في وحل الطّريق أمام محل شوّاء... فاحت في الجوّ رائحة لحم مفروم "ينشنش" على جمر متّقد. وصلت الرّائحة إلى دواخل الكبد الجائع، فسال من فمه المقرّح لعاب مرّ. نظر بانكسار إلى أسرة مزهوة بصغارها على مائدة الشّوّاء. تمنّى أن يكون واحدا...
تواصلت الكائنات عبر الأثير بصمت دفين ، و تغازلت بالإشارات و الحركات وسط هذه " الجنة الأرضية ".هكذا ورثنا التسمية الجميلة. تنتصب الأشجار الوارفة العملاقة، كحرس دائم ، تراقب القريب و البعيد متحفزة للدفاع عن نظام بيئي متوازن . بجذورها تسرح في أعماق الأرض ،تمتص عذوبة المياه ، قبل أن تخرج من ينابيع...
في ليلة واحدة حلمتُ بثلاثة أحلام متتالية. كنت أخرج من حلم لأدخل في آخر. رأيتُ في الحلم الأوّل، وكأنّي أمشي فوق بحر من الرّمال بجسم واهن وحلق جافّ، أبحث بجنون عن قطرة ماء وسط السّراب. لمحتُ فجأة شجرة يتيمة وسط القفر تقاوم الموت. جريتُ إليها بما تبقى فيّ من جهد. حين وصلتها وجدتها شجرة اصطناعية،...
عمل هذا الضابط ، لمدة طويلة ، في مراقبة الناس و أفكارهم و أنفاسهم ، و اقتحم عليهم أسرارهم و غرف نومهم و نغص عليهم حتى أعراسهم و أعيادهم أيام الجمر و الرصاص . كلفوه يوما بتتبع أحد المشتبه فيهم ، فلبس الأسمال و أطلق لحيته و شاربه و جلس على قارعة الطريق، بيد يسأل الناس إلحافا و بعين يتلصص على...
في هذا الجزء من المغرب الأقصى ، أين تـُقـبل السهول أقدام جبال" بني يزناسن" ، و تسرح في انبساط واسع يمتد جنوبا حتى النجود العليا ، كانت يد المَخـْزن الشريف ( الحكومة ) قصيرة ، تاركة العباد يتقلبون بين مد "السيبة " و جزر الطاعة . الطاعة التي تفرضها " حركات " المخزن بالقوة لجمع الإتاوات الشرعية و...
دخلت عليكِ المكتب شابّة في عمر الزّهور، كما كنتِ أنتِ قبل عشرين سنة مضت من حياتك المتعبة... دخلت عليكِ وفي عينيها وجع السّنين. أرسلها أحدهم يعرفك جيّدا. سألتكِ عن اسمك. حدّقتِ فيها مليّا مستنكرة سؤالها، وهززتِ رأسك، فتدلّت خُصْلَتُكِ كطرف غصن رطب. زادتك بهاءً رغم كونك قطّبتِ بين حاجبيك...
تطايرت أمامي متعمدة مسافة متر و متر آخر و أمتار أخرى كجرادة تائهة .كانت مجعدة و خضراء كخضرة الحقول، و كخضرة عينين أحببتهما يوما لما نبت زغب ذقني ، لكن خضرة أمعائي من جوع يومين كانت أشد . أجبرتني على رؤية كل الأشياء ضبابية الألوان و الأشكال . تطايرت الورقة الخضراء و تطايرت . لم تكن هناك ريح...
"ابتلعتني دوّامةٌ وراء الدّائرة القطبية، حيث يطول النّهار ستّة أشهر، ويطول اللّيل مثلها، وتشرق شمس منتصف اللّيل وتغرب رمادية اللّون على صقيع أبدي لا يرحم. هيّجت عشر سنوات من التّغرّب الصّبابة في قلبي إلى وطني. يَمْثُلُ طيفه أمامي كلّ حين شامخا كالطّود العظيم. كنتُ مثل طائر منتوف الجناحين. نظرتُ...
كنتُ آخر من قرأ قصّته في اليوم الثّاني من ملتقى القصّة بمدينة جميلة تتوسّد الرّمل وتتغطّى بأعشاب البحر. خلا بي أحدهم وهو يزفر تغيّظًا وقال لي مؤنّبًا “ألا تستحيي من نفسك وقد بلغتَ من الكبر عتيًا؟”. قلتُ “ولِمَ أستحيي؟”. قال “تشبّب فتاة في سنّ أبنائك؟!”. قلتُ “إنّه الحبّ الذي لا عمر له يا سيّدي”...
الإهداء إلى المبدع أحمد بوزفور بمناسبة تكريمه من قبل مدير مجلة ديهيا محمد العتروس بأبركان في صبيحة باردة شاهدته في أبهى حلّة. يخرج في وقار من منزلهم الكائن بإحدى الحارات المغربية العتيقة، يلبس طيلسانا أبيض ودُرّاعة خضراء ويعتمر عمامة مكوّرة تدلّت ذؤابتُها بين كتفيه ويحتذي حذاءً جلديا بنيَ...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى