أدب الحرب

لماذا تحدث الحرب؟ وهل من سبيل للتخلص من أهوالها؟ تقدم لكم هذه الورقة البحثية أصل الحرب وفصلها. "وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم"، زهير بن أبي سلمى. بدت الحرب كشيء طبيعي ملازم للمجتمعات بمثابة "شر" لا مهرب منه، فلم يرد ذكرها في حديث النهايات المتواتر (نهاية التاريخ، الجغرافيا، السيّادة...ألخ)...
يظل ضوء النجمة الهادئ سارياً ألوف السنين قبل أن يبين للبشر، لكن عمر الإنسان قصير: طفولة ولعب، حب وعمل، مرض ثم موت. اشتعلت حرب، سيتخيرون لها فى وقت ما صفة "كبرى" أو "صغرى"، حتى يسهل تمييزها بسرعة عن الحروب السابقة، والأخرى اللاحقة .. أما الذين عاشوا ذلك العام فقد عدوها "حربا" فحسب. وقعت الحرب،...
حارب المصرى القديم الطبيعة ليزرع، روّض نهرا عفيا، ومهد أحراشا ثم قاتل دفاعا عما زرعه وعما بناه ذلك ما وصف به أرنولد توينبى أو ما عناه بقوله إن للمصريين حضارة قتال. عقب حرب اكتوبر 1973 مباشرة، وتحديدا فى بدايات عام 1974 صدرت الطبعة الأولى من كتاب يحمل عنوان: «المصريون والحرب» ضمن سلسلة الكتاب...
لطالما شدّتني نصوص الأدب العالمي حول الحروب التي لعبت دورًا مباشرًا في سرد الروايات الأدبيّة. فالأدب يوثّق اللحظات المأساويّة التي قد يمرّ بها الجندي، ويصف بدقّة تلك الضغوط الجسمانيّة والعقليّة الفادحة التي تعرّض لها أثناء الحرب، وهو وسيلة تعبير العديد من الشعوب، وحتى الجنود، لتدوين مأساتهم مع...
مُنذُ أن بدأتْ تلكَ الحربُ ونحنُ متلازمان لا يفارقُ أحدُنا الآخر، أذهب معه حيث ذهب ، لقد أنقذتُ حياتَه مرتين ، مرةً من رصاصةِ قناصٍ لايزالُ أثرُها في جسدي إلى الآن وأخرى من شظيةِ صاروخٍ فنحن رفيقا حرب . وفي ليلةِ هادئة نسبيا خلاف العادة ، وقد وقف الجنودُ ينتظرون دورَهم في استلام وجبة العشاء وهم...
كانت المأمورية الأولى لى فى الخدمة العسكرية .. استلام تقفيصات حديدية من وحدة المهندسين العسكريين القريبة .. بمجرد أن تخطت السيارة أمن البوابة .. لمحته قبل أن انزل من السيارة .. يمشى بخيلائه الذى لاتخطئه العين .. لطالما كان يبهرنا بقوامه الممشوق وعضلاته المفتولة التى واظب على بنائها فى الساحة...
ربما نتقابل مع أناس لا نعرفهم, فلا ننساهم أبدا, وإن كان ذاك اللقاء للحظات قليلة. فما بالك أن أقص عليك لقاء دام سنوات مع مخلوق غريب عجيب. قابلته في المرة الأولى وسط جموع المجندين الجدد في ساحات مركز التجنيد الرئيسي في القاهرة. كان ضمن أفواج بلا حصر تقذفها السيارات الزل في الساحة. التقطته من وشمس...
إلى روح الأديب محمد الراوي (١) قال لى : أنه قابل الموت أكثر من مرة.. رأى وجهه وعينيه..بل إن يد الموت قد جذبته فى إحدى المرات وهو صغير وحاول الفرار منه، قابله مرة في الليل رآه في الطريق إلى بور توفيق وكان الظلام قد تسلل فاختبأ خلف جدار ،ولم يعرف الموت كيف يصل إليه، وبعد...
لا أعلم من أين تأتي كل هذه الدموع كلما سمعت أغنية تحيي بقلبي ذكرى سنوات طفولتي التي قضيتها في حرب “نكسة 1967 وما تبعها من التهجير وويلاته ، وضاعت في الحرب أوراق هويتنا وأخذت معها بهجة ومرح أيام الطفولة التي سُرقت مني ومن أبناء جيلي ، الذي وُصف يوما ما بأنه جاء في موعده مع القدر ! تضحك ابنتي...
مازال عالقا بين ماضً ويوم قادم لحاضر جديد, لا يدري إلى أين الطريق في تيه المجهول, لا يعرف لعالق مثله وجهة ولا مصي, فكثيرًا ما كان يقص حكاية صديقه الشهيد, الذي كان بجواره وفجأة اقتلعته قذيفة ألقت به على بعد ميل متناثرًا لأشلاء, لم يدر يومها كيف اختطفته هذه القذيفة من جواره؟. ولم تصبه هو رغم...
ازداد عدد القتلى في المدينة في الساعة السابعة. قُتل عشرة دفعة واحدة، في الساعة الواحدة أصبحوا عشرين، في الساعة الرابعة صاروا أربعين قتيلًا.. قال طفلٌ إنه شاهد رصاصة تسبح بهدوء وبطء شديدين في الهواء. أمام عينيه ارتفعت لأعلى متجهة للطابق الثاني، دخلت من النافذة الخضراء، وكما رآها تدخل من النافذة...
اخيرا .. عاد إليها بريق الأمل .. بعد أن سمعت الجدة من المذياع .. فك الحصار عن الثغرة .. نزول الراحات .. لم تنس قط .. ضعف نظرها في السنوات الخمس العجاف وتورم أقدامها .. عندما صالت وجالت جميع المستشفيات .. وتتدلى من عنقها صورته المكبرة وهي تقف شامخة علي صدرها بزيه الميرى بألوانه الأصفر والأخضر...
حمل مخلته فوق ظهره وابنته بين يديه, ضمها إلى صدره فتشبثت برقبته, سار ببطء حتى وصل محطة القطار ومن خلفه زوجته وأمه, لازال الوقت باكراً لم يصل القطار بعد, تلفت حوله وجد حجراً مرتفعاً عن الأرض فجلس عليه ووضع طفلته على ساقه, بحركة مباغتة مسح دمعة سقطت قسراً لينفض حزن عينيه وهو يقول بمرح مصطنع ...
( بعد العصاري .. الرياح لا تهدأ .. البحر الأبيض .. تغشاه شبورة مائية .. الكل يخشى من غضبه يبتلع في جوفه كيفما شاء .. ولكنه أحيانا كالرفيق والأنيس ) القاطرة في الرحيل .. اتجاه الميناء .. جنوب شرق .. تترنح .. يمينا .. شمالا .. تصدم .. تكسر .. تغوص .. تطفو .. بين الأمواج العرضية تطير في الهواء ...
(1) فى المواقع الأمامية للكتيبة 18 مشا ة تيسر لى أن ألتقى مع محاربين أشداء ، وأبطال يقضون أيامهم فى صمت مطبق ، فيما تجرجر الأيام بقايا حواف محترقة لنخيل ذهب بهاؤه ،ونسائم تتخلص رويدا رويدا من آخر الهواء الذي يعبق برائحة بارود يتغلغل فى الحفر البرميلية ،وخنادق المواصلات التبادلية . كان...

هذا الملف

نصوص
172
آخر تحديث
أعلى