أحمد ضياء

منذُ بدء الخليقة اعتاد الله على خلقي بشكلِ دفعات المرَّة الأولى وِجدتُ على هيئة شحّاذٍ أجوب الأرض رافعاً رأسي المنحني لأجمعَ قوت رمقي الأوّل المرَّة الثّانية كنتُ خيّاطاً أرتّلُ على جثث البواكر أفعال انتظارنا، مازجاً الأحلامَ مع حفنةِ إيقونات ناضجةٍ مودِّعاً رحيق شبابي مع بعضِ القبور. ضمن الوجبة...
حاولنا أن نورِّط الأسماء بأجسادِنا ففككنا الحياة على شكلِ منائر ملتحمة اللحى وبذّرنا الدّماء المتسوّلة لحياةِ متغيّرةٍ رغمَ إنَّا مؤمنون بمومئة الحزنِ على قارعة فضلى كان يركعُ دائماً المصابُ إلّا أنَّ الرَّصاصَ غير الرّصاصِ الآن يفرُّ معانق الأبدان ليشكو للضحيّة سوء الإدارة في اقتناص من تتدلى له...
عمياناً كنّا، حين بدأ الآخرون برمي الجّمراتِ على السّفينة نأخذ شفرات قيافتنا ونعلّلُ مواجعنا يتربّى القلقُ في أحداقنا بين خطّين من أشكالٍ لمدينةٍ تتقيّحُ انفراداتها عند نافذتين غزتْ كلٌّ منهما عينَ صرصارٍ يكنزُ في طيّاته همَّ انفلاتنا المحشو بالترهّل يا Noah بلغنا الآن الحدِّ الفاصل بين...
(1) 1 – 2 لن أموتَ، بل سأحلّقُ هذا كلُّ ما في الذّاكرة أتتبع مسير أرواحنا بالأنفاس أسيرُ على كلِّ اللذين تجمعوا على مائدتي وهم يضمرون الأمزجة الجّارحة للآخر أدعوكِ الآن أنْ تباركِ هوسي فالجّميع ظلّوا يلامسون بقايانا لعيشقوا أمّا نحن العابرين للأطياف بقينا نلهو كأطفالٍ يعانقون لأولِ مرةٍ أصابع...
كنت آخر المصلّين على رأسهم لكنّي في تلك السّاعة من الحاضر أسعد إنسانٍ، ومن الممكن الإشارة لي وفقاً لأيِّ سبب كان لذا فظّلتُ الآتي: أوّلاً وأخيراً ذبحنا الآلهة على الطّريقة الإسلاميّة لم أشئ أن أكون سنيّاً أو شيعيّاً يذكر كلَّما هنالك ثمَّة سفنٌ ميكانيكيّة دخلت جوف قلبي وأعطتني مزحة الألم...
ليس جيّداً العمل على هذا الرّكن الآن بعد جملة من الزّيجات للمرأة المتزوجة مؤخّراً كان عليها أن ترسم الليالي الحمراء الّتي عاشتها وابتسامة الرّجال وهم يخيطون أفراحهم بشكل علن اليوم تعاود الأرملة بثَّ شحناتها الشّاكية من قلّة رجل يعيش طويلاً فبعد زيجتها السّابعة فظّلت مواصلة عمليّة استدراج النّساء...
أكرّزُ في شفتيكِ كلّما ابتعدتُ عن التدخين أداعبُ براطمي بكِ ألجأ إلى تدوين زفيركِ وإنتشار تلاشينا بَطِيئاً أصنَعُ منهما فطائر تَماسُكِنا, أعلم أنَّ الجّراح المدوّية في صحنِ جَسَدَكِ تَصهَلُ مَسامِيرَ ثمَّ تَذوي ، بَقايانا لَهِيبٍ مِن تَلَعثُمِنا المُشَتَتْ.
‎ليس يسيراً أن تبرطِمَ الجّداول في عيون الأنهار لا وليس يسيراً أن نمارس المجونَ على دكّة الموتى والشّرائع تبني أوتار ارتطامها داخل عفونة غير مجدية لا وليس يسيراً أن تسحُّ الشّباك المنتفضة على ينبوع أسماكٍ ذات شواء خالٍ من نشيد الأرامل والجوعى وذوي الأيادي المغلولة. من اليأسِ قفزتْ إلى النّهر...
ولأنَّ الرّبيع يبرعمُ من عينيكِ، ارتأيتُ أنْ ليس من شيء حقيقي هذه المرَّة أيضاً الأباريق في صومعتي تئنُّ الأزهارُ غافيةٌ على أرادنِ الفجيعة الكهولة في حارتنا تنزُّ حفيف هوائها المتأخر والكلُّ يبرق في أعينهم خيط التّملك إلّا أنتِ كنتِ تناقشين الصّدق / العفّة / المياه بعين لاهبة أوزعُ على مقلتيكِ...
متردداً كما في كل مرة، على تعريف أفعالي الرّاكدة من الآلمِ على إنتاج الجّثث اليوميّة ففي كلِّ مرة أخبرُ ذاته العليا عن قريناتي الهمجيّات أتذكّرُ تقطّعات وجهه اللاهثة عند محيط دنان من الكبرياء. لستُ عجولاً في كشف أسراري ولا قارئً متواصلاً في كشف بياناتي، لكنّي أبرمج وقتي كلَّه لأعرف عن القراءة في...
منذ تلك اللحظة راقبت الأباء جيّداً في مشهدٍ درامي يودّعون عوائلهم راحلين صوب الحرب أتذّكرُ ملامح الفراق النّاطة من وجوههم وأعباء الرّحيل على ظهورهم وهم يسيرون ممتشقي القوام منكسري الأفذاذ يرتّلون (لولا الوطن لم نستطع أن نموت بكرامة) على هذه الشّاكلة لم تعد أعياد الميلاد تعني للأطفال شيئاً إلّا...
لم أشأْ أنْ أرسم غيرَ شظايا الحرب، لكنَّ الأبدان الأبدان الأبدان ... تتكاثر لوحدها. حصدْنا في تلك الرسمة آلافًا من الأرامل، وعيونُ الأطفال شاحبةٌ على الطرقاتِ تئنّ.ُ وما زلنا نحصد أشكالًا بلوريّة تركض من هولِ العصف وأجنحةِ السيّارات الساكنة في الأجساد. تشكّلت اللوحةُ فوق حطام الملكومين،...

هذا الملف

نصوص
12
آخر تحديث
أعلى