فوزية العلوي

النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة النساء اللواتي قصصن اصابعهن وهن يرتقن جوارب العصافير والنسور المتغطرسة اللائي تعبن من تذوق وجبات الملح والشاي المرّ الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى ومن فراغ قاموس الحب الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر والغارسات شجرا من...
أنا الآن اكره الشتاء كاي مفاجاة غير ساره واكره هذا الثوب البدائي المطرز الذي يبديني كراعية في سهوب لا اعرف اسمها لكنّي اتمثل جيدا نوع النساء اللائي يعشن هناك بوجوه حزينة وقلوب يقتلها العشق ربما صورة من شريط قديم علقت برأسي رغم أن الفلم وقتها كان بلغة أخرى والترجمة لم تكن واضحة وتمر كالبرق...
انت تذكرين ذلك الرجل الاسكافي الأسمر الذي اسمه النوري كان في العطفة التي تؤدي إلى الجامع وقريبا جدا من بيتكم حتما ترين أصابعه الغليظة وهو يمسك بالمسامير الدقيقة ويدقها في نعل الفقراء نحن جميعا فقراء ولكن احذيتنا لا تتمزق بنفس الطريقة الرجال الاتقياء يمشون على الارض هونا والنساء لا يغادرن الا الى...
تلك امرأة لا تعرفني لكني اعرف عنها معظم التفاصيل الزر الضائع من قميصها لطخة الخوخ التي في تنورتها والتي تحاول إخفاء ها بحقيبة يدها غرامها بزوجي وادعاؤها انها تشتري منه اللوز الذي لا تجده في البقالة المجاورة حديثها الذي يشبه نصا هيروغليفيا والكلمات المتقاطعة التي تريد أن نتشارك فيها...
من ياترى يذكر معي احتاج ذاكرة كالمرآة أحتاج قلبا في خفة الريش ولغة بها عطر خزانتنا القديم احتاج عينا كالخطاف ويدا كالمروحة وقدمين حافيتين على اسفلتنا المشقق من يا ترى يذكر معي؟ من انا بلا ذاكرة تشاركني كل ذاك الزقاق تلك النوافذ الضيقة الزرقاء لكنها تكفي لتعبر من...
فارغ هذا العالم كفنجان خزاف وقلبى ساحة حرب اقفرها القنّاص من يوحي لشجرة البن ان تكبر وللأذرع النحيلة ان تحمّص قلبي كي اترع روحك بالقهوة ونترشف معا رغوتها القهوة اخت الشوق وبنت الغياب ولابد لي من حريق هنا في ضلوعي لكي أعرف أني عشقت .... نايات اضلعي وانت الريح التي لا بد منها لايقاظ رنات...
لا قمر أنا ولا ذا بمحرابي لا مطر أنا ولا ذا بمزرابي لا قمر أنا كيما يحملني رجل سهاده ولا مطر حتي تحاسبني الرياح اويدعي حور أني كنت جلاده لا قمر أنا فأكون للعشاق مصباحا ولا مطر فأكون للاعناب أقداحا أنا سفر ولا ارض أقصدها انا خبر بلا سند أنا حجر البكا فلتتركوني إذن هذا الفراغ فراغي وانا...
قليل من الاخضرار واصبح شجره وقليل من الزقزقات وتأوي الطيور اليً قليل من الغيم ويسمونني ديمة وشيء من الريح وازف اليً الغاب عنبية الروح أنا وليلكية الأطراف أعرج أعرج في النشر تناديني عطور وحدي اعرفها اتخضب بها كي لا تفقد العناصر ألوانها قليل من الرنين وتعشقني القواقع في المحيطات النائية...
الى فاطمة وهي في خلد الغيب إلى فاطمة بن فضيلة فاطمة الخضراء شجرة تنبت في خلد الغيم كل البلابل تنطق اسمها فتهتز أوتار هنا وهناك اسميها ابنتي وتسميني شاعرتي كل الحروف التي نكتبها تستحيل فاءات فاء للفيء الذي يمتلئ بضحكاتنا فاء لفرس الرمل التي ترسم بخببها قصائدنا فاء للفأل لان قلبها...
كم نحن حزانى ومفقودون وكم بعيدة اناملنا عن ذاك الفنن وكم هجرنا جبل الريح ذاك حيث كنا نولم فيه للنحل والميمون والنوار كم حزين ذلك الحطاب الذي تخذله ذراعه فيسقط الفأس وليس يبلغ شجرة الصنوبر التي نبتت في صخر اعوج وكم حزين ذاك الجندي الواقف عند التلة ليس يعرف من أين تأتيه الطلقة كم حزانى...
الماء سيد الفلوات والريح عاكفة على اعقابها لا نجم في الافق البعيد يلوح لي ولا خبر اتانا عن أبي ولا امرأة الجبال ترجّلت عن ثلجها كي توقد الاكليل للرعيان لا نبأ يدفًئ خاطري كي ابدأ عدً الليالي البيض او اغتذي عسلا تيبس في الجرار الرجل الذي بايعته خان الحقول وهاجرت غيماته والنحل ليس يذكر...
الان أبتدئ العرافهْ كي أُسقط النّجم المعلّق في دهاليز الحكايهْ وسأحتذي حذو الرّعاة الرّاحلين... لا معنى للأرض التي لم تؤوني ولم تظلّ مخاوفي بعقيقها السريّ لا معنى للّيل الذي أسرى بعيدا عن حدائق دهشتي، ولم يكن خلّي الذي بايعته كيما يكون خليفة العشّاقْ. لا معنى للغزل المبعثر فوق أوهام الرّوايهْ...
فارغ هذا العالم كفنجان خزاف وقلبى ساحة حرب اقفرها القنّاص من يوحي لشجرة البن ان تكبر وللأذرع النحيلة ان تحمّص قلبي كي اترع روحك بالقهوة ونترشف معا رغوتها القهوة اخت الشوق وبنت الغياب ولابد لي من حريق هنا في ضلوعي لكي أعرف أني عشقت .... نايات اضلعي وانت الريح التي لا بد منها لايقاظ رنات الجبال...
الرجل الذي يطعم الحمام على النهر لم ينشغل بي ولا انشغلت به زوجته البدينة الفائضة عن فستانها الازرق اصابعه وهو يفتت الخبز للحمام مروحتان تجلبان الريح الى قلبي الذي عفنته الغربة شفتاه وهو يصفر له شبابة لراع في حقول نائية دافئة عيناه تموجات الماء في ليلة مقمرة الرجل اسمر بلون الذرة ربما كان عربيا...
كعادتي دوما أمشي في الأزقة الخلفية حيث العيون الغافية والطيور التي عادت الى افنانها لتنام القمصان ذاتها ارتديها الكحلية والرمادية لا شجرفي اديمها لا نخل ولا رمان حتى التي بلا اكمام كففت عن ارتدائها مخافة ان يعجب شاعر بذراعي أو باستدارة مرفقي فيكتب قصيدة ويفتضح امري ولا عجب ان تطلب مني...

هذا الملف

نصوص
328
آخر تحديث
أعلى