أدب السجون والمعتقلات

أي مشاعر تعتري الشاعر حين يلتقي أمه في السجن؟ وهو بالتأكيد أدخل السجن من أجل قضية عادلة.ربما تتعلق بموقف أو عمل رافض لما يقوم به الطغاة. أو ربما لقصيدة غاضبة على واقع سيئ لم ترق لذوي السلطان. أي أفكار تسيطر على عقل الشاعر وهو يرى تلك المرأة التي كان جزءًا منهاقبل أن يأتي إلى الحياة تزوره؛ لتقدم...
(1) عندما كنت في الخارج كنت محاصرا بأعينهم ..و للآن صرت محاصرا بالقضبان.. قد تستطيع عيناي صهر القضبان،وقد يستطيع قلبي تدبر أمر الظلام وتقاسم الأنفاس الدبقة مع الأشقاء، ولكنه لن يستطيع ابدا لن يستطيع تحمل لعنة النظر إلى أمه وهي فارجة فخديها لعيشقها. قد يكون السجن عالم حدي،القسوة فيه...
إنهم يصرخون ويبكون في صمت، وينحنون على الدوام خوفًا من بطش السجّان. والواحدُ مِنهُم يُسَلط عليه وحوش في شكل بشر يصفعونه كل صباح وظهيرة ومساء على وجهه وقفاه، وينهالون عليه بالهراوات، ويأمرونه أن ينحني فينحني ليُضرب على رأسه وظهره كالماشية، ويُأمر أن يخلع ملابسه فيخلعها ليعبث الهمج بجسده، ويأمرونه...
يشكل كتاب «مذكرات سجين» لعبد الحميد عمار ما يمكن تسميته النواة الأولى لأدب السجون في السردية العربية الحديثة. ورغم صدوره قبل أكثر من قرن، إلا أنه لم يفقد أهميته. وقد صدرت أخيراً طبعة جديدة من الكتاب عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة ضمن سلسلة «ذاكرة الكتابة» بتحقيق مسهب ودراسة وافية للباحث...
"1" الاٍرهاب والإعراب خلال اقامتي الاضطرارية في السجن العراقي تعرفت على ارهابيين ، بعضهم كان فعلا ارهابيا حقيقيا ، والبعض الاخر كنّا نسميه بلغة السجن ( اللاحوگ ) وهو من لفقت عليه قضية ارهابية دون حجة ولا دليل فالجاته الضرورة ان يكون في السجن مع ( حضائر) الاٍرهاب والحضائر هي تشكيلات كيفية...
1- نافذة جديدة ليس أثمن من انفتاح نافذة جديدة – خاصة هنا – على الدنيا.. على الحرية، ما الدنيا – أصلا – إلا قدر ما نملك من حرية: "ربما ننفق كل العمر، حتى نثقب ثغرة.." اشكالنا المعقد هنا، أصله، ثخانة الحيطان، ولا قابلتها للانخراق. صحيح أن هذه النافذه، أحادية الوجه لم تزل، إلا أنها أول الخطى...
«لكن ما ذنب ثريا؟»، هكذا سأل المعتقل السياسي المهندس فوزي حبشي نفسه في أول حبسة له في عهد فاروق عام 1948، حيث لم يكن قد مضى عام على اقترانه بزوجته ثريا شاكر، وهو سؤال تكرر في الحبسات التي تعرض لها في عهود ناصر والسادات ومبارك، قبل أن يقود النضال. ثريا شريكته في الحياة إلى السجن لسنواتٍ، لعلها...
مرت الأيام بسجن الاستئناف يومًا وراء يوم.. وذات يوم نزلنا جلسة سماع أقول بمحكمة الإستئناف... وفي داخل القفص بالقاعة (كنا حوالي 25 زميلاً من سجون مختلفة) كنا نتصافح جميعًا ونتبادل السلامات والأحضان... ووجدنا شخصًا معنا لا يعرفه أحد منا... فلما سألناه أجاب: أنا أحمد مصطفى إسماعيل... فصرخنا في...
كان ليافا عادة غريبة جدّاً، في الطفولة المبكّرة، وكلّما مرّت بها شاحنة تصرخ بشكل مدوٍّ، وتضحك ملء قلبها. استمرّت على هذه العادة، تتهيّأ وتشحذ مسنّنات حنجرتها ثم تبدأ بالصراخ حتى تغيب الشاحنة أو أي ناقلة كبيرة كالقطار مثلا، تبتسم كأن نصراً مؤزّراً قد حقّقته، وليس كالانتصارات المزيّفة التي غرقت...
لعلّ حاجة المرء في السجن لقراءة شيء يخصّه مبعثها رغبته في أن يظلّ هناك ما يصنع لعالمه الساكن لحظات مختلفة، وما يبدد رتابة الأيام المتكررة بأشياء جديدة، وما يرطّب جفاف روحه بمشاعر صادقة، وما أسهل تمييز الصادق من المتكلّف في تلك المساحة. وإن كان للكلمات المتبادلة داخل السجن مذاقها، فلتلك الواردة...
بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019؛ ودوّنت على صفحتي في الفيسبوك انطباعاتي الأوليّة؛ تعاصفنا وتثاقفنا، نعم، وجدت لقائي بهم، بأفكارهم وبكتاباتهم متنفّسًا عبر القضبان. عقّبت الصديقة صباح مصطفى من مخيّمات الشتات: "ألم وحزن اخترق قلبي وأعماقي عندما كتبت عن...
اسبوع من تادية الشعائر اللازمة للزيارة تبدأ في متابعة مواعيدها ثم بالتسجيل في مكتب الصليب الاحمر بعد استصدار التصاريح ، وتجاوز الممنوعين من الزيارة ولو كانوا من اقارب الدرجة الاولى ، حقل من الغام التعليمات والارشادات عليك ان تتجاوزه بسلام ثم اذا كُتبت لك الزيارة وكنت من المحظوظين عليك، أن تصحو...
الزمان: بضعة أيام، لا أستطيع تحديدها بدقة، من شهر آب، عام 2018، المكان: مركز التحقيق في سجن عسقلان الصهيوني. في ذروة تحقيق متواصل طويل، وحالة إجهاد جسدي ونفسي، جاءني اثنان من ضباط جهاز الشاباك الصهيوني إلى غرفة التحقيق، وكانت مظاهر الغضب والاستفزاز بادية عليهما، قال أحدهما: "يبدو أننا بصدد خوض...
لقد تعبتْ سيالاتي العصبية لكثرة ما نقلت شعور بالجوع من أمعائي فاستسلمتْ أمام إصراري. تخلّصتُ أخيرًا من وخزات الجوع التي كادت أن تفتك بمعدتي الفارغة، توقَّف جهاز الإنذار في جسدي عن العمل. لكنَّ القشعريرة أبت مفارقتي، لقد ضعف سمعي فلم أعُدْ أصغي لكل ما يُقال حولي، لكنني أراهم جيدًا كيف يأكلون ما...
في تمام التاسعة صباحاً من كل يوم، وبعد العدد بثلاث ساعات؛ تضع ميسون حقيبتها القماشية السوداء على كتفها، وتحمل كوب شايها المرّ، كالمعتاد، لتذهب الى تلك الزاوية المهندمة من غرفة رقم (5). بضع مسطبات خشبية، تتموضع عليها بعض الكتب، وتسمى بفخر شديد: "مكتبة الدامون". كانت الأسيرات قد انتزعنها، ووضعن...

هذا الملف

نصوص
402
آخر تحديث
أعلى