محمد الماغوط

في عام 1960، كنت عاطلا عن العمل. وكانت العروبة نفسها عاطلة عن العمل، ويا ليتها ظلت كذلك، وكنت حينذاك ضيفا على مجلة "شعر"، وأسرة التحرير كلها ضيفة على صاحبها يوسف الخال، ويوسف الخال ضيفًا على شارع السادات في رأس بيروت. في هذه الأثناء حل بدر شاكر السياب (بأناقته المعروفة) ضيفًا على الجميع، وهو...
يا زميل الحرمان والتسكع حزني طويل كشجر الحور لأنني لست ممدًا إلى جوارك ولكنني قد أحل ضيفًا عليك في أية لحظة موشحًا بكفني الأبيض كالنساء المغربيات. لا تضع سراجًا على قبرك سأهتدي إليه كما يهتدي السكير إلى زجاجته والرضيع إلى ثديه "فعندما ترفع قبضتك في الليل وتقرع هذا الباب أو ذاك وأنت تحمل دفترًا...
- I - في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي شاءت الشاعرة العراقية نازك الملائكة الانخراط في معركة معايير الشعر (وكان الموزون، سواء قام على عمود أو على تشكيلة تفاعيل، هو وحده الشعر عندها)، وخوض معركة التسميات (إذْ رفضت مصطلح "قصيدة النثر" جملة وتفصيلاً، كما أبت على الناقد والروائي والشاعر جبرا...
منذ 1400 عام عاشوا في البراري ... ناموا في المضارب .. اضاووا لياليهم بإشعال الزيت و الحطب ... لم يعرفوا غير الرعي و السبي و الغزوات .. تيمموا بالتراب ... تقاتلوا ... تحاربوا ِ. تناحروا .. تزاوجوا.. منذ 1400 عام تركوا لنا قصصا و سيرا ذاتية و أحاديث و نصوصا .. قالوا إنها مقدسة ..كما قال اللذين من...
أيها الربيعُ المقبلُ من عينيها أيها الكناري المسافرُ في ضوء القمر خذني إليها قصيدةَ غرامٍ أو طعنةَ خنجر فأنا متشرّد وجريح أحبُّ المطر وأنين الأمواج البعيده من أعماق النوم أستيقظ لأفكر بركبة امرأة شهيةٍ رأيتها ذات يوم لأعاقرَ الخمرة وأقرضَ الشعر قل لحبيبتي ليلى ذاتِ الفم السكران والقدمين...
سأنجبُ طفلاً أسميه آدم .. لأن الأسامي في زماننا تُهمة .. فلن أسميه محمّد ولا عيسى ..لن أسميه عليا ولا عمرا .. لن أسميه صداما ولا حُسينا .. ولا حتى زكريا أو إبراهيم .. ولا حتى ديفيد ولا جورج ..أخاف أن يكبر عنصريا وأن يكون له من اسمه نصيب .. فعند الأجانب يكون إرهابيا .. وعند المتطرفين يكون بغيا ...
عندما أكونُ وحيدةً ومستلقيةً على النهدِ الذي يحبّهُ يأتي إليَّ زنِخًا كالقصّاب وحيدًا كطائرٍ عُذِّب حتّى الموت يعضُّني في فمي وشَعري وأذني ويرفعني بين يديه عاليًا كي أرى دموعَه من منابعها لأرى ملايينَ القطارات المسافِرة تلهث...
من قديم الزمان ، وأنا أرضعُ التبغَ والعار أحبُّ الخمرَ والشتائم والشفاه التي تقبّلْ ماري ماري التي كانت اسمها أمي حارّة كالجرب سمراء كيومٍ طويل غائم أحبُّها ، أكره لحمها المشبعَ بالهمجية والعطر ، أربضُ عند عتبتها كالغلام وفي صدري رغبةٌ مزمنه تشتهي ماري كجثة زرقاء تختلج بالحلي والذكريات . من قديم...
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف ولكنني أحب الرصيف أكثر ..... أحب النظافة والاستحمام والعتبات الصقيلة وورق الجدران ولكني أحب الوحول أكثر. *** فأنا أسهر كثيراً يا أبي‏ أنا لا أنام‏ حياتي سواد وعبوديّة وانتظار‏ فأعطني طفولتي‏ وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز‏ وصندلي المعلّق في عريشة العنب‏ لأعطيك...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى