موشي بولص موشي

تَتَبَّعَتْ رَائِحَةَ الْوَلِيمَةِ الَّتِي أَقَمْنَاهَا بِمُنَاسَبَةِ تَرْقِيَةِ زَمِيلٍ لَنَا. بِخُطًى حَثِيثَةٍ، قَفَزَتْ نَحْوَ النَّافِذَةِ مُحَاطَةً بِحَاشِيَتِهَا مِنَ الصِّغَارِ عَلَى أَمَلِ اِقْتِحَامِ الْمَكَانِ عُنْوَةً، مُحْدِثِينَ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ ضَجَّةً مِنَ الْمُوَاءِ...
قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ موشي بولص موشي مَتَاهَةُ الْعَقْلِ الْبَاطِنِ تَيَتَّمَتْ وَهِيَ فِي مُقْتَـبَلِ الْعُمْرِ، عَاشَتْ فِي كَنَفِ شَقِيقَتِهَا الْكُبْرَى، وَبِمُرُورِ الْأَيَّامِ تَخَالَفَتا فِي الرُّؤَى وَتَنَافَرَتا، وَبَعْدَ...
أَمْضَى جُلَّ خِدْمَتِهِ الْوَظِيفِيَّةِ الْمَدِيدَةِ مُتَمَلِّقًا لِهَذَا الْمَسْؤُولِ أَوْ ذَاكَ، مَاسِحًا الْأَكْتَافَ دُونَ خَجَلٍ أَوْ وَجَلٍ. اِكْتَسَبَ سُمْعَةً سَيِّئَةً بَيْنَ أَقْرَانِهِ مُتَسَلِّقًا السُّلَّمَ الْوَظِيفِيَّ بِسُرْعَةٍ تَبْعَثُ عَلَى الْأَسَى وَالْحَيْرَةِ أَحْيَانًا،...
وَظَّفَتْ تَفَوُّقَهَا الْعِلْمِيَّ وَ التِّـقَنِيَّ الْلَّامَحْدُودَيْنِ فِي تَحْطِيمِ إِرَادَةِ الشُّعُوبِ الَّتِي تَأْبَى الْخُضُوعَ لِهَيْمَنَتِهَا وَ الْانْصِيَاعَ لِأَوَامِرِهَا وَ نُفُوذِهَا . شَنَّتْ عَلَيْهَا حَرُوبًا مُنَاخِيَّةً خَفِيَّةً ، جَفَّفَتْ مِنْ خِلَالِ رَفْعِ دَرجَاتِ...
فِي كُلِّ يَوْمٍ جَدِيدٍ وَ عِنْدَ الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ يَخْطُو نَحْوَ حَدِيقَةِ الْمَنْزِلِ لِمُدَارَاةِ الْأَزْهَارِ وَ الْأَشْجَارِ وَ رِعَايَتِهَا ، وَ فِي يَدِهِ قَدَحُ الشَّاي ، مُقْتَعِدًا كُرْسِيَّهُ الأَثَرِيَّ ، غَارِقًا فِي تَأَمُّلَاتِهِ . تَـقَاعَدَ مِنَ السِّلْكِ التَّرْبَوِيِّ...
كَانَ غَارِقًا فِي الْهُمُومِ ، شَاحِبَ الْوَجْهِ ، شَارِدَ الذِّهْنِ ، مُنْطَوِيًا عَلَى ذَاتِه ، غَائِبًا عَنِ الْحَاضِرِ ، مُنْغَمِسًا فِي مَتَاهَاتِ الْأَمْسِ الْقَرِيبِ . لَحْظَةَ وُلُوجِي الْغُرْفَةَ وَ مِنْ خِلَالِ مَلَامِحِهِ الْحَزِينَةِ أَدْرَكْتُ أَنَّ طَارِئًا مَا يُشْغِلُهُ وَ قَدْ...
كَتَبَ عَنْهَا قَصِيدَةً مُطَوَّلَةً مُرْفِقًا بِهَا صُورَتَهَا الشَّخْصِيَّةَ وَ أَرْسَلَهَا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْ الصُّحُفِ أَلْأَكْثَرِ اِنْتِشَارًا فِي الْعَوَاصِمِ الْأَجْنَبِيَّةِ . عِنْدَمَا ظَهَرَتْ الطَّبْعَةُ فِي الْأَسْوَاقِ ، اِرْتَفَعَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُ ، اِنْتَعَشَتْ آمَالُهُ...
مُهْدَاةٌ إِلَى تَوْأَمِي الْأُسْتَاذ/عدنان أَبِي أَنْدَلُس...حَصْرًا. فَوْرَ حُصُولِهِ عَلَى إِجَازَتِهِ الدَّوْرِيَّةِ بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ ، حَتَّى أَطْلَقَ لِلرِّيحِ سَاقَيْهِ عَلَى أَمَلِ الْلِّحَاقِ بِآخِرِ حَافِلَةٍ سَتُـقِلُّهُ إِلَى وُجْهَتِهِ ، حَامِلًا فِي كَفِّهِ بَاقَةً مِنْ...
مُهْدَاةٌ إِلَى الَّذِي أَتْحَفَنِي بِوَمْضَةٍ مِنْ ذِكْرَيَاتِهِ. لَازَمَهُ النَّحْسُ فِي كُلِّ خُطُوَاتِهِ مُنْذُ الصِّغَرِ وَ حَتَّى بَعْدَ أَنْ شَبَّ عَنِ الطَّوْقِ وَ مِنْ ثَمَّ شَاخَ . كَثِيرَةٌ هِيَ الْأَحْدَاثُ الْمَرِيرَةُ الَّتِي أْدْمَتْهُ وَ أَخَلَّتْ بِاسْتِـقْرَارِهِ وَ...
حَالَمَا أَنْهَيْتُ مَهَمَّتِي فِي السُّوقِ وَ عِنْدَ عَوْدَتِي إِلَى مَسْكَنِي ، لَمَحْتُ جَمْهَرَةً مِنَ الرِّجَالِ مُلْتَـفِّينَ حَوْلَ صَائِدِ زَرَازِيرٍ وَ هُوَ مُتَـقَرْفِصٌ مُعْتَزٌّ اِعْتِزَازًا بِقَفَصِهِ الْمَحْشُوِّ بِتِلْكَ الْكَائِنَاتِ الْبَرِّيَّةِ الْبَرِيئَةِ الْمُهَاجِرَةِ...
سَنَوَاتٌ عِجَافٌ مَضَتْ عَلَى تَوَلِّيهِ مَنْصِبَهُ الرَّسْمِيَّ فِي مَوْقِعٍ حَسَّاسٍ ضِمْنَ دَائِرَتِهِ ذَاتِ الرَّكِيزَةِ الْفَائِقَةِ الْأَهَمِّيَّةِ ، صَالَ وَ جَالَ فِيهِ دُونَ رَادِعٍ يَرْدَعُهُ أَوْ مُقَوِّمٍ يُقَوِّمُهُ . مَا اِبْتَسَمَ يَوْمًا بِوَجْهِ مُرَاجِعٍ مُخَفِّفًا عَنْهُ...
ثَلَاثَةُ أَعْوَامٍ اِنْقَضَتْ بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ غَايَةً فِي الرَّوْعَةِ وَ الْبَهَاءِ مُذْ أَنْ اِبْتَاعَهُ مِنْ أَحَدِ بَاعَةِ الطُّيُورِ الْجَوَّالِينَ . أَحَاطَهُ بَالدَّلَالِ وَ هُوَ فَرْخٌ صَغِيرٌ لَا يَـقْوَى عَلَى حَمْلِ جَسَدِهِ ، وَ رِيشُهُ فِي طَوْرِ الزَّغَبِ . يُطْعِمُهُ بِيَدِهِ...
شَامِلَةٌ هِيَ الْحُلُولُ الَّتِي يُقَدِّمُهَا عِلْمُ الْفَلَكِ لِلإِنْسَانِ وَ لِكُلِّ مَا يُحِيطُ بِهِ مِنْ مَظاهِرَ وَ ظَوَاهِرَ . لَا يَقَعُ حَدَثٌ بِمَحْضِ صُدْفَةٍ ، بَلْ هُنَالِكَ قَوَانِينُ أَزَلِيَّةٌ تَـتَـبَنَّاهُ بَدْءًا مِنْ حَيْرَةِ الْإِنْسَانِ حَوْلَ هَذَا الْكَوْنِ الشَّاسِعِ وَ...
وُجِّهَتْ لِيْ وَثُـلَّةً مِنْ أَصْدِقَائِيَ الْأُدَبَاءِ دَعْوَةٌ لِحُضُورِ مِهْرَجَانٍ أَدَبِيٍّ سَنَوِيٍّ يُقَامُ بِانْتِظَامٍ فِيْ إِحْدَى مُحَافَظَاتِـنَا الْعَزِيزَةِ. حَالَ نُزُولِنَا بَالْفُنْدُقِ أَرَحْنَا أَجْسَادَنَا فَوْقَ الْأَرَائِكِ فِي قَاعَةِ الْاسْتِقْبَالِ قُرَابَةَ السَّاعَةِ...
لَمْحَةٌ اِسْتِقْرَائِيَّةٌ: فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بــ (تَرْنِيمَةُ الْغَائِبِ) الصَّادِرِ مُؤَخَّرًا بِعَدَدِ صَفَحَاتِهِ الَّتِي تَجَاوَزَتِ الْمَائَةَ صَفْحَةً، وَالَّذِي اِحْتَضَنَ بَيْنَ دَفَّـتَيْهِ عَشَرَاتِ الْقَصَائِدِ الْمؤَجِّجَةَ لِلْوجْدَانِ.مِنْ خِلَالِهَا نَـقَّى...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث
أعلى