عبد المنعم رمضان

1 في ذلك الليل الذي أتى بغير إذنْ في ذلك الليل الذي كأنه جدارْ رأيت قلبي نائما في جوف تيهْ في جوفِ خوفٍ ليس بعده الذي يليهْ في جوف سجنْ وكل أعضائي التي منذ قليلٍ لم تكن تئنْ رأيتها تئنْ في ذلك الليل الذي أتى بغير إذنْ رأيتُ حارسَ النهار يطمئنْ وحارسَ الظلامِ قد يبكي ليطمئنْ لأنني أصبحتُ ذات مرةٍ...
لن يغيب عن فطنة القارئ أن القصيدة عروضية موزونة جدا. ولكنها مكتوبة على شكل كتابة النثر، كل السطور تامة وكاملة تبدأ من أول السطر وتنتهي عند آخره. كان هناك جنودُ سلاحِ الجو بأرديةٍ زرقاءَ, وعمالُ الأحلام بأرديةٍ زرقاءَ, وكان هناك شيوخٌ منسيّونَ وألويةٌ وبيارقُ, ومواريثُ, ونخلٌ, وبقايا آلامٍ وابنُ...
إنّهم يقذفون علينا القنابلَ من كلِّ فجٍّ, فماذا سنفعلُ, كنَّا نراقبُ/ أقدامهم تتدافعُ فوق السّماءِ القريبةِ, نسمعُ أنفاسَهم مثل عاصفةٍ,/ فنشمُّ الهواءَ, ونجلسُ أبعدَ من شجرِ الريحِ, هُمْ يقذفونَ علينا القنابلَ,/ من كلِّ فجٍّ, ونحن نسائلُ أنفسَنا, هل سنرفعُ أبصارَنا في خشوعٍ,/ ونخفضُها في خشوعٍ...
أشتهي أن أكونَ الحجارةَ فوق الرؤوسْ. أشتهي أن أكونَ المسافرَ من بابِ مصرَ إلى بابِ أنطاكيهْ. أشتهي أن أكون الفضاءَ، وتحتي النوافذُ مفتوحةٌ. أشتهي أن أدسَّ ذراعيَّ تحت الثيابِ، وأن أتمكن من قوةِ الحبِّ مثل الملاكِ وأن أتمكن من غيبتي. أشتهي أن أهيّئَ بعد انتظارٍ طويلٍ متاهةَ عائلتي. أشتهي أن أنامَ...
النافذة الأولى سأذهبُ في اتجاه الرِّيحِ دوماً وأَفْردُ ساعديّ ولا أُبَالي وإنْ أخطأتُ لن أَدَع الأماني تُغرر بي ولن أدع الليالي وقد أضعُ السَّحابَ على يميني وقد أضعُ النجومَ على شِمَالي ولمّا أستعينُ بأغنياتي سأجعلها الطريقَ إلى خَيَالي وقبل بلوغِ أرضي لن أصلي سوى للأبجديةِ والمحالِ وبعد...
ضحك أبي عندما أخبره ضيفه أنه رآني على قارعة الطريق أطالع إحدى ورقات الصحف، فتبعني وأبصرني أنحني على الأرض، وألتقط ورقة أخرى. أيامها كنت في الإعدادية، أتأرجح بين غرامين، غرامي بهانم ذات الأصابع الست، وغرامي بالأوراق، وكنت كلما كبرت، شحبت هانم وكبرت الأوراق وتملكتني، حتى أنني لم أستطع أن أكتفي...
كنت في صوت هامس أردد: "أيها الطفل الذي كنت، تقدم"، كنت سأسترسل، لولا أنني سمعت خلفي صوتا هامساً يردد: لا تظلموا الموتي وإن طال المدي إني أخاف عليكمو أن تلتقوا روي الرواة أن أبا العلاء المعري عندما سئل عن يوسف إدريس، وعن مصائره مع التابعين، وتابعي التابعين، أطرق وتذكر اليوم الذي رأي فيه وجه يوسف،...
الغريب أن كل وجوهه يتهددها الموت ، وفي غمرة هذه الوجوه تنجلي مشكلة المازني، وهي رغبته الملحة في أن يكون حقيقيا ، المازني لايطارد الحقيقة ،ولكنه يطارد نفسه بزعم مطاردة الحقيقة، لذا عاشت كتابته كأنها في رحلة، كأنها في طواف نعم أنا العاشق المتعب الذي ليس لديه ما يخبركم به، فهل تسمحون لي بأن أتجنّب...
المازني هو ابراهيم عبدالقادر المازني‏,‏ أو ابراهيم الكاتب‏,‏ أو ابراهيم الثاني‏,‏ أو ابراهيم التاسع عشر‏,‏ والدكتور هو سعيد توفيق أستاذ علم الجمال‏,‏ بالعامية علم الحلاوة‏,‏ وأمين المجلس الأعلي للثقافة‏. طبعة ما بعد الثورة, طبعة الجنزوري, والأصغر مني ببضع سنوات, توقف بها علي حدود شبابه, وتركني...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى