عبد الغفار العوضى

(1) نحتاج للحزن .. كشجرة من الدمع تقف على عتبة الروح تحرس نوافذَ البيوت من فساد الريح (2) الحزن الذى يعصر الشرايين من ملح الدم ، ويجفف مناديل الملامح فى شمس الظهيرة حيث تنكشف فى النهار كل أخطاء الجسد .. التى ارتكبت فى معصية الليل ! (3) نحتاج للحزن كما نحتاج إلها لتبرير خطأ العالم .. (4) يكون...
إنه فخٌ ، تلك الحياةُ فخٌ متقنُ الصدفةِ ، أنظرُ فى تلك الهوة السحيقة فى جسدى ، مثلَ بيتٍ بأعمدة خرسانية فقط ، لا جدرانَ تغلف ضلوعَ صدرى المفتوحةِ على القصف العشوائىِّ فى الخارج أنا لستُ لى ، أنا سلعةٌ …يتداولُنى العالمُ كأسهمٍ فى البورصة ، أنا المادةُ الخام التى تحتكرها الشركاتُ متعددةُ الجنسيات...
بيتي انفجر إثر قذيفة، حملت أطفالي إلى المنفى ،كنا نسير قوافل من الجوع والذاكرة،لا نحمل معنا أمواتا، ولا صورا ولا حقائب،ولا شوارع،ولا شهواتنا التي نسيناها كحليب على صباح الأسرة القطنية/ لا نحمل سوى الدهشة، كانت القذيفة تمر سريعة كعمر خسر فائضا من الوقت، اشتعلت أجسادنا بأغنيات خرجت صراخا من موسيقى...
لم أفكر فى شئ سوى أن سمكة راحت تفكر عميقا فى جدوى إرادتها الحرة وهى تخرج من فكرة البحر وتجرب السباحة فقط داخل جسدها اللامحدود.. (1) كأن تخلع واحدا من أعضائها وتكتفى بما يتركه الألم مكان هذا الفراغ القاتم فراغ يظل يكبر ليحتل مكان الجسد القديم. (2) لم أعش أبدا خارج جسدى؛ وليست فكرة اختراع عالم...
الشمس تختبئ مثل قنفذة بين الضلوع من يهبني هذا اللون الذي يغشاني؟ ولكنى لا أرى سوى امتداد الخيوط، الخيوط التي تنسج المسافات بين اللحم والعظم ولا يملؤها سوى دم أعمى، يسير داخل متاهة .. *** الإشارات ليست إلا اختيارًا أعمى *** لست هنا .. الأصابع تنحت شكلاً قديمًا لوجهى فى حجر الوقت؛ أعود كلما...
(1) ولد طفل للتو.. هذا الساحر لا يزال يحمل خدعا أخرى فى قبعته الوجودية ، كى يقنعنا بجدوى اللعب المفتوح ، فى رحم لم يقطع بعد حبله السرى / سنظل عالقين هنا كدم محبوس داخل هدية مفخخة .. حتى تعبر قافلة حرب بالصدفة ! (2) هذا العالم مقسم كعمود فقرى لجثة تركها الفراغ تتعفن بلا بكاء، أزمنة تفصل بين كل...
للمرة الثانية على التوالي يفوز الشاعر عبدالغفار العوضي بجائزة عفيفي مطر، وكأنه في موعد مع المركز الثاني الذي حصده العام الماضي عن ديوانه "شجرة الغرائز"، وها هو يجدد العهد هذا العام بديوان جديد هو "إغواء الوردة العارية". العوضي شاعر مهم، ومثقف، ولديه وعي بتجربته، وقد فاز من قبل بجائزة أخبار...
أنا أزلىُّ اللعنة ، قال لى اللهُ / سأبقى وحدى على الأرض بعد خراب العالم ، مثل قطار صدئٍ تبَّقى من الحرب .. أحمل رفاتَ ذاكرتى ، كجندى مهزوم ، عابرًا فى عدمية الصحراء من موت إلى موت ، وأحصى - فى دقة عبثية - كمْ رصاصةً تركتها الحروبُ فى رئة الأرض ، وكم خندقا حُفر فى معدتها ، وبقيتْ عظامُ الجنود...
أنا العبد الرومانى فى حلبة أصارع ذئب الوقت، تحاصرنى شموس معتمة من الغبار .. وعظام نخرة تصفق .. أنا المتسع الموت فى قبر ضيق من الحلم ، أنا العبد الذى حمل على كتفيه حجر الأهرامات.. أنا العبد الذى حرث الأرض بأظافر جوعه .. ولم يأكل سوى ملحها ! أنا العبد أحمل سيفا وأقاتل أعداء لا أعرفهم ، لا يهم من...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى