أدب الحرب

لا أعرف لماذا تلكأوا فى النزول .. ففى تلك اللحظات التى سبقناهم فيها واصبحنا وحدنا فى الشارع ، جذبنى من يدى ونحى بى جانبا .. كان غريبا عليه أن ترتجف يده ، والأكثر غرابة أنى لمحت رعشة فى عينه اليمنى حين مال ناحيتى وهو يهمس : – أنا عشمان فى طلب بسيط منك . شيئ ما جعلنى أستغرب من...
سحبتني السيدة من يدي لتدفع عني الحرج، وعبرت بي الطرقة الضيقة، وهي تتفادى بمهارة الاصطدام بأثاث البيت الصغير، تفعل ذلك كامرأة علقت سنواتها بسخاء على جدران هذا البيت. أشعر بيدها ترتجف، أصابع ممتلئة خشنة، تليق بربة بيت. في الحجرة ضوء خفيف يتسرب من خصاص الشيش المغلق، ورائحة لم أميزها أبداً...
كل شيء في الدنيا له ظل . وللظل تحولات لا تخطئ العين رؤيتها . الظل ملازم للأجساد ، المباني ، الأشجار ، الحيوانات الأليفة والنافرة . . لا بد من وجود شمس كي يتكون الظل ، ربما قال قائل : إن التيار الكهربائي حين يسري في أسلاك المصابيح يتولد الضوء ، ويوجد الظل . هذا ما نعرفه ، لكننا نتحدث عن الظل...
عبر أشرطة القضبان التي تلمع في المدى، تتحرك الأجسام بظلال شبحية، تتصادم في الضوء الشحيح الناشع من أعمدة الفلورسنت التي تطل من الخارج، وحول فوانيس هذه الأعمدة، تتماوج في علو، دفعات البخار الكثيف، شتوية وباردة، وتضيع في سماء داكنة بلا نجوم. ثمة أصوات تزعق، وتنادي بأسماء، نبرات بعضها واضح، وبعضها...
معفر الوجه بتراب طيبة . ابن رحلة الأحزان الشجية للشاطيء الغربي الذي في نهاية أفقه تغوص الشمس الإله . أرتحل بحنين نازف حاملا في الشفاه تلك المعزوفات التي طالما ترنموا بها فوق النهر . باليد خوصا أخضر قربانا جديداً. عريف أمين رمسيس . جئت من الصهد والقيالة حيث النيل محمرا لا يزال حاملا ً معه...
( تفصيلات دقيقة من حياة الجندي عبدالمجيد الجنزوري ). ـ ” مات عبدالمجيد الجنزوري ! “ حشر جسده النحيل في الوصلة بين عربتي القطار ، وعندما جذب السائق يد الفرملة ، واصطكت العربات هوى في غمضة عين بين القضبان وحبات الحصى والزلط . ارتطم الرأس بساق معدنية ناتئة ، وسال الدم قطرات قطرات. * يا...
تقديم أنا لا أحب أدب المناسبات، لكن ذكرى حرب تحرير سيناء، ليست مجرد مناسبة، إنها دورة دموية تجدد وعينا بذاتنا نحن المصريين. ولأنني عشتها بكل تفاصيلها المريرة والحلوة، فقد سكنت بداخلي، وصارت جزءا مني، مهما طالت السنين وبعدت. فلا يمكنني أن انسى أبدا تلك اللحظة وأنا في امتحان الإعدادية عام 67...
" ما أعظم أن يكون للإنسان إرادة ، وما أروع أن تكون الإرادة منتصرة " هذه القصة لم أؤلفها ، إنها أحداث واقعية ومشاعراختلجت فى صدرى وظلت تعتمل وتتصاعد مع كل لحظة من لحظـــات معركة العبورالعظيم فى السادس من أكتوبر73 حيث كنت وقتها ضابطا من ضباط الاحتياط برتبة ملازم أول قائدًا لسرية الرشاشـــــــات...
في صباح السبت العاشر من رمضان لعام 1393 هـ توجهتُ إلى القاهرة لوحدي لأول مرّة, دون مرشد, ولأنني قرويٌ وقفتُ مندهشاً أمام التمثال الضخم الذي يتوسط ميدان باب الحديد, تأملتُ رمسيس الثاني الذي يقدّم رِجله الشمال بشموخ . ركبت تروماي 21 الذي يذهب إلى العباسية . أخذ التروماي يتهادى بحمولته التي تخرج...
تعد جملة الأحداث في القرن التاسع عشر مخاضا لمولد متغيرات اقتصادية وسياسية فضلا عن كونها مخاضا اجتماعيا وثقافيا. منذ أن اعتلى “محمد على” كرسى الحكم عن نزعات ديمقراطية شعبية , وقد زلزلت الحملة الفرنسية قبله رو اسخ بالية متكاسلة .. والمتغيرات في تتابع. وقد بدت العلاقة بالآخر(العثماني ثم الأوروبي)...
كرهتُ الحَرب منذ اللحظة الأولى عندما دخلنا المدينة فجراً. أمضينا الليل كلّه نقصفها بالمدافع والطائرات. وعندما دخلناها كانت البيوت مهدمة على ساكنيها والحرائق في كل مكان. لَمْ أستطعْ منعَ نفسي من البُكاء بصوتٍ سَمعهُ زميلي الذي أرعبه كثافة الدخان الأسود وهو يظللنا كسحابةٍ ثقيلةٍ جداً مليئةً...
عَبَرتُ بِقَومي البَحرَ أَنزِفُ ماءَهُ وَهَل يَنزِفَنَّ البَحرَ يا قَومُ نازِفُ وَيَومَ اِلتَقَينا ظِلَّ يَومٍ عَصَبصَبٍ وَفيهِ غُبارٌ ثائِرٌ وَعَواصِفُ وَضَربٌ يَقُدُّ الهامَ بِالبيضِ موجِعٌ وَفيهِ الجِيادُ السابِحاتُ زَواحِفُ إِذا قيلَ قَد وَلَّت هَزيماً فَإِنَّها بِقَدرِ لِحاظِ الطَرفِ مِنكَ...
تذكرت الطيب حين أحاطت بي ريح أمشير، تدوي في خارج البيت زوابع تكاد تتساقط من هولها أشجار الحديقة، لم أسمع للكلاب نباحا، حين ابتدأ دب الفولجا يرسل حمم ناره قتلت كلبتنا الصغيرة، ليلتلها بكيتها، ظلت تتأوه حين كانت في النزع الأخير ضرب كييف، ترى ماذا يتبقى من هذا العالم لو ضغط على زر الرادع النووي؟...
جعلتنا الحرب غير صالحين لأي شيْ ، فنحن لم نعد شبابا . لم نعد نريد ان نقتحم العالم .نحن هاربون .نهرب من انفسنا . من حياتنا . كنا في الثامنة عشر ، وبدأنا نحب العالم والوجود ، ثم توجب علينا ان نطلق النار على هذا . القنبلة الاولى التي انفجرت ـ اصابت قلبنا . اعتزلنا العمل والطموح والخطو نحو الامام ...
‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يطرق‭ ‬المرء‭ ‬أبواب‭ ‬مدينة‭ ‬بوسان‭ ‬الساحلية‭ ‬الكورية‭ ‬الجنوبية‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الشرقي،‭ ‬حتى‭ ‬ينتابه‭ ‬شعور‭ ‬بالطمأنينة،‭ ‬حيث‭ ‬شواطئ‭ ‬البيضاء‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬البصر‭ ‬والمعابد‭ ‬المهيبة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬المحيطة‭ ‬تمنح‭ ‬المدينة‭ ‬سلاما‭ ‬يقطع‭ ‬مع‭...

هذا الملف

نصوص
172
آخر تحديث
أعلى