فوزية العلوي

الماء سيد الفلوات والريح عاكفة على اعقابها لا نجم في الافق البعيد يلوح لي ولا خبر اتانا عن أبي ولا امرأة الجبال ترجّلت عن ثلجها كي توقد الاكليل للرعيان لا نبأ يدفًئ خاطري كي ابدأ عدً الليالي البيض او اغتذي عسلا تيبس في الجرار الرجل الذي بايعته خان الحقول وهاجرت غيماته والنحل ليس يذكر اسمه حتى...
‎لا شيء يسكنني غير التفاصيل المملة والرتيبة قهوة مابين سكرها ومرارة القلب اتفاق صباحي اطباق تغسل كي تتلوث من جديد اثواب اشنقها قبالة الشمس فتتحول عند المساء وطاويط محنطة زوجة البقال تهب اللبن والخبز وكل مايمضغ بوجه لا معنى له وعيناها إلى التلفاز المثبت قريبا من السقف تتابع مسلسلا تركيا ماسخا...
لسنا طيرين ولا شيء فيك يشبهني ولا نجم يخاصرك إذ تشتهيني على وجل ولا جذل يخالطك إمّا وجدت ما يدلّ علّي بقلب البيد ولست وجهي الذي إذا ما تهت يعرفني ولا شبعت من التسهيد ولا قبس يؤانسك إذا سامرتني غلسا ولا نفس من الأنفاس يأتيك على مهل ولست مثلي ولا هواك عراقي ولا من جنّة البيداء ولا في القدس مسراك...
نستعيض عن العالم بالنص . وعن زهور البرية بألوان المجاز وعن الشوق بالاستعارات البعيدة وعن عناق الفراق بالتشابيه البليغة نسري في ليل الأحبة أبياتا منجمة نثرتها الصعاليك في ثرى محل وربوع محصبة . تمطر احداقنا فلا يتلقّاها صدر ولا عنق ولا راحة يد ولا معصم يرجفه النبض تمتد دلاء العين والفاء والقاف...
قلت لي ألا يكفيني من هذه الكتب وهذا الغبار وهذا الانتظار هم يكذبون وانا أصدق هم يبكون وانا اشتري ملح دموعهم هم يشتاقون وقلبي يتفلّج كرمانة ساشتري فجلا هذه المرة وتفاحا قارورة ماء ورد او زيتا للشعر من الهند حتى تطول ضفيرتي اشدها حبلا تصطف فوقه الخطاطيف ساشتري طوق مرجان وقرطين من فضة مكحلة زجاج من...
هل لا بدّ من هدهد كي أتيه عن أصل النبع ومن سحب كيما يمور الماء في خلد السنابل ومن بيد كي يعود الصّوت الى حاديه ومن ريح مؤجّلة كي يثور هذا الاعصار ليزوبعني ومنك كيما ينكّر قلبي لي في طرفة عين وتتبارى دموعي في إخضاعي؟ ليس قلبي هذا الذي نبتت على حواشيه الأسنّة وليس شغافي هذا المصهور بالغظى الجاهليّ...
باب بيتك أبيض ، مثلك يكره الأبواب الزرق . تلك ماكرة ، مراوغة وتتآمر على السماء . باب بيتك مقوّس ، للشمس نصفه والآخر للقمر ؟ أ راك تنحني وأنت تلجه وما كنت قطّ محتاجا إلى كلّ ذاك الانحناء . لست سامقا ومع ذلك خلتك مرّة تجمع النجوم . كنت ليلتها أرقبك عن بعد وعيني زرقاء اليمامة وأذني مصغية إلى دبيبك...
تلك امرأة لا تعرفني لكني اعرف عنها معظم التفاصيل الزر الضالع من قميصها لطخة الخوخ التي في تنورتها والتي تحاول إخفاء ها بخقيبة يدها غرامها بزوجي وادعاؤها انها تشتري منه اللوز الذي لا تجده في البقالة المجاورة حديثها الذي يشبه نصا هيروغليفيا والكلمات المتقاطعة التي تريد أن نتشارك فيها في لعبة...
هل يمكن ترجمة قصيدة بمثل هذه السرعة؟ إذا كان لنا أن نتحدث عن نوع من الوئام، من الائتناس، من الحوار الداخلي، تمهيداً لعلاقة وجدية ما ، فذلك يشفع بمثل هذا الإجراء ! إنما أيضاً، إذا كانت القصيدة تعرَف في أقصى حالاتها انبثاقاً بالطابع الومضاتي/ الينبوعي المستوفي شروط التجلي، فعلينا بالتركيز على...
كلما سكنت جذوتي في رماد القصيد واستحال المدى قطعا من جليد ونسيت اخضرار المجاز في مغاني الحجاز ولبست الجوى برقعا من حديد ورميت الهوى في سفوح الوسن ورنا خاطري لأعالي الشجن جاءني عاصف من هواه وهما وابل من ذراه فاستحال المدى وردة من شذاه ولبست الهوى في اخضرار النشيد فوزية العلوي
طرقٌ تسافر بي إليك ْ وبعيدة صحراء جنّتك وناركْ لم تأتني برُدٌ كيما تطرّز في هجير الرّمل أغنيةً وتبين أسباب الصّعود إلى قراركْ لم تلتمعْ عند انتحاب اللّيل أفلاكُ المجرّة بيننا لم ينكسرْ عند انشطار القلب نجم ُفي مداركْ لم ينطلقْ في روعة الإسراء موّال المغنّي يا حادي الحرف المسافر دون ماءْ هلاّ...
خذني إلى قمر ساهر وعلق سواري هناك ..... سيعبر طير ويرتاح في لمعة الضوء وينفض ريش الفراق فيمتلئ الحلم بالزقزقات وتأتي إلى غريبا كما قد رمتك الدروب. وامضي إلى حلمك الليلكي مبراة من ذنوبي واعقد في دهشة الروح شالي على فنن عاشق فيهطل غيث ويترعني شجن في المآقي أعدني إلى طفلة الصيف هيا وخذني إلى بحر...
تلك المرأة أكرهها بقدر كرهي لللبن الحامض تبدو لزجة وسائلة ورموشها لا تتطابق مع نظرتها. لا ادري لماذا يبدو حديثها مكعّبا كلما جاءت سيرة الحرب على لسانها مع أن كل البيوت تشظت والجماجم طارت شهبا في السماء والبيت الذي كانت تسكنه صار أشبه بخيوط العنكبوت حديثها عن الحبّ اكثر بؤسا من حديث الحرب...
بي فزع من الصيف ومن العابرين ... من الرجال الذين لا أسماء لهم ومن النساء إذ يحملن حقائب القش ولا يكتبن شعرا في شجر التوت ولا يبكين من شجن المساء بي فزع من الخيول التي لا اعرفها ولا أجراس لها كي تدل على أبي وهو يعود من حقل الذرة معفرا بالطين وبشهوة امرأة تركت ضياءها عند النهر بي فرق من مساء بلا...
ليس لي الآن ما يؤسف أوْيبدّد أشلاء روحي… أنا الآن مثل المياه التي نسيت نهرها فاستحالتْ خريرا بلا أيّ صوتٍ أنا الان فوق التمنّي وفوق انتظار الفصول وفوق الحنين إلى أيّ موتٍ أنا الآن فوق احتمالات حتّى وشتّان بيني وبين أناي التي كسرت نايها لفراق حبيب وأمست بلا أيّ نجم لأنّ يديه التي كم تربّت على...

هذا الملف

نصوص
329
آخر تحديث
أعلى