سيد الوكيل

لا أحد يعرف من يطعمه، فلم نره ينزل من عليائه ليأكل مما يأكل منه أهل الأرض، ولا كان معروف النسب أو التاريخ، كأنه نبت بقدرة قادر في الجميزة التي تتلوى أغصانها وتتشابك في السماء، وتبسط عمرها المجهول فوق مقام الشيخ رمضان. قيل أنه أحد مجاذيب الشيخ رمضان، وقيل أن حدأة خطفته صغيرًا وألقته هنا. وكنا،...
يُطرح الجسد بوصفه موضوعا ثقافيا منذ فجر الحداثة ، غير أن السنوات الأخيرة من القرن الماضى ،تلك التى أشارت إلى نفسها بسمات مابعد حداثية ، توقفنا على تسارع الوعى بموضوع الجسد ، وطرحه على أصعدة عدة فى الأدبيات المعاصرة ، ليبدو الأمر كما لو أننا نعيش ـ حقاً ـ عصر الجسد ، أو ليبدو كأن الجسد هو محور...
كانت الوردة اسماً ونحن لا نمسك إلاّ الأسماء امبرتو ايكو ***** مالذي يهمّنا في الفن ومالذي نرومه من الكتابة؟ أن نستعيد حدّة مشاعرنا التي قلّمها التكرار. أم اختبار طرق الحياة والتفافاتها المدوِّخة دون أن نحرك القدمين؟ الحياة ولد أرعن طائش، ونحن بالغون جداً على الركض خلفه؛ ولكن يمكننا إغراءه...
لم أكن راغباً في السؤال عن المكان، فكرت أنه جارح لمشاعر أهله. في البداية اعتقدت أننا في الفيوم، لكن لهجة عامل النظافة أخبرتني أنه من وجه بحري، أنا نفسي تعجبت من رجل ينحني كالنساء ليمسح بلاط النزل، سألته: في أي البلاد نحن؟ ظل منحنيا على البلاط ولم يرد. لكني كنت مهتما بالبحث عن إجابة. أين أنا...
مجموعة قصص “مثل واحد آخر” نموذجا* المفهوم المحوري المناسب لقراءة هذه المجموعة للكاتب سيد الوكيل (من مصر أيضًا) هو مفهوم الصورة والتصور والتصوير، فهناك حضور كثيف للصور والمرايا واللوحات والمشاهد والعيون المحدقة، وهنا تصور العالم وكأنه مشهد يخلقه الكاتب ويحرك الشخوص داخله وخارجه. في “الثعالب...
مبتدأ: في البدء كانت الحكايات والأساطير، وسيلة الإنسان لتفسير الوجود حوله، وفهم طبيعته الإنسانية، وإمكاناته، ومن ثم وعيه بذاته. هكذا كان الحكي طريقة القدماء للتفكير، لكن فلاسفة الإغريق، أعطونا مفهوما جماليًا للحكاية، فأصبحت فنًا مقصوداً لذاته، لما تحدثه في النفس من لذة جمالية، كما أن الفلسفة...
طرقت الدراسات النسوية الحديثة أبواباً عديدة ، وأحدثت حفائرها فى غياهب التاريخ القديم والحديث ـ معاً ـ بحثاً عن صور مشرقة لنساء أسهمن فى صياغة التاريخ ، وهى إسهامات ظلت محدودة نتيجة لممارسات التهميش والإبعاد التى مارستها ذكورية الثقافة على المرأة ، ومن ثم كان أحد أهم أهداف الدراسات النسوية ، ليس...
تركت شيئا مهما في درج مكتبي. هذا ما كان يلح على وأنا في طريقي إلى البيت. هاجس لم أتمكن من السيطرة عليه، ولم يكن ثمة طريقة للخلاص منه، سوى أن أعود وأتأكد.. ما الذي نسيت؟ لكنني متأكد أنه مهم.. مهم للغاية. الآن..ألوم نفسي: لماذا خرجت متعجلاً بمجرد أن وصلني خطاب المدير العام؟؟ لم يكن بضرني لو بقيت...
ترقـيـنات نقدية 1- في قصص سيد الوكيل، سوف يشغلك أبطال لا تخاف عدم معرفتهم ، فهم أنت ، وأنا ، والآخرون ، يحملك من البداية إلى عمق الأشياء والشخصيات ، دون أن تشعر بالغربة . مع قصصه أنت أمام الكثير من عناصر الفن التى يمكنك أن تتحاور معها أو أن تتوقف لديها ، والقادرة على أن تعكس سمات الموهبة لدى...
سيرة شخصية وأدبية الأستاذ/ سيد أحمد السيد الوكيل: روائي وناقد أدبي. ولعل هذا الجمع بين وجهي العملة الأدبية (الإبداع والنقد) أكسب إنتاجه قدرا من التنوع، ونزعة إلى التجريب، أفضت إلى تعدد مستويات الخطاب في العمل الواحد. وهو ما تجسده روايتي (فوف الحياة قليلاً، والحالة دايت). وقد أسستا صيغة للبحث...
مهداة إلى مانيكان آلان روب جرييه كان أبي ( باترونيست حريمي ) مهنة تأتي بعد مصمم الأزياء، لتصنع من خياله وجودًا جماليًا.. أليس هذا ما تفعله الكتابة بنا؟ تداهمنا بالأحلام والأخيلة، نكتبها فنخلق منها وجودا حيا؟ الآن..حتى بعد كل هذه السنين، وأنا أجلس على مقعد متحرك أمام بحر صامت بلا موج، أدرك أن...
هالني هيكلة المهول، يوم تحدى الرقيب بركات، ورفع برميل الماء فوق رأسه كجرة صغيرة. مدهشة قوته تلك، التي كانت سببًا في شهرته بين أفراد الكتيبة، لأن فواز اعتاد، بدافع من شهامته، أن يجر المدافع التي نعجز عن زحزحتها في الرمل الناعم أثناء التدريب. كان عرقه ينضح تحت الشمس المختالة بسطوتها، ويبتسم،...
عبر أشرطة القضبان التي تلمع في المدى، تتحرك الأجسام بظلال شبحية، تتصادم في الضوء الشحيح الناشع من أعمدة الفلورسنت التي تطل من الخارج، وحول فوانيس هذه الأعمدة، تتماوج في علو، دفعات البخار الكثيف، شتوية وباردة، وتضيع في سماء داكنة بلا نجوم. ثمة أصوات تزعق، وتنادي بأسماء، نبرات بعضها واضح، وبعضها...
سحبتني السيدة من يدي لتدفع عني الحرج، وعبرت بي الطرقة الضيقة، وهي تتفادى بمهارة الاصطدام بأثاث البيت الصغير، تفعل ذلك كامرأة علقت سنواتها بسخاء على جدران هذا البيت. أشعر بيدها ترتجف، أصابع ممتلئة خشنة، تليق بربة بيت. في الحجرة ضوء خفيف يتسرب من خصاص الشيش المغلق، ورائحة لم أميزها أبداً...
أولاً: التراث العربي، من الحكاية إلى المقامة منذ الإنسان الأول، كان الخيال طريقًا للمعرفة، ومادة لنسج الأساطير التي أنتجها الإنسان، لتفسير وفهم واقعه المسكون بالغموض والخوف، ومنها خرجت كل المعارف الأولى والتي مازال بعضها راسخًا في الوجدان البشري كالأحلام والسحر والدين والفن والأدب. وبطبيعة...

هذا الملف

نصوص
60
آخر تحديث
أعلى