حيدر عاشور

ها أنا مرةً ثانية أعود للحياة أدور في نزيفي، ومهما طالت فيّ الروح لن انسى وجهك ما حييت؟!.. فلا فضيلة للأثر ولا مجد للموت الذي هو صورتك التي ستبقى آفة لا مرئية في ذاكرتي. للحائرة يا الله اختر مشيئتها في ليلة موتها الأخير بيد شيخ التكفير المحارب الهزيل وهو يمضي بجسدي في رحلة جماعية، اصرخ من هذا...
لم أكن متأكداً أن روحي مملوءة بالحبّ، والقلب يمكن أن يعشقَ في هذا العمر. لم يتغيّر شيء في واقعي، لا خلقي، ولا الناس، ولا السماء، ولا السياسات. أشعر أني طائر بعض الشيء، وأستطيع قول ما لا يقال، كل ما كتمته وأخفيته في ذاكرتي الممتلئة بالصمت والنظرات قد استغرقت عمراً للوصول الى الشجاعة. فالمكان كان...
النبأ قد انتشر واستعدّت المدينة، وفرشت الطرقات بأنواع الزهور، ورُفعت الرايات على السطوح، وخُضَّب وجه الأصيل بلون الفرح، وتضاءل المكان الفسيح بالبشر.. وبلمعان العيون المنتظرة بانبهار، تساقطت رشقات المطر بانْهمار رشيق مُتموّج ثم تحول الى رذاذ خفيف، لتتحول كل المدينة الى زجاجة عطر تفوح بعَبق...
رأيته يقيناً بابا خشبيا مهيباً، وصحراء شاسعة فيما وراءه، وبوابة استقبال على نمط غرف التفتيش في دوائر الدولة. وكان كل من حولي يبكون، ويتساءلون عما اذا كنت اسمع وهم ينظرون الى وجهي المحروق؟. وكل من يضع يده عليّ ويهز كتفي كنت أحس به وعقلي يذهب اليه، وأرى كشريط سيمائي ايامي معه. والغريب رجعتُ طفلا...
حيدر عاشور لم يغادر كفاح وتوت في جُلِّ نصوصه على رسالة الحب بلغة الشعر السردي، حيث تتمتع الرموز والدلائل في حد ذاتها بشفافية خاصة وتكتسب عمقا يرسمها من خصوصياته مع وضع مفرداته بوضع التميز الذاتي وهنا لا تعود رمزية نصوصه مجرد شعر وإنما تنتقل لتصبح شيئا من السرد. فيكتسب الشعر سمة المسماة (السردية...
لم أرَ عينين ببريق لامع يخترق روحي بهذه السرعة والسهولة، شعرت بأنني صغرت وأصبحت بحجم ريشة هب عليها شعاع ساحر سحبها نحو الكائن الملائكي الذي نطق باسمي بصوت تغريده سحرية جعلتني عاجزا على التحكم بنفسي، لم أتبين نفسي هل أنا في اضغاث أحلام بهذا الجمال أم هي حقيقة لابد من مواجهتها..؟!. فتحت عيني...
حيدر عاشور سَيِّدي، أجعل جسدي سِرَاج أسري في حضرتك عليه لأزورك، وأتلمسُ نور شفاعتك، فأنا لا حظ لي، ولا قوة، ولا على شكواي عندي شهود، ولا أملك سوى روحي تمضي تجوب مقدسك.. وتبقى تجوبُ وتجوب حزينة، جزعه.. تنفث في أساها، وتبكي مظلومة النفس على اتربة أرجل زائريك.. وأدور وأنوح من جدثك والى أن أتلمس...
لم يكن من الخاسرين، فقد ورث اليأس والفقر منذ طفولته. أنه رجل يشبه السفينة التي ثقبتها الثلوج غواية الأمل في حياة مثقوبة الحق، يمشي فوق أديمها في النهار شفرةٍ، وفي الليل أحلام يستريح لتحقيقها على الورق.. أنه بطل من ورق، ارتضى الأوهام بديلاً وركب أجنحة الطموح، لا يجلس بالضرورة على كرسي الحكم ولكن...
قرأت القصة القصيرة للقاص صلاح زنكنه بعنوان في بيتنا( روبوت) ، ضمن مجموعته القصصية (الصمت والصدى ) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد عام 2002 ، وقد يكون زنكنه قد كتبها أبان فترة التسعينيات من القرن المنصرم ، وظف زنكنه فيها رؤيا متجلية وعميقة تغوص في عوالم الإنسان الداخلية قد الواقعية...
(شموع حوزوية لا تنطفئ) مجموعة قصصيّة من تأليف القاص (حيدر عاشور العبيدي)، أديبٌ عراقي من مدينة كربلاء المقدسة. صدرت مؤخرًا عن (دار الوارث للطباعة والنشر والتوزيع- قسم الإعلام- شعبة النشر- وحدة التوثيق والتدوين) التابعات للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة. وتقع المجموعة في( 160 ) صفحة من...
لم أجدْ فرحة تجتاح قلبي، إلا بعد أن مسكت بيدي ورقة عقد القران الأصولية من قاضي الأحوال المدنية، فقد أصبحت زوجته أمام القانون؛ لان القانون هو الذي يحكم هذا العالم الكبير داخل محكمة ضيقة جداَ. واكتملت سعادتي أكثر، بعد أن أنهى الشيخ ما حفظه من تراتيل الزواج الشرعية على سُنة الله ورسوله الكريم. وبعد...
جاءتْ وكأنها تحمل جسدها على كتفها، حتى خطواتها على سديم "قسم الإرشاد الأسري" ليس له دبيب أو أثر من الخجل والاستيحاء الواضح كلياً على محياها. الإدارة قد وضعت اختصاصيات عند المدخل، عارفات بعملهن النسوي والنفسي ومتدربات جيداً لاحتواء أي حالة مهما كانت..! فعيون المرأة تعكس الواقع، وتضفي عليه بريقاً...
لا تندفعِ في حماس رخيص، ان الحب يتطلب كلاماً قليلا، واضحاً من دون انفعال مفرط. اهتمي أولا بالزرع قبل الارض، ليكون اساس عشقكِ متين. دعِ مزاجك جانباً ولا تضطربي حين يأتي على بيتك. اجلسي أمامه وفكّري في مستقبلك، وانطلقي بأعماق قلبك الى اعماق قلبهِ، لُترهفي السمع والفؤاد. أمامكِ صراعٌ لابد من ان...
تَفاؤل بداخلنا.. أن نعيش بسلام..!؟ حيدر عاشور عام جديد يدخل في حسابات عصرنا، منا مـن يحتفل به، ومنا من لا يكترث به، لان عاما من عمره مضى، وهو لا يعلم أو يعلم. عام جديد طموحنا فيه ليس مستحيلا، ولا يكلف ما تكلفه الحروب، وإنما طموح اقل من المشروع، والموضوعية، طموح يحمل أروحنا على أجنحة الفراشات...
شعرَ عيسى أنه عاشق. كان يستمع اليها بشغف، رغم أنه لا يفقه من اللغة الانكليزية شيئا، فالدرس كان يشكل عنده عقدة ازلية، لم ينجح قط الا بمعجزة تضعه على حافة النجاح، فيعبر الى الصف التالي بالدور الثاني. كلماتها الانكليزية تنطلق من فمها المستدير عبر شفتيها المكتنزة بالون الوردي الخفيف، وتتجه الى قلبه...

هذا الملف

نصوص
87
آخر تحديث
أعلى